«الدولة الإسلامية» يتحدى صانعي السياسات الغربية
حول العالم
19 نوفمبر 2015 , 01:29ص
WALL STREET JOURNAL
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن الهجمات التي نفذها تنظيم «الدولة الإسلامية» في العاصمة الفرنسية باريس كشفت أن الولايات المتحدة وحلفاءها بالغوا في تقدير النجاحات التي تحققت ضد التنظيم مؤخرا كما قللوا من قدرة التنظيم على ضرب المناطق البعيدة عن معقلهم في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن تنظيم الدولة الإسلامية يتحدى حاليا وكالات الاستخبارات الغربية وصانعي السياسات ليس باعتبار التنظيم يشكل تهديدا إقليميا متزايدا ولكن كمجموعة لها قدرة على الوصول البعيد والقاتل رغم الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا والعراق.
يقول هانك كرامبتون، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لصحيفة وول ستريت جورنال: «هذا العدو استطاع أن يقيم ما يشبه الدولة في قلب الشرق الأوسط وبالقرب من أوروبا مع الكثير من المقاتلين الأجانب في صفوفه، بما في ذلك أولئك القادمين من أوروبا، مما يجعلها مجرد مسألة وقت قبل أن يحدث شيء مثل هذا (اعتداءات باريس) سواء كانت هناك عمليات استخباراتية جيدة أو سيئة».
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأسابيع التي سبقت هجمات باريس، تلقت وكالات الاستخبارات الأميركية ما قال المسؤولون إنه قرع طبول دعوات المتشددين من تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق لتوجيه ضربات ضد أهداف غربية، خاصة في أوروبا، إلا أنه لم يكن هناك أي اتصال مفصل يشير إلى هجوم وشيك أو يستهدف باريس.
واعتبرت الصحيفة أن الهجوم الذي وقع في باريس يكشف عن المعضلة التي تواجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وهي ما إذا كان من الممكن الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية فقط من خلال الضربات الجوية والقوات المحلية التي تخوض القتال بالوكالة دون نشر القوات الأميركية والمتحالفة معها.
وتنقل الصحيفة عن مايكل هايدن، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي قوله إن الأمر يشبه كرة القدم «إذا لم تهاجم سوف تضطر للعب ضربات ترجيح ووقتها لا يهم إذا كان لديك حارس مرمى جيد لأن الكرة سوف تذهب في نهاية الأمر إلى شباكك».
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة رفعت من وتيرة العمليات الجوية في سوريا والعراق ووافقت على إرسال القوات الخاصة الأميركية لتقديم المشورة للمقاتلين المحليين في سوريا ولكن واشنطن وحلفائها الأوروبيين والشرق أوسطيين تجنبوا الدخول في أي دور قتالي مباشر.
يقول مسؤولون في البنتاجون إن الضربات الجوية قد أضعفت من تنظيم الدولة الإسلامية فضلا عن حرمان التنظيم من العائدات التي تأتي من بيع النفط من المناطق التي يسيطرون عليها. إلا أنه بات من الواضح إلى أن التنظيم رغم الضغوط التي يتعرض لها في ساحة المعركة إلا أنه على ما يبدو لا يزال يسيطر على الموارد والمقاتلين والقدرة على تخطيط وتنفيذ هجمات في الغرب.
وتنقل الصحيفة عن توماس هيجهامر وهو باحث في مؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية قوله: «أكثر ما يضاعف قوة المجموعة قدرتهم على الحفاظ على ملاذ آمن، لأن هذا يمنحهم المكان والوقت المطلوب للتخطيط وتجميع الموارد المطلوبة لشن عمليات خارجية. من الخطأ القول إنه تم احتواء التنظيم».
وتشير الصحيفة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت الكثير من التساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة والأجهزة الاستخباراتية على جمع المعلومات. خلال الصيف أطلق المفتش العام في البنتاجون تحقيقا حول ما إذا كان الجيش الأميركي قد شوه استنتاجات الاستخبارات ليجعل المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية أكثر إيجابية.
في الوقت نفسه أعرب قادة في الجيش الأميركي عن ثقتهم في عملية جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها، ولكنهم امتنعوا عن التعليق على التحقيق الجاري في الوقت الذي يرى بعض المحللين والمسؤولين العرب السابقين أن استراتيجية الولايات المتحدة من الضربات الجوية وتدريب المقاتلين المحليين لم تكن كافية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.