

                            في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل في دولة قطر، تأتي المبادرات الوطنية لتؤكد أن الإنسان، مواطنًا كان أو مقيمًا، هو محور التنمية وغايتها. ومع تصاعد الحاجة إلى الكفاءات المدربة والمتخصصة، بات من الضروري أن تتكامل الجهود بين الدولة والقطاع الخاص لاستثمار الطاقات الشابة التي نشأت وتعلمت على أرض قطر، وأسهمت في نسيجها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
وجاءت مبادرة وزارة العمل بإطلاق منصة «عقول» نقلة نوعية، تعكس رؤية عميقة وواقعية لاحتياجات السوق، وحرصًا صادقًا على دمج خريجي الجامعات من أبناء المقيمين في مسيرة التنمية، لا كمجرد فئة مقيمة، بل كشركاء حقيقيين في بناء الوطن. هذه المبادرة ليست مجرد إجراء تنظيمي، بل هي رسالة أمل، واعتراف عملي بكفاءات شابة قادرة علي العطاء.
وفي هذا السياق، جاءت كلمات الكاتب جاسم فخرو والتصريحات الداعمة للمبادرة كصدى لما يشعر به كثيرون من أبناء المجتمع، لتؤكد أن ما يُبنى على الإيمان بالعدالة والكفاءة والانتماء، هو ما يستحق أن يُكتب له النجاح والاستمرار.
وأعرب عدد من الطلبة المقيمين في الجامعات القطرية عن سعادتهم بهذه الخطوة، مؤكدين على أن هذه الخطوات تبعث الأمل في نفوس الطلبة وتشجع على الاجتهاد والتفوق، وتشعرهم بالاستقرار لأن هناك من يخطط لمستقبلهم ويؤمن بقدراتهم. وأشاد خبراء بالتنمية البشرية بهذه الخطوات، مؤكدين على أنها خطوات مبتكرة تُسهم بفعالية في تطوير سوق العمل في دولة قطر، وذلك من خلال التركيز على الاستثمار في رأس المال البشري.

جاسم فخرو: نجاح المنصة لا يتوقف عند إطلاقها.. والمطلوب تفعيل مستمر
أكد الكاتب والإعلامي جاسم فخرو أن إطلاق منصة «عقول» يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح وقرارًا مسؤولاً وواعيًا من وزارة العمل، يفتح آفاقًا جديدة في مجال التوظيف أمام خريجي الجامعات من غير القطريين، ويُسهّل الربط بين أصحاب العمل والمواهب الشابة المقيمة.
وأشار فخرو إلى أن هذه المبادرة، التي أُطلقت بقيادة سعادة وزير العمل علي بن صميخ المري ليست مجرد منصة رقمية للتوظيف، بل بشرى حقيقية وهدية وزارية كريمة لأبناء المقيمين في قطر، موضحًا أن استقبالها جاء بفرح بالغ لما تحمله من اعتراف عملي بالكفاءات التي ترعرعت ونضجت على أرض الوطن.
وأضاف: لقد نادينا مرارًا بأهمية دعم أبناء المقيمين من خريجي الجامعات، فهم أبناء هذا الوطن بالروح والانتماء. وكثير منهم أصبح من أصل هذه الأرض بعد سنوات طويلة من العطاء والجد.
وفي سياق حديثه، نبّه فخرو إلى أن التحدي الحقيقي يبدأ الآن، مشددًا على أن نجاح المنصة لا يتوقف عند إطلاقها، بل يتطلب تفعيلًا مستمرًا، وتوسيعًا لقاعدة الشركات والمؤسسات المنضوية تحتها، خاصة الكبرى منها. كما دعا إلى تذليل العقبات الإدارية والمهنية التي قد تواجه المنصة في مراحلها الأولى، مؤكدًا أن «الاستمرار أصعب من التأسيس، وأن البقاء دائمًا للأكثر جدية والتزامًا».
