

تحت عنوان: التعلم رحلة مستمرة، عقدت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي الجلسة الثانية من جلسات مبادرتها الطموحة «إضاءات» لتعزيز قيم المشاركة والابتكار والتميز الشفافية في المنظومة التعليمية، تحدث فيها الأستاذ والمدرب التربوي صلاح اليافعي مسؤول التطوير القيادي بأكاديمية أسباير كمتحدث رئيسي، وذلك بمسرح الوزارة في مقرّها الدائم. حضر الجلسة التي أدارتها السيدة مريم عبد الله المهندي خبير تربوي بمكتب سعادة وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي والمشرفة على مبادرة إضاءات سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والوكلاء المساعدون وممثلون عن كافة شرائح المنظومة التربوية والتعليمية، بمن في ذلك أكاديميون من جامعة قطر ومديرو مدارس ومعلمون وطلبة وأولياء أمور وإعلاميون وعدد من المهتمين بالعملية التربوية والتعليمية.
وتناولت الجلسة أهمية الاستثمار التربوي للوقت خاصةً فترة الإجازة الصيفية في مواصلة رحلة التعلم والجمع بين المتعة والفائدة من خلال التخطيط التشاركي بين الآباء والأبناء للمشاركة في الأنشطة والفعاليات الصيفية التي توفرها مؤسسات الدولة المختلفة أو من خلال الأنشطة العائلية بما يعود بالنفع على الطالب صحياً ومهارياً ودينياً.
وقد أشاد السيد صلاح اليافعي في عرضه التقديمي بمبادرة إضاءات مؤكداً أهمية الحوار التربوي الهادف بين أطراف العملية التعليمية منوهاً بأهمية الأنشطة والفعاليات الطلابية والشبابية مع ضرورة توافقها مع رغبات هذه الجيل من الشباب وتطلعاته ومع اللغة التي يتحدث بها، وأكد ضرورة أن تلامس الأنشطة والفعاليات احتياجات الطالب الفعلية لنضمن استمرارية التعلم الذي لا ينبغي أن ينتهي بنهاية العام الدراسي.
وفي إجابته عن التحديات التي تواجه الجيل الراهن ذكر اليافعي العديد من التحديات منها تحديات فكرية وسلوكية واجتماعية إضافة لتأثير وسائل الإعلام في التربية مما يشكل تحدياً آخر لا سيما وسائل التواصل الاجتماعي. مستعرضا نتائج استفتاء قام به فريق المبادرة وكشف توجهات الشباب مشيراً إلى أن نسبة 43% من الشباب يفضلون الراحة والاستجمام في إجازاتهم، و28% يفضلون الترفيه والتسلية، و16% يفضلون أنشطة ممتعة وهادفة، وأن نسبة 13% فقط تفضل التعلم والتطوير الذاتي... مما يشكل تحدياً في كيفية التعامل مع أبنائنا في ضوء هذه المؤشرات.
وحول شركاء التربية مع الأسرة أوضح اليافعي أن للمدرسة دورا تكميليا لدور الأسرة مستعرضاً أهمية الأنشطة المدرسية والجامعية في بناء شخصية الطالب، ودور وسائل الإعلام كذلك في التربية، ما يحتم علينا اختيار الأفضل من هذه الوسائل التربوية، مشدداً في الجانب الآخر على أهمية التوازن في التعامل مع الأبناء وعدم إجبارهم أو الانقياد لرغباتهم أثناء التخطيط لإشراكهم في الأنشطة.
كما تحدث في الجلسة الحوارية السيد يوسف بن حسن الحمادي رئيس قسم الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي أكد أهمية الدين في الحياة، وقال إن البناء القيمي ينبغي أن ينطلق من الدين لأنه يدعو للقيم، ونوّه إلى التدين الفطري للمجتمع، وان تعزيز الجانب الديني والقيمي من خلال الأنشطة لا يقل أهمية عن الجوانب الأخرى.
وحول مدى جاذبية البرامج التي تقدمها الوزارة، قال غيرنا أساليب تنفيذ برامجنا وطريقة تقديمها وجعلنا الطلبة هم من يبحثون عن المعلومة ويتوصلون إليها، حيث يقوم قسم الارشاد بـ 25 زيارة أسبوعياً للمدارس نناقش خلالها قضايا فكرية وقيمية وأخلاقية ومهارية. مشيراً للدور الرائد لبرنامج «قيم وقمم» في ترسيخ القيم وتعزيزها لدى الناشئة وقال إنهم يعملون بجانب تحفيظ القرآن على تعليم مهارات حياتية، للجنسين البنين والبنات.
كما استعرض مشاريع وزارة الأوقاف خلال فترة الصيف وهي مشروع المراكز الصيفية المخصص لفئة الذكور بتنظيم من قسم الإرشاد الديني الذي تتمحور فكرته حول إقامة ثلاثة مراكز صيفية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم من خلال تخصيص ثلاث مدارس موزعة جغرافيا خلال الفترة من 2022/7/24م وحتى 2022/8/11م.
