توسيع الطرق المؤقتة في مناطق الاختناقات ضروري
تحقيقات
19 أكتوبر 2015 , 10:39ص
الدوحة - محمد سيد أحمد
قال مواطنون ومقيمون إن توسيع الطرق المؤقتة في مناطق الاختناقات المرورية يعد أمرا ضروريا للتخفيف من أزمات المرور.
وبينوا في حديث لـ"العرب" أن الطرق البديلة في التحويلات نتيجة أعمال الطرق كثيرا ما تكون أقل سعة من الطرق الأصلية قبل التحويلة، فكثيرا ما تجد طريقا بثلاث أو أربع أو حتى ست حارات وعند التحويلة تختصر لحارتين أو حتى حارة واحدة، ثم يقال إن المنطقة تشهد اختناقا مروريا بساعات الذروة.. إنها ستشهد اختناقا مروريا بالتأكيد.. فمن هنا يجب توسيع الطرق المؤقتة البديلة لتكون على الأقل بسعة الشارع قبل التحويلة للتخفيف من أزمات المرور.
ويبقى الحديث عن زحمة السير وأسبابها في شوارع الدوحة وبقية المدن القطرية، حديثا ذا شجون، كما أن التطرق إلى أسبابها بشكل دائم والاستماع لآراء الجمهور حولها، كلها أمور تصب في صالح حل هذه المشكلة المزمنة التي تحتاج إلى تضافر جهود الجميع، لأنه لا يمكن أن تغيب أخلاق قيادة السيارات واحترام قوانين المرور عن تصرفات الكثير من السائقين، ثم نلقي باللائمة على هيئة الأشغال العامة، أو رجال المرور الذين يقومون بواجباتهم من أجل تذليل المصاعب الناتجة عن أزمة السير كل حسب اختصاصه.
" العرب" استطلعت آراء مواطنين ومقيمين اشتكوا من زيادة مشكلة زحمة السير وتمددها إلى مناطق نائية جعلت سكانها يتملكهم الاستغراب من زحمة سير في مناطق بعيدة عن مقرات الوزارات والأجهزة الخدمية التي عادة ما يكون وجودها في منطقة سببا للاكتظاظ المروري، وقدم هؤلاء وجهة نظرهم واقتراحاتهم حول الأسباب الحقيقية لأزمة السير، مشيرين إلى أن الأسباب تكمن في وضعية الطرق البديلة التي تشقها الشركات لاستخدامها بدل الطرق التي يتم تحويل المرور عنها نظرا لمشروع المترو، مشيرين إلى أن الطرق البديلة عادة ما تتسم بضيق مساراتها وعدم قدرتها على استيعاب حركة وكثافة السيارات التي تزداد يوما بعد يوم، فيما رأى آخرون أن غياب رجال المرور والدوريات عن شوارع المدن النائية وعن العديد من الشوارع الرئيسية يدفع بالمستهترين إلى خلق أزمة سيارات بسبب الحوادث التي يتسببون بها بعيدا عن عين الرقيب.
ونبه أحد المستطلعة آراؤهم على أن غياب أخلاق قيادة المركبات وفرض ثقافة وسلوك تتنافى مع السلوك المتحضر على الشوارع يعد أحد أسباب زحمة السير، خصوصا على الطرق البديلة التي تتحول في ساعات الذروة إلى ما يشبه سلسلة مواقف سيارات تبدأ من المدن النائية لتتصل بشوارع مدينة الدوحة، وهو وضع يحتاج إلى مزيد من حملات التوعية، والبحث عن بدائل سريعة، لأن الانتهاء من مشاريع البنية التحتية يتطلب الصبر سنوات طويلة، فيما لا يأخذ توسيع مسارات الطرق البديلة وإيجاد حلول مساعدة سوى بضعة أشهر.