وفي ختام حديثه وجّه فخرو رسالة مباشرة إلى القطاع الخاص، مؤكدًا أن نجاح المبادرة مسؤولية جماعية لا تقع على كاهل الدولة وحدها، وقال: أدعو الشركات إلى تبني هذه الرؤية، والانتقال من ردّ الفعل إلى الفعل، من خلال الاستثمار في شباب نشؤوا وتعلموا هنا، ويطمحون لصناعة الفارق في وطن احتضنهم.

روضة القبيسي: مبادرتان ترسمان ملامح سوق عمل متوازن
قالت السيدة روضة القبيسي خبيرة التنمية البشرية: تشكل مبادرتا «اعمل» ومنصة «عقول» خطوات مبتكرة تُسهم بفعالية في تطوير سوق العمل في دولة قطر، وذلك من خلال التركيز على الاستثمار في رأس المال البشري، سواء من خريجي الجامعات أو من الكفاءات المقيمة.
وأضافت: إن ما يميز هاتين المنصتين هو قدرتهما على خلق بيئة تفاعلية تتيح للعمالة الماهرة من المقيمين الوصول إلى فرص تتماشى مع مؤهلاتهم، وهو ما يعكس بوضوح رؤية قطر الشاملة في استقطاب وتنمية الكفاءات المتنوعة.
وتابعت: تُعد منصة «عقول» أداة استراتيجية لاكتشاف وتوجيه المواهب الوطنية والمقيمة على حد سواء، من خلال آلية ذكية تُسهل التوظيف وتربط الخريجين مباشرة باحتياجات سوق العمل. كما أن اهتمام الدولة بتوظيف المقيمين إلى جانب المواطنين يثري السوق بالتنوع المهني والثقافي، ويدعم بالتالي نمو الاقتصاد الوطني.
وأشارت إلى أنه رغم هذه الجهود لا تزال هناك فجوة ملموسة في ربط بعض الخريجين القطريين بالتخصصات التي درسوها، إلى جانب تعقيد بعض الإجراءات المرتبطة بالتوظيف. لذا، فإن التكامل بين هذه المبادرات وجهود وزارة العمل ضروري لتقليص تلك الفجوات، وتحديث السياسات الداعمة لتوطين الكفاءات. واختتمت القبيسي حديثها بتوصية لتحسين فاعلية هذه المنصات وتطويرها المستمر للمساهمة في تحقيق العدالة الوظيفية، وتحسين جودة الحياة لكل من المواطنين والمقيمين، بما يحفظ مقدرات الدولة ويعزز من فرص العمل المستدامة للجميع.
فاطمة المري: خطوة ذكية تعكس نضج التخطيط
أشادت مدربة التنمية البشرية فاطمة حمد المري بمنصة «عقول» ووصفتها بأنها إحدى المبادرات الذكية التي تعمق رؤية الدولة بأهمية استثمار الطاقات الشابة، لاسيما خريجي الجامعات القطرية، وربطهم بسوق العمل بطريقة مدروسة ومستدامة.
وقالت: ما نراه اليوم من إطلاق منصة «عقول» هو أكثر من مجرد بوابة للتوظيف؛ إنه تجسيد لرؤية وطنية تؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو أساس التنمية الحقيقية. لا سيما وأن المنصة تُلبي حاجة ملحة لسوق العمل، الذي يتطلب كفاءات مؤهلة ومهارات حديثة قادرة على مواكبة التحولات الاقتصادية والتقنية.»
وأضافت: ان اهتمام الدولة بتوجيه الخريجين نحو المسارات المهنية المناسبة يعكس نضجًا في التخطيط، ويعزز شعور الشباب بالانتماء والدور الفاعل في بناء مستقبل قطر.  وأوضحت أنه ومن خلال «عقول» لم تُترك الكفاءات الشابة لمواجهة التحديات وحدها، بل وُضعت على خارطة فرص حقيقية تستحقها.»
