فعاليات وأنشطة بمشاركة الطلاب في مختلف المراحل التعليمية
نعمل على أن تكون اللغة العربية جزءًا أصيلًا من المناهج والأنشطة
طلابنا يمثلون المؤسسة باللغة العربية الفصحى بالمحافل الدولية
مشاركة واسعة من الطلاب بمختلف الجنسيات في «لبيك أقصانا»
أكدت السيدة عزلاء حمد القحطاني، رئيس الثقافة والهوية في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، أن المؤسسة تولي اهتمامًا كبيرًا بحفظ الهوية الوطنية والتعريف بالتراث لدى طلاب جميع المدارس تحت مظلتها، وتحرص على تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة بمشاركة الطلاب من مختلف المراحل التعليمية، لافتة إلى العمل على أن تكون اللغة العربية جزءًا أصيلًا من المناهج والأنشطة.
وكشفت القحطاني في حوار مع «العرب» عن بدء التحضير لـ «الأوبريت الوطني»، للاحتفاء باليوم الوطني لدولة قطر، وسط تعاون كبير من مختلف المدارس بمؤسسة قطر، حيث يهدف الأوبريت إلى تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء والولاء للوطن والقيادة.
وأشارت إلى حرص التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر على غرس الوعي بالتراث القطري الأصيل والتعريف بحياة الأجداد، والاستفادة من التقنيات الحديثة في التعريف بالتراث وتعزيز الهوية، منوهة إلى الترحيب الكبير من أولياء الأمور وحرصهم الواضح على المشاركة في مختلف المبادرات والفعاليات والأنشطة.. وإلى نص الحوار..
◆ حدثينا عن حرص التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر على حفظ الهوية لدى الطلاب؟
تولي مؤسسة قطر اهتمامًا كبيرًا بحفظ الهوية الوطنية والتعريف بالتراث لدى طلاب جميع المدارس التابعة للتعليم ما قبل الجامعي. ويتجلى هذا الحرص من خلال الأنشطة اللاصفية، والمناهج الدراسية، والفعاليات الثقافية التي تُقدَّم داخل المدارس على مدار العام.
وفي قسم الهوية والتراث، نُعنى بهذه الجهود بشكل مباشر، حيث نحرص على تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة، بمشاركة جميع طلابنا من مختلف المراحل التعليمية.
ولتعزيز اللغة العربية والهوية القطرية، نعمل على أن تكون اللغة العربية جزءًا أصيلًا من المناهج والأنشطة، ونولي اهتمامًا كبيرًا بتمكين طلابنا من استخدامها بثقة وطلاقة في حياتهم اليومية. كما يشارك طلابنا في المناظرات والمسابقات الثقافية والمبادرات التي تعزز مهاراتهم اللغوية والفكرية.
ونفخر كذلك بأن طلابنا يمثلون مؤسسة قطر في المحافل المحلية والدولية باستخدام اللغة العربية الفصحى، تأكيدًا على اعتزازنا بلغتنا وهويتنا الثقافية التي نحرص على غرسها في نفوسهم منذ الصغر.
◆ ماذا عن آخر جهودكم في هذا الجانب؟
نعمل في الوقت الحالي على تفعيل احتفالات اليوم الوطني لهذا العام، حيث بدأنا التحضير لـ «الأوبريت الوطني»، وهو نشاط مميّز يعود بعد فترة انقطاع، نُعدّه خصيصًا للاحتفاء باليوم الوطني لدولة قطر. وسيُقدَّم الأوبريت في شهر ديسمبر المقبل ليكون احتفالًا وطنيًا جامعًا لطلاب مدارس مؤسسة قطر كافة.
وقد حرصنا منذ البداية على فتح قنوات التواصل مع جميع مدارس مؤسسة قطر لطرح الأفكار والرؤى التي تعبّر عن روح المناسبة، بحيث تُسهم كل مدرسة بفكرتها الخاصة، ثم نعمل على صياغة هذه الأفكار في نص وطني موحّد يضمن مشاركة الجميع في عمل واحد يعكس الانتماء والاعتزاز بالهوية القطرية.
ومن الجميل أن مدارسنا أبدت تعاونًا كبيرًا في هذا المشروع، وقد تم بالفعل الانتهاء من كتابة سيناريو الأوبريت وتوزيع المهام بين المدارس، على أن تبدأ مرحلة التدريب في شهر أكتوبر استعدادًا للعروض النهائية.