زحمة سير خانقة
يقول خليل أبو شادي إن الجمهور تفهم أسباب زحمة السير في مدينة الدوحة لوجود مختلف المصالح بها، ولما تشهده شوارعها من تعديلات لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد، لكن الأمر المستغرب هو وجود زحمة سير أكبر وأعمق في مناطق يفترض أنها بعيدة عن أسباب زحمة السير، مثل مدينة الوكرة ومنطقة الوكير المجاورة لها، حيث يعاني سكان هاتين المنطقتين من زحمة سير خانقة في أوقات الذروة لعدة أسباب، من أهمها: ضيق الدوارات الموجودة في المنطقة، وفوضاوية المسارات، حيث تبدأ بعض الشوارع بثلاثة مسارات، ثم ما يلبث السائق أن يجد نفسه محشورا بين مسار ونصف بشكل مفاجئ، ما يتسبب كل يوم في حصول حوادث مرورية واختناقات بسبب وضعية الطرق المتهالكة وغير المنظمة، ناهيك عن غياب دوريات المرور عن المنطقة باستثناء وجود دورية أو اثنتين على بعض الدوارات، وهذا وضع يجعل وضعية السيارات على الشوارع أشبه ما تكون بسيارات تقف في مواقف طويلة وضيقة، نظرا لتوقف حركة السير في بعض الأحيان بشكل يجبر كل قائد سيارة على السير والتوقف لساعات طويلة في المسافات القصيرة حتى يصل إلى وجهته، بحيث باتت أوقات الذروة في شوارع الوكرة ومنطقة لوكير المتجهة إلى مدينة الدوحة مفتوحة من ساعات الفجر الأولى حتى الساعات المتأخرة من الليل بعد أن كانت تنحصر في فترتي خروج وعودة الموظفين والطلاب من أعمالهم ومدارسهم.
ولفت إلى أن ضيق الشوارع وفوضاوية مساراتها، ليسا السبب الرئيس فيما يحدث من زحمة سير خانقة، بل نقص دوريات المرور على بعض هذه الطرق التي تحتاج عددا كبيرا من دوريات المرور لتذليل حركة السير، خصوصا أن معظم دوارات الدوحة تحولت إلى إشارات ضوئية تجعل وقوف بعض الدوريات عليها غير ضروري مقارنة مع الدوارات التي لا توجد عليها إشارات، كما أن مشاريع البنى التحتية والمترو وإنشاءات الجسور التي تشهدها منطقة الوكرة زادت من حالة الاختناقات المرورية بشكل لافت يستدعي تكثيف دوريات المرور على هذه الشوارع لتقوم بتنظيم حركة المرور، خصوصا الشاحنات التي تنقل الأدوات والمعدات لمواصلة الأعمال في تلك المشاريع، فتعزيز جميع الإمكانات اللازمة لتفادي مشكلة الازدحام المروري الذي يحدث على شوارع المدن النائية بات ضرورة تمليها زحمة السير ومشاهد طوابير السيارات وهي تسير الهوينا وكأنها تسير في الوحل.
زيادة مهولة في عدد السكان
بدوره يرى عبد الله اليافعي أن السبب الأول للاختناقات المرورية في منطقة الوكرة، هو الزيادة المهولة لسكان المنطقة وأضاف: الزيادة الملحوظة في الكثافة السكانية التي تزداد يوماً بعد يوم تجعلنا في أمس الحاجة لبناء إستراتيجية متكاملة تضع حلولاً لمشاكل الازدحام المروري الذي طوق المنطقة من كل ناحية، فالمتوجه إلى الدوحة يجب عليه أن يغادر منزله قبل الساعة الخامسة فجرا، ليتسنى له اللحاق بمقر عمله في الوقت المناسب، والذاهب إلى مدينة مسيعيد الصناعية سيجد نفسه في ورطة وصراع مع زحمة السير ويتمنى أن يفلت من دوارات الوكرة الضيقة ومسارات الطرق المحدودة، أما الذي يحاول الوصول إلى بداية طريق أبو سمرة الصناعية فلن يكتب لمحاولته النجاح إذا ما تأخر عن مغادرة بيته قبل الساعة السادسة صباحا، وهو وضع يتطلب حلولا عاجلة تساعد على التخفيف من المشكلة، لأن حلها يتطلب سنوات من الجهود المبذولة، وهو ما تقوم به الجهات المعنية مشكورة والتي تنفذ جسورا وأنفاقا وطرقا عصرية بدأت تبدو للناظر، لكنها لن تدخل الخدمة إلا بعد سنوات، ما يجعل سكان المنطقة في أمس الحاجة إلى جهود دوريات المرور وكل ما من شأنه المساعدة في التخفيف من وقع زحمة السير التي تؤرق الكثير من سكان المنطقة وتتسبب في الكثير من الانعكاسات السلبية على الجميع، بالإضافة إلى هدر الكثير من الوقت على هذه الطرق التي تحول الوضع فيها إلى ساعات ذروة مستمرة طوال اليوم.
