حسين سالم.. حياة أسطورية أضفى عليها الغموض نكهات الإثارة
حول العالم
19 يونيو 2011 , 12:00ص
القاهرة - عماد عجلان
توليفة غريبة منحت رجل الأعمال المصري حسين سالم الذي ألقت إسبانيا القبض عليه الخميس نفوذا وغموضا قلما يجتمعان في شخص واحد.
تتركب التوليفة من مزيج من العسكرية والسياسة والاقتصاد والنساء، فقد خدم في القوات الجوية المصرية، ثم عمل ضابطاً بالمخابرات العامة المصرية قبل حرب 1967، وهو نفس التوقيت الذي تعرف فيه على الرئيس المخلوع حسني مبارك، ثم توطدت الصلة بينهما.
لكن حياته العسكرية توقفت في منتصف الخمسينيات بعد خطابه الشهير الذي رفض فيه اتخاذ أي إجراء يؤدي إلى الحرب مع إسرائيل.
ومع وصول الرئيس أنور السادات إلى الحكم بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر عاد سالم للحياة العامة كسياسي ليصبح أحد المستشارين الداعمين للسادات ولاتفاقية السلام مع إسرائيل، وكان المسؤول عن تنفيذ المعونة الأميركية الأمنية للقاهرة في إطار اتفاقية السلام مع إسرائيل.
بوب ودوورد والأجنحة البيضاء
ورغم قربه من دوائر صناعة القرار في مصر في تلك الفترة فإن عام 1986 هو الذي شهد بداية تردد اسمه في الحياة العامة، عندما قام علوي حافظ عضو مجلس الشعب آنذاك بتقديم طلب إحاطة عن الفساد في مصر، مستنداً في جزء منه إلى اتهامات خاصة، وردت في كتاب «الحجاب»، للكاتب الصحافي الأميركي بوب ودوورد مفجر «فضيحة وترجيت» الشهيرة، التي أطاحت بالرئيس الأميركي نيكسون في بداية السبعينيات من القرن الماضي.
ذلك الكتاب الذي قال فيه ودوورد إن شركة الأجنحة البيضاء التي تم تسجيلها في فرنسا، هي المورد الرئيس لتجارة السلاح في مصر، وإن هذه الشركة تتضمن أربعة مؤسسين هم منير ثابت شقيق سوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع وحسين سالم وعبدالحليم أبو غزالة، وزير الدفاع المصري آنذاك، وحسني مبارك نائب رئيس الجمهورية وقت تأسيسها. وهو ما نفاه بشدة المشير أبوغزالة ردا على أسئلة الصحافيين حول ما ورد بالكتاب.
وبعد هذه الواقعة بدأت التساؤلات حول حجم ثروة حسين سالم التي تتجاوز ميزانية الدولة في عام، ومع ذلك فقد ورد اسمه في بعض قضايا التهرب من قروض البنوك، ومنها قضية أسهمه في إحدى شركات البترول العالمية، التي أخذ بضمانها قرضاً من أحد البنوك ورفض سداده، وانتهت القضية بحلول البنك الأهلي محله في الشركة، لتمر الحكاية في هدوء.
تدفق الغاز لإسرائيل
وتؤكد بعض المصادر أنه سالم هو الأب الروحي لشرم الشيخ، حتى وإن كان ذلك على سبيل المبالغة، لأنه يعد أول المستثمرين في المنطقة منذ عام 1982، وبالتالي لم يكن مستغرباً أن يملك الرجل خليج نعمة بالكامل تقريباً من فنادق إلى كافيتريات إلى بازارات.
كما يعد مو?نبك جولي ?يل، من أكبر المنتجعات السياحية في المنطقة، وقد أوصى صاحبه حسين سالم عند بنائه بإقامة قصر على أطرافه، تم تصميمه وتجهيزه على أحدث الطرز العالمية؛ ليفاجئ الجميع بإهدائه إلى مبارك، ليصبح المصيف البديل لقصر المنتزه. كما أقام مسجد السلام بشرم الشيخ على نفقته الخاصة، التي بلغت تكلفته 2 مليون جنيه، خلال أقل من شهرين، عندما علم أن مبارك سيقضي إجازة العيد في المنتجع الشهير، وأهداه للقوات المسلحة.
لكن أكثر الانتقادات التي تعرض لها حسين سالم كانت بسبب توقيع شركة شرق المتوسط للغاز، التي يمتلك أغلب أسهمها، شراكة مع إسرائيل يتم بمقتضاها تصدير 120 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المصري إلى الدولة العبرية مقابل 28 مليار دولار فقط. وأحيل سالم بسبب هذا الاتفاق إلى محكمة الجنايات بتهمة إهدار أموال الدولة.
