منذ أن تولى السويسري جياني انفانتينو رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في فبراير 2016 وهو يتعامل مع ملف استضافة قطر لمونديال كأس العالم 2022 بكل وضوح وشفافية وثقة متبادلة بين الفيفا واللجنة المحلية المتمثلة في اللجنة العليا للمشاريع والارث، على الرغم من الحملة الغربيّة التي قادتها دولٌ عدّة لمنع الدولة العربيّة من استضافة المونديال. وكانت الزيارة الأولى للرجل الأول في الفيفا إلى قطر في أبريل 2016 أي بعد أقل من شهرين على استلام مهامه الفعلية في بيت العالم الكروي، حين التقى إنفانتينو بمسؤولي اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظّمة للنهائيات، ومع المسؤولين في قطر.
ولم يتأخّر السويسري بالتأكيد من الدوحة أن مونديال قطر 2022 سيقام في موعده، مظهراً دعمه الكامل وثقته المطلقة لقطر بالإشارة إلى عدم أهميّة الحملة التي تُهاجم توقيت إقامة البطولة، مشيراً إلى أن على بقيّة الأطراف التحمّل وتنظيم جدول مبارياتهم بما يتماشى مع موعد المونديال.
بدأت زيارات إنفانتينو إلى الدوحة والمدن التي تُشيّد الملاعب المونديالية عليها، ومن هناك، أبدى ارتياحه لسير العمل، وأعرب عن ثقته في قدرة المسؤولين على تنظيم الحدث الكبير. جوابه تجاه أي مشكّكٍ كان واضحاً: «كأس العالم 2022 ستترك إرثًاً كبيراً وراءها من دون أدنى شك».
اشتدت الصعوبات، على قطر مع الأحداث التي عاشتها أكثر من 3 سنوات «حصارقطر»، لكنّها أكملت التحضيرات على قدمٍ وساق، وهو ما تابعه إنفانتينو، الذي قال في مؤتمرٍ صحافيٍ من الدوحة، إن «الحصار لن يكون له أي تأثير على سير تحضيرات وتجهيزات قطر لكأس العالم، الملاعب ستكون جاهزة تقريباً قبل عامين على انطلاق الحدث، وهذا أمرٌ لم نشهده في أوروبا» ولا في تاريخ كأس العالم.. كان السويسري صريحاً في دعمه، بسبب تعاونه مع لجنة المشاريع والإرث، وإدراكه حجم العمل الذي يُبذل.
«بيت الوحدة العربية»
من استاد «البيت»، الذي سيحتضن إحدى مباراتي نصف نهائي كأس العالم بعد أقل من عام، تحدّث إنفانتينو بالعربيّة. «قطر بيت الوحدة. بيت العالم العربي اليوم، والعالم غداً. لنكن أمّة واحدة، عائلة كرة قدم واحدة». رسالتان مباشرتان من الاتحاد الدولي لكرة القدم، الأولى ترتبط بالثانية، وتُشدد على ما قاله السويسري قبل ثلاث سنوات، حين أكّد أن ما تقوم قطر به سيغيّر وجه المنطقة كلّها، وأن هذه الدولة، تجمع العرب تحت مظلّةٍ واحدة، في بطولةٍ استثنائية.
«ثقة بالملف المونديالي»
دعْم الاتحاد الدولي لكرة القدم، بشخص إنفانتينو، لقطر، طوال هذه السنوات، يؤكّد مدى ثقته بالمسؤولين على الملف المونديالي، وهو الذي تابع على الأرض تشييد الملاعب والمرافق السياحيّة، والخطّة الصحيّة التي وُضعت لمواجهة فيروس كوفيد-19، في وقتٍ انتشرت فيه المخاوف بإقامة المونديال بغياب الجماهير.
«نجاح تجاوز التوقعات»
تسمية البطولة بـ»مونديال العرب»، لم يكن شعبوياً، بل إن إنفانتينو نفسه أكّد هذا الأمر، وأن البطولة لم تكن مجرد مرحلة تجريبية لكأس العالم 2022، ونجحت بكل المقاييس. فعلى الرغم من متابعته الحثيثة، أبدى السويسري تفاجُؤه، مشيراً إلى أنها تجاوزت توقعاته.
إذاً هي علاقة مبنيّة على الثقة، التي أكّدت قطر أنها على قدرها، وأثبتت صحّة كلام إنفانتينو أمام الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي. ثقةٌ لم يعد بالإمكان التشكيك فيها بعد نسخة كأس العرب 2021.
«استمرارية كأس العرب»
ولم ينفِ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، أن بطولة كأس العرب، بتنظيم «فيفا»، أقيمت خصّيصاً تحضيراً للمونديال الذي تستضيفه قطر في 2022، لكنّه تمنّى «أن يستمر نور هذه الشعلة ويزداد توهّجها لتتحوّل لِما يُشبه الألعاب الناريّة، وهو ما حصل فعلاً. البطولة أظهرت أنها مصدر إلهام للمنتخبات والجماهير، وقد تلقّيت العديد من العروض من العالم العربي من شرقه إلى غربه، للاستمرار بتنظيم هذه البطولة،. كلام السويسري جاء خلال مقابلةٍ في برنامج «ضيفنا» على قناة الكأس، مع الزميلة مريان كركلا. وأكّد إنفانتينو في المقابلة، أن «كل الملاعب باتت جاهزة بكامل طاقتها الاستيعابية، وأنها تُحف وضِمن أفضل الملاعب في العالم.