ويهدف هذا الأوبريت إلى تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء والولاء للوطن والقيادة، من خلال مشاهد فنية يقدمها الطلاب بأنفسهم، تجمع بين الأداء الغنائي والاستعراضي والحركي في لوحة تعبّر عن وحدة طلاب مؤسسة قطر وتكامل جهودهم تحت راية واحدة. كما يسعى الأوبريت إلى غرس روح التعاون والمسؤولية والعمل الجماعي، وإبراز الدور التربوي للمدارس في تنمية الإبداع والاعتزاز بالتراث والثقافة القطرية لدى أبنائنا الطلبة، كما سيحتوي الاوبريت على أغان باللغة العربية الفصحى تعبر عن حب قطر.
◆ هل من مشاركة للطلاب في الأنشطة المخصصة للتعريف والاحتفاء باللغة العربية؟
نعم بالطبع.. نحرص على مشاركة أبنائنا الطلاب في النشاطات التي تُعنى باللغة العربية، كجزء من هويتنا، كما نحرص على الدخول في شراكات مع المؤسسات ذات الاهتمام بالهوية والتراث، ومن بينها وزارة الثقافة، وكذلك كافة المؤسسات التي تُعنى بالهوية والتراث.
◆ ما الآليات التي تتبعونها من أجل ترغيب الطلاب في الهوية والتراث؟
نحرص في التعليم ما قبل الجامعي على غرس حب الهوية والتراث في نفوس الطلاب بأساليب عملية وتفاعلية، من خلال تنظيم الأنشطة اللاصفية الهادفة في مدارس مؤسسة قطر التي تُعزز ارتباطهم بالثقافة القطرية والعربية. كما نعمل على تأسيس الأندية الطلابية التي تُعنى بهذه الجوانب، لما لها من أثر كبير في بناء الشخصية الواعية والمعتزة بانتمائها.
فعلى سبيل المثال، أطلقنا في العام الماضي نادي «لبيك أقصانا»، الذي شهد مشاركة واسعة من طلاب من مختلف الجنسيات، وجميعهم حرصوا على التحدث باللغة العربية الفصحى خلال اللقاءات والفعاليات والشراكات، مما ساهم في تعزيز استخدام اللغة وربطها بالهوية والقضية وحاز النادي جائزة نجاح قطري كأفضل مشروع طلابي في قطر.
كما نولي اهتمامًا كبيرًا بتوسيع دائرة التعاون عبر عقد شراكات مع مؤسسات ثقافية وتعليمية مختلفة، لتطوير مهارات التعبير والحوار لدى الطلاب، وتعميق فهمهم للهوية والتراث في إطار معاصر وجاذب.
◆ حدثينا عن جهودكم في التعريف بالتراث القطري، وما يتعلق بحياة الأجداد؟
نحرص في التعليم ما قبل الجامعي على غرس الوعي بالتراث القطري الأصيل والتعريف بحياة الأجداد من خلال ورش وبرامج متخصصة تُنظَّم بالشراكة مع مؤسسات وطنية تُعنى بالتراث والثقافة القطرية. ومن أبرز هذه البرامج التي قدمت برنامج «هويتي تميزني مع مركز نوماس التابع لوزارة الثقافة»، الذي تشرفت بقيادة البرنامج، فهو يتيح للطلاب التعرف على مظاهر الهوية الوطنية ومكونات التراث القطري، بما في ذلك الصقارة ومهارات الحياة التي مارسها الأجداد، إضافة إلى العادات الراسخة في المجتمع مثل استقبال الضيف والترحيب به. كما يتعرف الطلاب على الألعاب الشعبية القديمة، والقصص التراثية (الحزاوي)، والأغاني القديمة التي كانت تشكل جزءًا من الحياة اليومية في الماضي. ونولي اهتمامًا خاصًا بتعريف أبنائنا الطلاب على الملابس التراثية القطرية القديمة، سواء الخاصة بالرجال أو النساء، مع التعرف على أسماء وأشكال الحلي الذهبية التي كانت تُرتدى في المناسبات المختلفة، والتي تختلف تسمياتها وتصاميمها بحسب المناسبة. وقد لاحظنا أن العديد من الطلاب بحاجة لمعرفة المزيد، لذلك نعمل من خلال هذه البرامج على غرس حب الهوية والتراث في نفوسهم، ليزداد ارتباطهم بوطنهم كلما تعمق فهمهم للغتهم وثقافتهم وجذورهم الأصيلة. كما نحرص سنويًا على مشاركة جميع مدارس مؤسسة قطر في «يوم الهوية والتراث»، الذي يُنظَّم في شهر أبريل من كل عام بالتعاون مع أكاديمية القادة، حيث يصاحب الفعالية معرض متنوع يتيح لأبنائنا الطلاب فرصة عرض مشاريعهم الإبداعية وأعمالهم التي تعبّر عن الهوية والتراث القطري، في أجواء تعليمية تفاعلية تجمع بين التراث والابتكار.
