

تواصل دولة قطر دعمها المستمر للشعب السوري عبر مجموعة واسعة من المشاريع الإنسانية والتنموية التي تنفذها مؤسساتها الرسمية والخيرية في مختلف المحافظات السورية، وتأتي هذه الجهود في إطار تعزيز الشراكة بين البلدين، ومواكبة الاحتياجات العاجلة والطويلة الأمد للسوريين في مختلف القطاعات الحيوية، في ظل الأوضاع التي أعقبت سنوات الأزمة والتحديات التي تواجه إعادة الإعمار.
فمنذ اندلاع الأحداث في سوريا، كانت جمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري وصندوق قطر للتنمية في طليعة الجهات الإنسانية التي سارعت إلى تقديم الدعم العاجل والمستدام، بالتنسيق الوثيق مع المنظمات والهيئات الإنسانية الدولية والمحلية والمؤسسات الرسمية، لتشمل التدخلات مجالات الصحة والمأوى والتعليم والأمن الغذائي والبنية التحتية، إضافة إلى مشاريع التمكين الاقتصادي.
وأوضح كرم علي، مدير مكتب تركيا وسوريا في جمعية قطر الخيرية، أن المؤسسة نفذت منذ بداية الأزمة السورية أكثر من 4800 مشروع، بتكلفة إجمالية قاربت 750 مليون ريال قطري، شملت قطاعات الصحة والمأوى والأمن الغذائي والتعليم، مشيرا إلى أن الاستجابة الفورية لزلزال فبراير بلغت قيمتها نحو 70 مليون ريال، ووجهت لتأمين المأوى العاجل من خلال الخيام والمنازل مسبقة الصنع، إضافة إلى السلال الغذائية والاحتياجات الأساسية الأخرى.
استجابة شاملة
من جانبه، قال مازن عبد الله سلوم رئيس بعثة الهلال الأحمر القطري في سوريا وتركيا، إن البعثة قدمت منذ عام 2012 استجابة شاملة للأزمة السورية في ثمانية قطاعات حيوية، استفاد منها أكثر من 13 مليون شخص، بإنفاق إجمالي تجاوز 160 مليون دولار أمريكي.
وأوضح أن الهلال الأحمر القطري كان أول منظمة إنسانية تدخل المساعدات الإغاثية إلى سوريا عبر الحدود بعد الزلزال المدمر، بالتعاون مع صندوق قطر للتنمية، حيث تم توزيع هذه المساعدات في سوريا وتركيا على حد سواء.
وأضاف أن الهلال الأحمر القطري سير قوافل طبية قدمت أكثر من 300 عملية جراحية نوعية، وشغل أربع عيادات متنقلة لخدمة النازحين، كما أنشأ 15 قرية سكنية في الشمال السوري تضم نحو 3500 شقة، استفاد منها أكثر من 60 ألف شخص، إلى جانب ترميم مئات المنازل المتضررة، وأشار إلى وجود خطط لمشاريع ترميم إضافية وبناء قرى جديدة، بالتنسيق مع خطط الإعمار الحكومية.
السلال الغذائية
بدوره، قال محمد حازم بقلة رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، إلى أن التعاون مع الهلال الأحمر القطري شهد تطورا ملحوظا بعد الثامن من ديسمبر الماضي، حيث شمل دعم الفئات الفقيرة بالسلال الغذائية، وإجراء عمليات قلب جراحية للأطفال، وتنفيذ مشاريع موسمية مثل الأضاحي في عيد الأضحى المبارك، والدعم الرمضاني.
وفي هذا السياق، أكدت هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل بسوريا، اعتزاز سوريا بعلاقتها مع دولة قطر، مشيدة بالدعم الإنساني والمعنوي والمادي الذي تقدمه للشعب السوري.
وأوضحت أن هناك تنسيقا كاملا بين الوزارة والمؤسسات القطرية لتحديد الأولويات والحاجات، مع تبادل الخبرات والتقارير بشكل مستمر. مشيرة أن برامج التعاون تشمل مجالات الحماية الاجتماعية، والتعليم، ودعم الشباب والمشاريع الصغيرة للخروج من مبدأ الإعانات نحو تمكين الأفراد اقتصاديا، فضلا عن مشاريع للتأهيل المهني ومدرسة مهنية، والتشاور حول تطوير قانون العمل وقانون الحماية.