تغيير أوقات الدوام
وأشار اليافعي إلى أن الوضع الحالي يجعل البحث عن حلول مهمة الجميع، واقترح حلا للتخفيف من مشكلة زحمة السير في المنطقة، هو: إعادة النظر في تغيير أوقات دوام الموظفين، والطلاب، بحيث بشكل يمنح الفرصة لالتحاق الطلاب بمدارسهم الساعة السابعة صباحا على أن يبدأ دوام الموظفين في الساعة التاسعة، وإلزام جميع أولياء الأمور باستخدام باصات المدارس كوسيلة وحدية لنقل الطلاب من وإلى مدارسهم، لأن توصيل بعض أولياء الأمور لأبنائهم بسياراتهم يساهم مساهمة كبيرة في خلق زحمة السير التي تستدعي من الشركات المنفذة لمشاريع البنية التحتية إعادة تأهيل وتوسيع مداخل الطرق الرئيسية والفرعية وزيادة مساراتها، والبحث عن كل الحلول الممكنة التي تخفف زحمة السير حتى تنتهي الأشغال في الطرق الحديثة التي ستأخذ سنوات قادمة، لأن مشكلة زحمة السير في هذه المنطقة أصبحت لا تطاق.
10 آلاف سيارة
من جهته يقول عبد الهادي الدوسري إن منطقة لوكير وحدها ينطلق منها يوميا ما لا يقل عن 10 آلاف سيارة تخرج من المجمعات السكنية التي تقدر بالعشرات والتي تقطنها آلاف العائلات التي تمتلك أكثر من سيارة، في منطقة شوارعها قديمة ومتهالكة وضيقة، ما يتطلب حلا سريعا لمشكلة زحمة السير يبدأ من الإسراع في تعديل الطرق البديلة التي تنشئها شركات الطرق، خصوصا ما يتعلق بتوسيع مساراتها، وإزالة الحواجز الخرسانية التي توضع بين مسارات، فمثلا الطريق المتجه من لوكير إلى مدينة الدوحة عبر خط متعرج يمر بمسيمير بمحاذاة مجمع الأديان، وصولا إلى شراع بروة التجاري، هذا الطريق يعد اليوم أكثر طرق قطر زحمة سير لضيق مساراته التي هي عبارة عن مسار واحد فصل بحاجز خرساني جعل الداخل إلى هذا الشارع يتمنى ألا يكون قد استخدمه في الوصول إلى وجهته التي لن يصلها إلا بشق النفس، هذه عينة من الطرق البديلة العشوائية التي تقوم بها الشركات دون أدنى تفكير فيما إذا كانت ستستوعب حركة السير، ناهيك عن غياب دوريات المرور عن هذا الطريق بشكل كامل، وطوال سكني في هذه المنطقة وأنا أستخدم هذا الطريق يوميا للوصول إلى عملي، ولم أشاهد عليه دوريات المرور على الإطلاق، وهو ما يجعل زحمة السير عليه تتضاعف وتتوقف بشكل نهائي عند وقوع أبسط حادث بين سيارتين، لأنه ماصر بكتل من الخرسانة تجعل من المستحيل النزول عنه في حالة وقوع حادث سير.
وشدد الدوسري على أنه يتفهم إكراهات المرحلة التي تتطلب الصبر حتى تتم مشاريع البنية التحتية، لكن هناك طرقا مؤقتة في مناطق كثيرة لابد من تعديلها وزيادة مساراتها، وهذا لا يتطلب سوى بضعة أشهر، بينما الطرق الرئيسية ومشاريع البنية التحتية لن تنتهي قبل سنوات، فهل علينا انتظار تلك السنوات ونحن نعيش في هذا الوضع؟
تحويلات المترو
فرحان الشمري يقول إن سكان الدوحة والمناطق المحيطة بها يعانون من الازدحام المروري يومياً بسبب كثرة التحويلات الخاصة بمشروع المترو الذي سيعود بالفائدة على الجميع حال الانتهاء منه، لكن غالبية الطرق البديلة التي يتم تعبيدها من طرف الشركات العاملة في المترو –غالبية هذه الطرق- ليست بالمستوى الذي يمكن أن يستوعب حركة المرور المتزايدة، وأعداد السيارات التي تدخل الخدمة منها المئات يوميا.