وقالت إن الخطوة الأهم الآن هي تفعيل المنصة باستمرار، وضمان إشراك مؤسسات القطاعين العام والخاص بفعالية، حتى نخلق منظومة متكاملة تضمن لكل شاب وشابة في قطر فرصة عادلة لإثبات الذات والمساهمة في تنمية الوطن.
الطالبة أسماء العلي: رسالة بأننا شركاء في البناء والمستقبل
أعربت أسماء العلي «مقيمة» طالبة في إحدى الجامعات القطرية، عن فخرها وامتنانها للدور الرائد الذي تلعبه حكومة دولة قطر في دعم الطلبة المقيمين، وخصوصًا من خلال تخصيص منصة توظيف تهدف إلى ربطهم بفرص عمل تتناسب مع تخصصاتهم وقدراتهم.
 وقالت: إن هذه المبادرة ليست مجرد خدمة تقنية أو إجرائية، بل هي رسالة واضحة بأن الطالب المقيم هو جزء لا يتجزأ من النسيج المجتمعي لهذا الوطن المعطاء.
 وأضافت: شعرنا نحن الطلبة المقيمين من خلال هذه الخطوة بأننا لسنا غرباء أو عابرين، بل شركاء في البناء والمستقبل. لافتة إلى أن المنصة لا توفر فقط فرص العمل، بل تفتح أبواب الأمل، وتمنحنا شعورًا بالاستقرار والانتماء، وتدفعنا لبذل المزيد من الجهد والعطاء، وفاءً لهذا البلد الذي لم يبخل علينا بشيء. موضحة أنها خطوة تعزز من إحساسنا بالمسؤولية، وتلزمنا برد الجميل بالعمل الجاد، والحرص على أن نكون طاقات إيجابية تسهم في نهضة قطر وتقدمها.
وختمت أسماء حديثها قائلة: إنني ومن موقعي كطالبة مقيمة، أرى أن هذا النوع من المبادرات يؤكد على الرؤية الحكيمة لقيادة دولة قطر، التي تستثمر في الإنسان، وتؤمن بأن التنمية الشاملة لا تفرق بين مواطن ومقيم طالما أن الهدف هو المصلحة العامة وبناء وطن قوي ومتماسك.
الطالب سعد الحصية: جسرٌ بين طموحات الطلبة واحتياجات الوطن
قال السيد سعد الحصية «مقيم» طالب في احدى الجامعات القطرية: أود أن أعبر عن فخري وامتناني لوزارة العمل على مبادرة منصة «عقول» التي تمثل إحدى المبادرات الرائدة في مجال التوظيف، والتي أطلقتها بهدف تمكين الطلبة من بناء مستقبلهم المهني بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل في البلاد.
 وأضاف: أن هذه المنصة لم تكن مجرد أداة تقنية للبحث عن وظيفة، بل أصبحت حلقة وصل فعّالة بين الطالب وسوق العمل، تعكس فهماً عميقاً من قبل الجهات المعنية لأهمية توجيه الطاقات الشبابية الوجهة الصحيحة.
وتابع الحصية: ما يميز «عقول» أنها لا تكتفي بعرض الفرص، بل توجّه الطلبة، وتساعدهم على فهم التخصصات المطلوبة، والمهارات التي ينبغي تطويرها، مما يعزز من شعور الطالب بالهدف ويجعله أكثر وعيًا بدوره المستقبلي. وأن هذا التكامل بين التعليم وسوق العمل، والذي تسعى وزارة العمل إلى ترسيخه، هو ما نحتاج إليه فعلاً لتحقيق تنمية مستدامة.
واختتم الحصية حديثه قائلا إن «هذه الخطوات تبعث الأمل في نفوسنا، وتشجعنا على الاجتهاد والتفوق، لأننا ندرك أن هناك من يخطط لمستقبلنا ويؤمن بقدراتنا. ونحن بدورنا نرى في هذه المبادرات دعوة للالتزام والعطاء، لنكون فاعلين في بناء وطننا قطر من خلال مواقعنا الوظيفية في المستقبل، بكل إخلاص وكفاءة».