◆ هل من استثمار التقنيات الحديثة في التعريف بالتراث؟
نعم، نحن نحرص على الاستفادة من التقنيات الحديثة في التعريف بالتراث وتعزيز الهوية، ومن أبرز المبادرات في هذا الجانب مسلسل «سراج»، وهو أحد مشاريع مؤسسة قطر المستمرة منذ عام 2016. يُعد «سراج» من أقوى وأهم المبادرات التعليمية الإعلامية التي لاقت إعجابًا واسعًا من أولياء الأمور والطلاب، لما يقدمه من محتوى يجمع بين التسلية والتعليم، ويغرس في الأطفال حب اللغة العربية الفصحى بطريقة ممتعة وجذابة.
وقد لمسنا أثر هذه المبادرة بوضوح من خلال قدرة الأطفال على حفظ الكلمات والأغنيات العربية التي يقدمها المسلسل، إضافةً إلى ارتفاع نسب المشاهدة وانتظار الجمهور لإطلاق الموسم الخامس. كما نتلقى باستمرار العديد من الطلبات من المدارس لاستضافة شخصيتي المسلسل الشهيرتين «راشد» و»نورة» في مختلف الفعاليات، مثل استقبال الطلاب في بداية العام الدراسي، مما يعكس المكانة المميزة التي يحتلها «سراج» في نفوس الأطفال.
ولقد بدأنا في إطلاق الموسم الجديد من كرتون سراج بدءا من تاريخ 11 أكتوبر 2025 حيث يتضمن هذا الموسم 10 حلقات جديدة يتعلم فيها الطفل في قطر والعالم العربي والإسلامي القيم والمهارات والتفكير النقدي والابتكار. وتكمن أهمية «سراج» في كونه نموذجًا رائدًا للتعلم القيمي وأداة داعمة لرؤية مؤسسة قطر في دعم اللغة العربية لجعلها لغة حية وتستخدم في التواصل والتفكير، إذ يربط الطفل بلغته وهويته وثقافته القطرية والعربية بأسلوب عصري يعتمد على الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد والتقنيات الحديثة.
وفي هذا الإطار، نحن بصدد تطوير تطبيق رقمي خاص بالمسلسل (Application) يهدف إلى تعزيز استخدام اللغة العربية الفصحى، وترسيخ الهوية والتراث القطري، وغرس القيم الإيجابية في نفوس الأطفال من خلال تجارب تعليمية تفاعلية تجمع بين الترفيه والمعرفة.
◆ أولياء الأمور جزء أساسي في العملية التعليمية.. فهل تلمسون ترحيباً من أولياء الأمور بالمبادرات التي تقدمونها في مدارس مؤسسة قطر؟
نعم، بالطبع، فنحن نلمس ترحيبًا كبيرًا من أولياء الأمور وحرصًا واضحًا على المشاركة في مختلف المبادرات والفعاليات والأنشطة التي تُقدَّم في مدارس مؤسسة قطر، فهم الشركاء الأساسيون في العملية التعليمية ويمثّلون حجر الأساس في جهودنا التربوية. وعند تنفيذ أي نشاط أو فعالية، نلاحظ دومًا اهتمام أولياء الأمور واستجابتهم السريعة، وحرصهم على مشاركة أبنائهم، لا سيما الفعاليات والأنشطة تلك التي تُعزّز استخدام اللغة العربية الفصحى والاعتزاز بالهوية والثقافة القطرية.
وقد تجلى هذا التفاعل بصورة مميزة في فعالية يوم التعليم والمعلم التي أُقيمت 7 أكتوبر الحالي بتنظيم قسم الاتصال والتواصل في التعليم ما قبل الجامعي، حيث كان أولياء الأمور أكثر حماسًا للمشاركة والاحتفاء مع أبنائهم بهذه المناسبة. واستمعوا بفخر إلى أبنائهم وهم يروون قصصهم الملهمة مع معلميهم الذين كان لهم الأثر الكبير في حياتهم الدراسية، وشكلوا نقطة انطلاقهم نحو التميز والإنجاز.
الطلاب المشاركون في فعالية التعليم الطالبة نور الحميدة والطالبة الظبي المضاحكة من أكاديمية قطر الخور والطالب عبدالله المفتاح من أكاديمية قطر الوكرة والطالب عبدالله الغانم من أكاديمية وارف.
وكان من اللافت أن جميع هذه القصص قُدِّمت باللغة العربية الفصحى، وتخللتها أشعار تعبّر عن تقدير المعلم ودوره، مما يعكس مدى وعي أولياء الأمور لترسيخ مكانة اللغة العربية لتكون جزءًا أصيلًا من شخصية أبنائهم وهويتهم الثقافية.