اختتمت مساء الخميس 2 أكتوبر 2025 أعمال مؤتمر القرآن والمعرفة الإنسانية، وملتقى كُتّاب الأمة، وذلك في إطار التعاون الثقافي والعلمي بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، وجامعة قطر ممثلة في مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية.
وقد شهد الحفل الختامي تكريم الباحثين والمشاركين من قبل سعادة وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني، وعدد من الأكاديميين والباحثين من جامعة قطر ومركز ابن خلدون، تقديرًا لعطائهم وجهودهم البحثية والفكرية.
وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر، عبّر الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني، مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، عن شكره لجامعة قطر ومركز ابن خلدون على التعاون البنّاء في تنظيم هذه الفعالية العلمية، مشيدًا بالمشاركين والباحثين الذين أثروا جلسات المؤتمر والملتقى بأبحاثهم ومداخلاتهم القيّمة.
وأكد إن الهدف من هذه المبادرة هو إعادة مركزية القرآن الكريم في بناء المعرفة الإنسانية والاجتماعية، وتعزيز التكامل بين العلوم الشرعية والإنسانية، بما يسهم في تحقيق نهضة حضارية ومعرفية للأمة الإسلامية.
كما أعلن مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية عن إطلاق النسخة الثانية من المؤتمر والملتقى خلال شهر أكتوبر 2026 بمشيئة الله تعالى.
وأكد الدكتور بدران بن لحسن، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر، خلال كلمته، إن مؤتمر القرآن والمعرفة الإنسانية وملتقى كتاب الأمة قد جسدا أهمية استعادة مركزية القرآن الكريم في إنتاج المعرفة الإنسانية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن القرآن يوفر رؤية متكاملة للوجود، ويطرح قيمًا ومعايير تمكن من ترشيد الفكر وبناء الإنسان والمجتمع، موضحاً أن المؤتمر أسهم في فتح حوار معرفي متوازن بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والاجتماعية الحديثة، مشددًا على ضرورة التعاون المستمر بين المؤسسات الأكاديمية والفكرية، وتبادل الخبرات بين الباحثين من مختلف التخصصات، بما يضمن استمرار العمل المؤسسي وإثراء التجربة البحثية والمعرفية للمجتمع المسلم.
بدوره، أعرب الدكتور عبد المجيد النجار، ممثل الضيوف في ملتقى كتاب الأمة، عن شكره العميق لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على جهودها في دعم الفكر الإسلامي وتعزيز الساحة الثقافية والفكرية، مؤكدًا أن سلسلة كتاب الأمة التي تجاوز عمرها الأربعين عامًا، مثلت مدرسة إصلاحية رائدة أسهمت في ترسيخ الهوية الحضارية للأمة الإسلامية، وحراسة الشخصية الإسلامية في أبعادها العقائدية والفكرية والسلوكية.
وأشار الدكتور النجار إلى أهمية التجديد المستمر في السلسلة لمواكبة التطورات والتحديات المعاصرة، بما يتيح بناء شخصية مسلمة معاصرة قادرة على مواجهة القضايا الفكرية والاجتماعية، والاستفادة من المكتسبات الحضارية دون التفريط في القيم الإسلامية الأصيلة.
كما عبّر الأستاذ الدكتور لحلو بوخاري، ممثل المشاركين في مؤتمر القرآن والمعرفة الإنسانية وأستاذ الفكر الإسلامي بجامعة محمد البشير الإبراهيمي بالجمهورية الجزائرية، عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الأوقاف ومركز ابن خلدون في التنظيم والتنسيق، مؤكدًا أن المؤتمر أسهم في إعادة إبراز مركزية القرآن الكريم في صياغة الخطاب المعرفي المعاصر، وفتح آفاق واسعة للتكامل بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، بما يعزز الفكر الراشد ويخدم التنمية البشرية والمجتمعية.
وأضاف إن البحوث العلمية والمداخلات القيّمة التي قدمها المشاركون قد وفرت رؤى حديثة لفهم الظواهر الاجتماعية والنفسية والاقتصادية من منظور قرآني منهجي، وفتحت الطريق أمام استثمار العلوم الإنسانية في خدمة الدراسات الشرعية، بما يسهم في تحقيق معرفة إنسانية راشدة ومنهجية علمية متكاملة.
وقد أبدى الأساتذة الثلاثة إعجابهم بالنجاح التنظيمي للمؤتمر والملتقى، مؤكدين أن هذه الفعاليات تمثل نموذجًا للجهود البحثية المشتركة بين المؤسسات الأكاديمية والدينية في دولة قطر، وتسهم في ترسيخ مكانة القرآن الكريم كمصدر رئيس للمعرفة والفكر، وفتح حوار معرفي مثمر بين مختلف التخصصات، بما يعزز بناء نهضة حضارية فكرية وثقافية للمجتمع المسلم في الداخل والخارج.
كما أعرب الباحثون والمفكرون المشاركون من مختلف دول العالم الإسلامي في أعمال مؤتمر القرآن والمعرفة الإنسانية وملتقى كتاب الأمة، عن تقديرهم للجهود المبذولة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة في إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، وجامعة قطر، ممثلة في مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، في تنظيم هذا الحدث العلمي المتميز، مشيدين بحسن التنظيم والرعاية، ومؤكدين أن المؤتمر والملتقى وفرا منصة علمية رائدة للحوار والتكامل بين التخصصات، وأسّسا لبناء نهضة فكرية ومعرفية تستمد قوتها من القرآن الكريم وتستجيب لتحديات العصر.
وقد أجمع المشاركون على أهمية استعادة مركزية القرآن الكريم في توجيه الخطاب المعرفي المعاصر، وتجسير الهوة بين العلوم الشرعية والإنسانية، وتوظيف المعارف الحديثة في خدمة الدراسات القرآنية، بما يسهم في معالجة قضايا الإنسان والمجتمع، ويعزز ترابط الفكر الثقافي العلمي والمعرفي مع الحضارة الإنسانية.