وأردف: لا أحد يجادل في أهمية مترو الدوحة وما سيوفره في المستقبل لنا وللأجيال القادمة من حلول للنقل العام ومن خدمات جليلة ستخفف من زحمة السير واعتماد الجميع على السيارات، لكن قبل دخول هذا المشروع الهام إلى الخدمة ينبغي علينا خلق بدائل للطرق التي يتم وضع تحويلات عليها، وذلك من خلال زيادة مسارات الطرق البديلة، وتطبيق نظام المرور بصرامة مع المخالفين، خصوصا سائقي الشاحنات الذين يستخدمون الطرق ويدخلون إلى المدن في أوقات الذروة، كما أن زيادة الدوريات المرورية في المناطق المحيطة بالدوحة والمناطق النائية ووجودها بشكل دائم يساعد على حل مشكلة أزمة السير، ويفرض على المستهترين مزيدا من احترام قانون السير، لأن غياب دوريات ورجال المرور يشجع العابثين على السياقة برعونة والتسبب في حوادث على طرق بديلة لا تتحمل وقوع أي حادث، لأن وقوع حادث عليها سيوقف الحركة بشكل تام، وهو ما نراه يوميا على الطريق الرابط بين الدوحة والوكرة، وعلى شارع 22 فبراير الذي يعتبر طريقا سريعا.
ونبه الشمري إلى أن أزمة زحمة السير هي ظاهرة طبيعية في مختلف مدن العالم الكبيرة والعواصم المكتظة بالسكان، لكنها في المدن النائية تعتبر غريبة وغير مستساغة ما يتطلب تكثيف المحاولات لحل زحمة السير، من هنا علينا الاعتراف بأن مشكلة المرور ليست في الطرق ولا في غياب المرور عن الشوارع، بل هي أزمة أخلاق وغياب السلوك الحضاري والقيادة المحترمة لدى الكثيرين منا، فعدد كبير من قائدي المركبات يتصرفون برعونة على الطريق تؤكد أن الأزمة أخلاقية قبل كل شيء، فتجد أحدهم يسير خلفك بسرعة جنونية بحيث لو توقفت بشكل مفاجئ فسيصدم سيارتك بلا شك، فهو يسير على الشارع بعقلية السباق بعيدا عن احترام قواعد المرور، وهناك عينة أخرى من السائقين تتسبب هي الأخرى في زحمة السير وفي وقوع حوادث يومية، وهؤلاء هم مدمنو الإنترنت واستخدام الهواتف أثناء القيادة، بحيث لا يستطيع أحدهم انتظار وصوله لبيته أو لمكتبه، فتجده يسير على المسار الأيسر بسرعة بطيئة والباقون يزمرون عليه لإفساح الطريق دون أن ينتبه لأنه مستغرق في كتابة رسالة أو الرد على أخرى ضاربا بأولوية السير عرض الحائط، إلى غير ذلك من التصرفات التي تؤكد وجود أزمة وغياب ثقافة استخدام الطريق بشكل يدعو إلى مزيد من التوعية.
وأثنى الشمري في هذا الجانب على دور وزارة الداخلية عبر صفحاتها الرسمية على تويتر وفيس بوك، حيث تقوم بتوعية الجمهور لأهمية اتباع قوانين المرور والقيادة الآمنة عبر تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعية، وهي خطوة تذكر فتشكر للقائمين على مواقع الوزارة التي تعتبر مواقعها من أنشط مواقع الوزارات، تبقى فقط أهمية الاستجابة من الجمهور لحملة التوعية التي تقوم بها الوزارة لصالح الجميع، لأنها تدرك حجم مشكلة زحمة السير الناتجة عن تحديث مشاريع البنية التحتية في البلاد.
س.ص /م.ب