إعادة التدوير تغزو صناعة السيارات
سيارات
19 أغسطس 2015 , 12:48م
د.ب.أ
تعول شركات السيارات العالمية على المنتجات والمواد المُعاد تدويرها في إنتاج الموديلات الجديدة من أجل الحفاظ على الموارد البيئية؛ حيث توجد بعض كسوات المقاعد المصنوعة من الزجاجات البلاستيكية أو مبيت العجلات المصنوع من المصادم القديمة. ومع ذلك فإن استعمال مثل هذه المواد له حدود في صناعة السيارات.
تعتمد شركة دايملر الألمانية في جميع الأجزاء البلاستيكية السوداء الموجودة بالجسم الخارجي للسيارة على المواد المُعاد تدويرها، حتى في سيارات مرسيدس الفارهة، فعلى سبيل المثال يتم تصنيع مبيت العجلات في أغلب الأحيان من المصادم القديمة.
وقالت أنيتا إنغلر، المسؤولة بشركة دايملر عن تطوير المنتجات الصديقة للبيئة، "يتم تجميع الأجزاء القديمة من الورش الفنية، وبعد ذلك يتم طحنها ومعالجتها"، وفي بعض الأحيان يتم استعمال القصاصات البلاستيكية من أغطية الزجاجات لتصنيع جسم بطارية بادئ الدوران.
وأضاف شتيفن أومان، مدير قسم إعادة تدوير المنتجات بمجموعة بي إم دبليو، أن الشركة الألمانية تعتمد في تصنيع 25% من اللدائن البلاستيكية الحرارية في سيارتها i3 على مواد ومنتجات مُعاد تدويرها. علاوة على أنه يتم في بعض الأحيان تصنيع أجزاء من فرش المقاعد من الزجاجات البلاستيكية.
وأشارت شركة أوبل الألمانية إلى أنه يتم إنتاج حوالي 170 جزءاً في سيارتها Adam الصغيرة من المواد والمنتجات البلاستيكية المُعاد تدويرها. وأضافت أنيتا إنغلر من شركة دايملر أن وزن الأجزاء، التي يتم إنتاجها من المواد البلاستيكية القديمة في سيارة مرسيدس الحالية من الفئة S يبلغ حوالي 7ر49 كيلوجرام، بمعدل زيادة يبلغ 134% عن الأجيال السابقة.
خفض استهلاك الطاقة
وترى شركات السيارات أن هناك ميزة لاستعمال المواد المُعاد تدويرها في إنتاج الموديلات الجديدة؛ حيث يمكن من خلال ذلك خفض استهلاك الطاقة أثناء التصنيع؛ ووفقاً لتقديرات شركة أوبل فإن التوفير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يبلغ حوالي 30%؛ نظراً لأنه يتم إنتاج الحبيبات البلاستيكية بواسطة درجات حرارة منخفضة وضغط أقل.
ووفقاً للائحة الاتحاد الأوروبي فإنه بدءاً من هذا العام لابد أن تشتمل السيارات الجديدة على نسبة 95%، بعد أن كان في السابق 85%، من المواد القابلة لإعادة التدوير. وكي يتم الامتثال لهذه القواعد، فلابد من تطوير مفهوم إعادة تدوير المنتجات في صناعة السيارات.
ويمكن أن تتفوق المواد القابلة لإعادة التدوير في بعض الأحيان على المنتجات الجديدة، كما يتضح ذلك من خلال سيارة أوبل؛ حيث أكدت الشركة الألمانية تمتع هذه الأجزاء المُعاد تدويرها بمزايا عديدة، مثل أنها أقل عُرضة للتشوهات والتغيرات في الأبعاد والشكل.
ولذلك فقد قامت الشركة الألمانية في سيارتها Adam بتصنيع جسم الكشافات ووسائل تثبيت المصدم وحارف الماء الموجود بين حيز المحرك وجدار الرذاذ من المواد البلاستيكية المُعاد تدويرها. علاوة على تصنيع مشعب السحب في المحرك، الذي يجب أن يتحمل درجات حرارة تتراوح من 40 تحت الصفر إلى 200 درجة مئوية، من المواد والمنتجات القديمة.
استعمال محدود
ومع ذلك لا يمكن استعمال المواد المُعاد تدويرها بشكل غير محدود في صناعة السيارات؛ وأوضحت أنيتا إنغلر من شركة دايملر ذلك بقولها "لا يتم تصنيع البنيات الهيكلية للتصادم أو الأجزاء المرتبطة بالوسادات الهوائية من المواد المُعاد تدويرها؛ لأن هذه المواد تتمتع بانتشار أكبر قليلاً فيما يتعلق بخصائص الاهتزاز وتمدد الشقوق أو الكسور".
ويتم معادلة هذه العيوب من خلال إضافة مواد أو أن يتم مراعاة ذلك في خط إنتاج الأجزاء والمكونات المُعاد تدويرها، وبالتالي فإن أنيتا إنغلر ترى أن المواد المُعاد تدويرها غير مناسبة لاستعمالها في التجهيزات والأنظمة المرتبطة بالسلامة والأمان على متن السيارة.
ولا بد من توافر كميات كافية من المواد المُعاد تدويرها، كي يتم استعمالها في دورة حياة السيارة بأكملها. وأكدت المسؤولة بشركة دايملر أنه إذا تم تطوير أحد المنتجات المُعاد تدويرها والتحقق من أنها تلبي متطلباتنا، فإننا نسعى لاستخدامها في الكثير من الموديلات قدر الإمكان.
وقد يظهر احتياج إلى كميات هائلة من المواد المُعاد تدويرها في صناعة السيارات خلال جيل واحد من أجيال السيارات، والتي تمتد لسبع سنوات، بحيث لا يتوافر هذا المخزون في بعض الأحيان. ولكن طموحات شركات السيارات في هذا المجال تعتبر من المفاهيم الجديدة للحفاظ على الموارد البيئية.