ظهرت انقسامات جديدة بين المسؤولين في سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشأن حكم قطاع غزة بعد الحرب، وأدى الهجوم غير المتوقع الذي شنته «حماس» في أجزاء من القطاع إلى زيادة الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأعلنت سلطات الاحتلال أن أولى المساعدات الإنسانية عبر «الميناء العائم» الذي أقامته الولايات المتحدة، دخلت القطاع المحاصر.
في حين شددت حركة «حماس» أن الرصيف العائم «ليس بديلا عن فتح جميع المعابر البرية».
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أمس السبت، قتل 5 جنود من جيش الاحتلال وإصابة آخرين إثر استدراج قوة راجلة واستهدافها بعبوة مضادة للأفراد شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وذكرت في بيان على منصة «تليغرام»، إن مقاتليها تمكنوا من استدراج قوة صهيونية راجلة وتفجير عبوة مضادة للأفراد بها.
وأضافت أن عناصرها «أكدوا قتل 5 جنود من أفراد القوة وإصابة آخرين في محيط مسجد التابعين شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة»
وتعرض رئيس وزراء الاحتلال لهجوم شخصي من وزير الدفاع يوآف غالانت لعدم استبعاده تشكيل حكومة إسرائيلية في غزة بعد الحرب.
وأدى رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الصريح للقيادة الفلسطينية بعد الحرب في غزة إلى خلاف واسع النطاق بين كبار المسؤولين وأدى إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.
واعتبر خبراء إن عدم الوضوح لا يخدم إلا حماس، التي أصرت على عدم إنشاء سلطة جديدة في المنطقة دون مشاركتها.
وقالت ميراف زونسين، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية لوكالة فرانس برس «بدون بديل لملء الفراغ فإن حماس ستواصل النمو».
ويتفق المحاضر في جامعة تل ابيب ايمانويل نافون مع ذلك.
وأضاف «لو تركت حماس في غزة، فبالطبع سوف يظهرون هنا وهناك وسيضطر ( جيش الاحتلال) إلى مطاردتهم»
معارك عنيفة
ودارت معارك عنيفة تزامنا مع قصف الاحتلال الإسرائيلي المكثف أمس السبت، في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة.
وذكر جيش الاحتلال، أمس، إن قواته الجوية «قصفت أكثر من 70 هدفا» في أنحاء قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية بينما تواصل القوات البرية «عمليات دقيقة» شرق رفح.
وأعلن المستشفى الكويتي أن غارة الاحتلال خلال الليل أسفرت عن استشهاد شخصين في مخيم للنازحين في رفح، فيما أفاد شهود عيان بإطلاق نار كثيف وقصف في جنوب شرق المدينة وقصف طائرات لمناطقها الشرقية.
ومن جانبها أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع عدد ضحايا العدوان على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 35 ألفا و386 شهيدا، وإصابة 79 ألفا و366 آخرين.
وأضافت الوزارة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، ارتكبت 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد 83 فلسطينيا، وإصابة 105 آخرين. وأشارت إلى أن الحصيلة المذكورة هي ما وصلت إلى مستشفيات القطاع، لافتة إلى أن العشرات من جثامين الشهداء ما زالت في الطرقات والشوارع، ولا تتمكن الطواقم الطبية والدفاع المدني من انتشالها. وأكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن 800 ألف شخص «أجبروا على الفرار» من رفح في أقصى جنوب قطاع غزة منذ بدء العمليات العسكرية للاحتلال في المدينة هذا الشهر.