يستهدف المشروع طلبة المدارس للأعمار بالمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، بإجمالي 300 طالب بحيث يكون في كل مركز عدد (100) طالب لاستثمار فترة الاجازة الصيفية في شيء نافع يعود على شخصية الطالب ومهاراته الحياتية. وقد تمت الاستعانة بالخبرات الشرعية لوزارة الأوقاف والخبرات المهارية لوزارة التربية لغرس مفاهيم وقيم الفضيلة وبناء حصانة إيمانية لمواجهة التحديات، واكتساب المهارات الحياتية بالشراكة مع الجهات التخصصية في الدولة. وفيما يخص مراكز تعليم القرآن العاملة خلال فترة الصيف قال الحمادي توجد (319) حلقة لتعليم القرآن الكريم في (73) مركزا لتعليم القرآن الكريم، موزعة على مختلف مناطق الدولة وتضم ما يقارب 3164 طالبًا وهي جاهزة لاستقبال الطلاب حسب الطاقة الاستيعابية لكل مركز. كما يوجد عدد (360) حلقة لتعليم القرآن الكريم ضمن برنامج تعاهد، عن طريق (برنامج مايكروسوفت تيمز). وتضم ما يقارب 3066 طالبًا.
وقد كانت للطلبة مشاركة متميزة في الجلسة النقاشية، حيث أكدت الطالبة شهد الحرمي من مدرسة حفصة الإعدادية للبنات في مداخلتها على أهمية الأنشطة والفعاليات والاستفادة من الإجازات في دورات مفيدة سواء كانت رياضية أو تربوية، وقالت إنها استفادت كثيراً من الدورات السابقة في تعزيز مهارة الإلقاء لديها، وأثنت على أسرتها التي شجعتها على الالتحاق بالأنشطة وأشادت بتعاون زملائها. وشاطرها الرأي الطالب عبدالله خالد النصر من مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا حول أهمية المشاركة في البرامج والفعاليات الصيفية لاسيما الأنشطة التنافسية التي تقدم فيها المكافآت والحوافز، وقال: لقد كنت خجولاً ولكن بالمشاركة في الأنشطة تطورت شخصيتي وتحسنت مهاراتي. كما عدد فوائد السفر الهادف كالانفتاح على تجارب الآخرين وثقافاتهم واكتساب صداقات جديدة.
أما الطالبة مايا فقالت إنها تقسم إجازتها إلى عدة أقسام منها الديني والترفيهي والثقافي وأنها تخطط للبرامج والأنشطة الهادفة بالتشاور مع أفراد أسرتها وأعربت عن استفادتها من مشاركاتها في الأنشطة حيث أصبحت اجتماعية وزادت ثقتها بنفسها أكثر من أي وقت مضى.
مداخلات أولياء الأمور
وفي مداخلته، في الجلسة الحوارية أشاد السيد خالد ناعسة ولي أمر الطالبة مايا بمبادرة إضاءات وقال إنها تنطوي على فكرة جميلة تجمع بين التربية والتعليم، وأوضح أن موضوع الإجازة وما يتعلق بها موضوع تشاركي بين أفراد أسرته، حيث تعقد الأسرة جلسات عصف ذهني لاختيار البرنامج الأمثل باقتناع وتوافق آراء الجميع، وقال إن ابنته مايا طالبة شغوفة ومحبة للتعلم والمعرفة وهناك نقاش مستمر يجمعهما للحديث حول الإيجابيات والسلبيات لكل برنامج.
وقال إنه لا يفرض على أولاده شيئاً لا يحبونه، مشدداً على أهمية القيادة بالقدوة.
أما والدة الطالبة شهد جابر الحرمي فأعربت في مداخلتها في الجلسة الحوارية عن استفادتها من الجلسة الحوارية لإضاءات التي سلطت الضوء على أنشطة وفعاليات لم تكن تعرفها كولية أمر من قبل، منوهة بضرورة زيادة عدد المراكز والأنشطة المخصصة للفتيات.
مداخلات الجمهور
كما شارك الحضور بفاعلية في الجلسة النقاشية، إذ أكدت الأستاذة لينا العالي -من وزارة التربية والتعليم- أهمية القدوة الحسنة في تربية الأبناء أما ندى محمد فتساءلت عن كيفية إقناع أبنائنا بالالتحاق بالأنشطة ؟ ودعت إلى تكامل الجهود بين هذه المؤسسات لتعظيم النتائج.
أما الأستاذ عادل السيد استشاري بمكتب رئيس جامعة قطر – والمدير السابق لهيئة التقييم – فقد دعا وزارة التربية والتعليم لتكون الحاضنة لهذه الأنشطة والبرامج التربوية من خلال إطار متكامل يشمل الأهداف والفئات المستهدفة والتحديات.
وأثارت الأستاذة عائشة الخيارين - مديرة مدرسة، وولية أمر - سؤالاً في غاية الأهمية، مفاده: هل أبناؤنا قادرون على تحديد أهدافهم المستقبلية؟ ودعت إلى تضمين مهارة تحديد الأهداف في المناهج الدراسية ليتسنى لهم استثمار أوقاتهم في تحقيق أهدافهم.
كما تحدثت الأستاذة نجلاء الكواري -مديرة مدرسة – في مداخلتها عن طول العام الدراسي و محدودية الأنشطة المدرسية.
وفي ختام الجلسة النقاشية، شكرت الأستاذة مريم المهندي مديرة الجلسة المتحدثين على مداخلاتهم القيمة وأفكارهم الملهمة التي أثروا بها الجلسة النقاشية، حيث قام السيد خالد عبدالله الحرقان وكيل الوزارة المساعد لشؤون التقييم بتكريم المتحدثين ومنحهم شعار المبادرة وشهادات شكر عرفاناً بدورهم في إثراء الجلسة.