وقبل أن يبدأ ضخ الغاز إلى إسرائيل حقق حسين سالم ربحا قدر بمليار و55 مليون دولار حتى أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت مقالا بعنوان «تحقيق أرباح من غاز من دون الغاز».
حياة خاصة مليئة بالشبهات
ولم يكن الكثير من حياة حسين سالم الخاصة معروفًا سوى أنه متزوج من سيدة مصرية أنجب منها «خالد» الذي يتصدر الوجهة الإعلامية والمتحدث الرسمي باسم أسرة حسين سالم ونائب رئيس مجلس إدارة شركات الأب والعضو المنتدب لها، وابنته منى.
لكن في حياة حسين سالم أكثر من زواج سري صاخب حيث كان سالم يهوي الفتيات الرومانيات والروسيات ذوات الجمال الصارخ.
فقد تزوج من رومانية كانت تعمل مطربة وراقصة في فرقة الإليميشن بالفندق الذي يملكه بشرم الشيخ، وسافر معها إلى رومانيا وأنشأ لها مركزا تجاريا في بوخارست بتكلفة 250 مليون دولار واشترط عليها عدم مزاولة الرقص على أن تكتفي بزيارته لها على فترات في بلدها.
إلا أن السيناريست محمد الغيطي كشف عن قصة غرامية أخرى في حياة حسين سالم مع فنانة عرفت خلال السنوات الماضية بفنانة إغراء من الدرجة الأولى. بدأت حياتها في عالم المسرح مع جلال الشرقاوي، ومثلت مع الفنان عادل إمام أشهر مشهد جنسي له.
ويضيف الغيطي أن هذه الفنانة شاركت في بطولة فيلم من أفلام المخرج رضوان الكاشف، كانت قصته تدور حول قرية يذهب رجالها بعيداً بينما ينتظر نساؤها وسط معاناة من الحرمان والوحدة.
وبغض النظر عن شخصية هذه الفنانة، فإن راوي هذه الأسرار أكد أن حسين سالم عندما شاهد أحد المشاهد لهذه الفنانة لم يستطع مقاومتها وطلب من رجاله أن ينقلوا لها رغبته في الزواج منها، وعلى الفور وافقت الفنانة إلا أنها وضعت شروطها التي قال الراوي إنها كانت كالتالي: «شقة في المهندسين في أرقى منطقة واختارت الشقة التي قيل إنه دفع فيها مليون دولار واستورد لها كل الأثاث من إيطاليا وإسبانيا والمطبخ والستائر من باريس والملابس من محل ويفي تون الشهير بالشانزليزيه أقل قطعة تعادل مائة ألف جنيه».
وقال الغيطي إن صديقة مشتركة أقسمت له أنها لم تر في حياتها مثل هذه الشقة حتى في أفلام السينما ثم اشترى لها عدة سيارات، ووضع لها مبلغا كبيرا تقول الصديقة إنه لا يقل عن20 مليون دولار في أحد البنوك.
وأضاف أن حسين سالم قضى مع الفنانة الشابة في إسبانيا شهر عسل أسطوريا، ولم يعكر صفوهما سوى الرئيس السابق حسني مبارك حين حدث حسين سالم وطلب منه أن يحضر لشرم الشيخ فوراً لأمر ضروري، وهنا عادت الفنانة إلى شقتها الفاخرة بالمهندسين تحت حراسة مشددة ووفق شروط وضعها حسين سالم لها بعدم الخروج أو الدخول من المنزل إلا لرؤيته فقط. وقد كانت ثورة 25 يناير خط النهاية للنظام السابق الذي استفاد منه سالم الذي ما إن استشعر الخطر حتى فر بطائرته الخاصة (نهاية يناير في رواية ومطلع فبراير في رواية أخرى) إلى دبي. وبمجرد توقف طائرته بالمطار تقدمت سيارة خاصة إلى مهبط المطار تمهيداً لنقل خزانة النقود التي كانت تضم 500 مليون دولار إلى مكان آمن لكنه اضطر للمغادرة بعد مفاوضات مع السلطات الإماراتية واتفاق تم بين الطرفين تم السماح على إثره لسالم بالرحيل على أن تلحق به أمواله فيما بعد. وفي 12 مايو 2011 وضع الموقع الإلكتروني للشرطة الدولية «إنتربول» صورة حسين سالم ضمن صور المطلوبين للعدالة ونشر الموقع الدولي معلومات شخصية عنه.