بعد سنوات من القتال في ظروف صعبة وتضاريس وعرة وتعرضهم لآلاف الضربات الجوية، يؤكد محللون أن الحوثيين لن يكونوا هدفا سهلا للأمريكيين الذين بدأوا نهاية الأسبوع حملة جوية ضد المتمردين المدعومين من إيران.
تقول مديرة كلية غيرتون في جامعة كامبردج البريطانية إليزابيث كيندال لوكالة فرانس برس إنه «لا ينبغي الاستهانة بتحدي هزيمة الحوثيين»، واصفة إياهم بـ «المقاتلين الصامدين».
أسفرت الضربات الأمريكية السبت عن مقتل 53 شخصا وإصابة 98 آخرين، وفق الحوثيين، الذين قالوا إنهم ردوا باستهداف حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر مرات عدة.
ويؤكد الحوثيون أن هجماتهم تأتي «تضامنا» مع الفلسطينيين، وأعلنوا في 11 مارس «استئناف حظر عبور» السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر امتدادا إلى بحر العرب، حتى «إعادة فتح المعابر» في قطاع غزة.
وإذ تعهد الأمريكيون وضع حد لتلك الهجمات، ترى كيندال، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، أنه «لن يكون من السهل» هزيمة الحوثيين.
وبحسب الخبير في شؤون الدفاع في مركز «أتلانتيك كاونسل» أليكس بليتساس، فإن أسلحة الحوثيين التي تشمل منصات صواريخ متنقلة، يصعب العثور عليها وتدميرها.
وكتب بليتساس على موقع المركز الإلكتروني أن «قدرة الحوثيين على الصمود تنبع من انتشار أسلحتهم عبر تضاريس اليمن الوعرة، ما يُعقد جهود الاستهداف».
ورغم إضعاف العمليات الاستخباراتية لكل من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني من خلال سلسلة اغتيالات إسرائيلية، فإن الحوثيين الذين ينتمون إلى «محور المقاومة» نفسه الذي تقوده إيران في المنطقة، لم يتعرضوا لاختراق مماثل.
وأشار تقرير للأمم المتحدة صدر في نوفمبر 2024 إلى أن الحوثيين أصبحوا «منظمة عسكرية قوية» بفضل الدعم الخارجي «غير المسبوق».
وأوضح هينز لفرانس برس أن الحوثيين يملكون صواريخ بالستية وصواريخ كروز يصل مداها إلى ألفي كيلومتر، وطائرات من دون طيار يمكنها عبور مسافات طويلة.
لكن رغم معدل الفشل المرتفع، يحذر هينز من أن «هناك دائما فرصة لنجاح» أحد الهجمات.
وفي حين لا يمكن للحوثيين منافسة قوة الجيش الأمريكي، تقول كيندال إنهم «يستفيدون من الطبيعة غير المتكافئة للصراع».
وتضيف أن مجرد استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة في البحر الأحمر، مهما كانت «بدائية»، «كفيل تعطيل التجارة البحرية العالمية وحرية الملاحة».
في إطار الضغط المستمر الذي تمارسه الولايات المتحدة على إيران وحلفائها، فرضت واشنطن عقوبات على قادة حوثيين وأعادت تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» مؤخرا.
لكن كيندال تقول إن القضاء على الحوثيين الذين يُسيطرون على أراض تُعادل مساحة لبنان بنحو 20 ضعفا ومساحة غزة بنحو 500 ضعف، لن يكون سهلا.
ويُشير الشريك المؤسس لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ماجد المذحجي، إلى أن إضعاف الحوثيين يتطلب «حرمانهم من إطلالتهم على البحر الأحمر والذي يعني أساسا حرمانهم من مستويين: العائد الاقتصادي الكبير والوصول إلى السلاح والقدرة على التهديد».