هل دخل حكم السيسي أيامه الأخيرة؟
حول العالم
19 نوفمبر 2015 , 01:29ص
ميدل إيست آي
تحت عنوان «هل دخلنا في الأيام الأخيرة لحكم السيسي في مصر؟»، نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني تحليلا يؤكد أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تحت ضغوط محلية ودولية متزايدة بسبب الأزمات الأخيرة في مصر والتي جاءت من نواح عدة.
وقال الموقع إنه بعد سلسلة من الأزمات التي جرت على مدى الأسابيع القليلة الماضية، تعرضت حكومة السيسي لانتقادات محلية ودولية عميقة بسبب عدم كفاءتها وسياسات القمع التي ترتكبها.
وأضاف أنه في الوقت الذي ولدت فيضانات واسعة النطاق في الإسكندرية ضغوطا محلية على السيسي، تسبب قمع حكومته للصحافيين في إدانة عالمية، وذلك بعد وقت قصير من زيارته إلى بريطانيا.
وتابع: في الوقت نفسه، وبعد أسابيع قليلة من مقتل 8 سياح مكسيكيين في الصحراء المصرية، تحطمت طائرة روسية في شرم الشيخ، ما أسفر عن مقتل 224 راكبا كانوا على متنها؛ مشيراً إلى أن هذا الحادث -الذي أكدت روسيا أنه نتيجة عمل إرهابي- أثار تساؤلات حول قدرة مصر على الحفاظ على الأمن الداخلي وتقديم نفسها للغرب باعتبارها شريكاً إقليمياً يمكن الاعتماد عليه.
وقال الموقع إن هذه السلسلة من الكوارث أدت إلى تكهنات بين المراقبين حول ما إذا كانت فترة حكم السيسي تقترب ببطء من نهايتها، لافتا إلى أن محللين سياسيين ومراقبين علقوا على تزايد عدم الاستقرار في البلاد بالقول إن الأزمات تبرز عجز الحكومة عن التعامل مع قضايا كثيرة.
ونقل الموقع عن شادي حامد، الباحث في معهد بروكينجز، قوله: «مصر التي كانت بالفعل غير مستقرة، تزداد اضطرابا يوما بعد يوم. هذا ليس مستغربا».
وأضاف: «تحدث أزمة تلو الأخرى، وليس لدى نظام السيسي سوى رد واحد فقط: تعظيم سلطة الدولة، والتنصل من المسؤولية، وإجبار وسائل الإعلام على التزام الصمت».
وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وحكومات أوروبية أخرى أدانت التدابير الأمنية السيئة في مصر، في مواجهة التهديد الإرهابي المتزايد، فيما يرى محللون أن هذه الكوارث أحدثت تحولا جذريا في نظرة الحكومات الأجنبية للسيسي.
ونقل الموقع عن نجوان الأشول، المحللة السياسية المصرية والباحثة في معهد الجامعة الأوروبية، قولها: «هناك إدراك متزايد بأن الحكومة المصرية غير كفء، ولا يمكن اعتبارها شريكا، حتى فيما يتعلق بالحفاظ على الاستقرار».
وأضافت: «أميركا وأوروبا فضلا الاستقرار على الديمقراطية، واضعين أيديهم في يد السيسي واعتقدوا أنه قادر على تحقيق ذلك. لكن عندما قتل السياح المكسيكيون وتحطمت الطائرة الروسية وظلت مصر غير قادرة على التحقيق بشكل صحيح في ما حدث، بدأت هذه الحكومات تفقد الثقة في نظام السيسي».
وتابع الموقع: بصرف النظر عن تحطم الطائرة الروسية وأزمة السياحة، واجهت مصر موجة من الإدانات الدولية جراء سلسلة من الهجمات على حرية الصحافة، وتحديدا مع اعتقال عدد من الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان في الأيام الأخيرة.
ونقل عن الأشول مجددا قولها: «حين يتعلق الأمر بالحريات الأكاديمية وحرية التعبير، مصر اليوم أسوأ بكثير مما كانت عليه خلال فترة حكم مبارك. الحكومة تظهر أنها غير مستعدة لسماع أي نقد، وتقوم بإغلاق كل الأماكن العامة والحيز المدني المتاح لذلك».
وأشار الموقع إلى أن القبض علة الصحافيين جاء بعد أيام قليلة من زيارة السيسي إلى لندن، حيث أدان نشطاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بسبب دعوته السيسي التي قالوا إنها تتعارض مع حقوق الإنسان.
ونقل الموقع عن جورج منيب، مصور صحافي مصري، قوله: «يبدو أن السيسي يناقض نفسه. قال للتو إنه جاء من إنجلترا حيث كان قد وعد بتقديم حريات تعبير لم يسبق لها مثيل في مصر. لم يحدث أي من ذلك».
ولفت الموقع إلى أن مسؤولين إسرائيليين أعربوا في تقرير نشر مؤخرا عن قلقهم من احتمال انهيار حكومة السيسي. وقال نائب أميركي سابق لوكالة «بلومبرج» إن مسؤولي الحكومة الإسرائيلية يشككون في قدرة السيسي على وقف تنامي المتشددين المرتبطين بتنظيم «الدولة الإسلامية» في شبه جزيرة سيناء ودرء التهديدات التي تزعزع استقرار حكومته.
وأشار محللون إلى أن القمع المتزايد في مصر هو العامل الرئيسي الذي يهدد بانهيار الحكومة. وقالت الأشول للموقع: «النظام تحول إلى زيادة القمع، معتقدا أنه بذلك يقوم بتأمين نفسه، ولكنه في واقع الأمر يسرع انهياره».
وأضافت: «سمعة السيسي السيئة وعدم كفاءته سوف تشجع على حدوث تغيير. هذا التغيير قد يأتي من الشعب أو من داخل الجيش نفسه حرصا من المؤسسة العسكرية على الحفاظ على صورتها ومكانتها».
س.ص