«تجربة لن تتكرر»
وعن زيارة رئيس الاتحاد الدولي للملاعب الستة التي استضافت كأس العرب، وجال في أربعة ملاعبٍ خلال يومٍ واحد. وصف هذه التجربة، بأنها «فريدة من نوعها»، وأنه يدعو الجماهير في العالم للحضور إلى قطر لتعيشها.
وأضاف: «لا أقول هذا لأن الأمر يتعلّق بالمونديال أو لأنني رئيس الـ»فيفا»، بل لأنه لن يتكرّر مجدداً في تاريخ كرة القدم، لأن هناك 8 ملاعب ضمن مسافة 60 كيلومتراً ولا تبعد عن بعضها أكثر من 30 دقيقة، وهناك تنقّلات عامة ومترو، ويُمكن متابعة أكثر من مباراة في يومٍ واحد، وهذا بالنسبة إلى المشجّع مثل ذهاب طفل إلى ديزني لاند أو متجرٍ للألعاب حيث يُمكن أن يعيش شغفه. هي حقاً تجربة لن تتكرّر».
وفي الحديث عن الجائحة الصحيّة العالميّة المتعلّقة بانتشار فيروس كوفيد-19، والتخوّف من تأثيرها على كأس العالم، أكّد إنفانتينو أن المونديال سيقام بطاقة استيعابية كاملة في الملاعب. «هذا شعوري وأنا متفائل بهذا الخصوص.
«علاقة خاصة بالعرب»
وعن رسالته باللغة العربية في حفل افتتاح بطولة كأس العرب قال: إن زوجته اللبنانية لينا أشقر ساعدته في الرسالة، وأنا على يقين أن العالم بأسره ستجمعه علاقة خاصة بالعالم العربي بعد مونديال قطر.
وقال انه خلال السنوات الماضية، بات للاعبين العرب مكانة كبيرة في الأندية الأوروبية. أسماءٌ مثل المصري محمد صلاح، والجزائري رياض محرز، يعرفها كل من يتابع اللعبة. برأي إنفانتينو، هذه المواهب ستتوهّج أكثر في مونديال قطر 2022، «الذي سيُعزّز تطوير كرة القدم في هذه المنطقة».
تيم كيهل: مونديال العرب ناجح.. واللقب جزائري
أشاد تيم كيهل، نجم الكرة الأسترالية وسفير برنامج إرث قطر، بالمستوى الرفيع للمنتخبات المشاركة في كأس العرب FIFA قطر 2021™، مؤكداً أن قطر أثبتت من خلال التنظيم الناجح للبطولة على جاهزية مثالية لاستضافة النسخة المقبلة من كأس العالم التي تنطلق منافساتها في 21 نوفمبر من العام المقبل.
وحضر كيهل العديد من مباريات كأس العرب التي شهدت مشاركة 16 منتخباً من أنحاء العالم العربي، وتوقع أن يقتنص منتخب الجزائر كأس البطولة في مباراته المرتقبة أمام منتخب تونس في نهائي البطولة اليوم السبت في استاد البيت المونديالي.
وقال النجم الأسترالي: «قدمت المنتخبات المشاركة في كأس العرب أداءً جديراً بالإعجاب، كما راق لي حماس المشجعين الذين تفاعلوا مع الأداء الرفيع وعززوا الأجواء الاحتفالية خلال المباريات.»
وأشار كيهل إلى أن منافسات البطولة شهدت إقبالاً جماهيراً كبيراً، ومفاجآت أدهشت الجميع وخلّفت وراءها الكثير من المشاعر وردود الفعل لدى اللاعبين والمشجعين على حد سواء.
وأضاف: «امتلأت المدرجات بالمشجعين الذين تمتعوا بعروض كروية استثنائية. ولا شك أن المباريات في الدور نصف النهائي كانت مذهلة وزاخرة بمنافسات مشوقة، خاصة مع الأهداف التي هزت الشباك في اللحظات الأخيرة وقلبت نتائج المباريات وأذهلتنا جميعاً.»
ويرى كيهل أن الجزائر هي الأوفر حظاً في حمل لقب البطولة في المواجهة التي ستجمع محاربي الصحراء مع منتخب تونس. وتابع: «أتوقع فوز الجزائر بالكأس، ولكن في نفس الوقت علينا الاستعداد لمباراة مثيرة في ختام المنافسات، فمنتخب تونس يمتلك عدداً من المواهب الشابة اللامعة بمن فيهم حنبعل المجبري المحترف في صفوف نادي مانشستر يونايتد، كما أثبتت الجزائر أنها المنتخب الأقوى في البطولة بنجومها المتألقين مثل يوسف بلايلي وبغداد بونجاح.»
وتوقع كيهل، الذي يشغل حالياً منصب رئيس الشؤون الرياضية في أكاديمية أسباير، أن تشهد مباراة تحديد المركز الثالث مواجهة قوية بين منتخبي مصر وقطر في استاد 974.