تعتبر المعالم الأثرية والتاريخية في دولة قطر مصدر إلهام وفخر لكل أبناء قطر خاصة الأجيال الجديدة، حيث تحتفظ تلك الآثار بذاكرة الإنسان. وقلعة الركيّات الواقعة في مدينة الشمال على بعد 110 كيلومترات، هي واحدة من تلك المعالم المهمة التي مازالت نابضة بالحياة وجديرة بالزيارة لتحكي أسرارها، ولذلك ستكون من أبرز الوجهات السياحية لزوار وجماهير بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
وعلى الرغم من أنه لم يتم تحديد التاريخ الدقيق لبناء قلعة الركيات، فإن الأدلة الأثرية تشير إلى أنه يمكن أن يعود إلى منتصف القرن الثامن عشر، عندما كانت الزبارة المجاورة في أوج ازدهارها، وكانت منطقة الشمال الأكثر اكتظاظاً بالسكان.
ويتميز الطراز المعماري المحلي الفريد لقلعة الركيّات (وتعني «البئر» بالعربية)، الذي مهد لدمجها تاريخياً في البيئة المحلية وجعلها إحدى أقدم وأكثر القلاع الصحراوية أهمية في قطر. وقد تم تشييدها بغية الحفاظ على مياه المنطقة.
ويعتقد أن القلعة بُنيت لحماية مصادر المياه الأساسية في المنطقة، حيث توجد بئر للمياه العذبة داخل القلعة، كما تحيط بالقلعة بقايا متناثرة من قرية قريبة لها، كما تحوي ثلاثة أبراج مستطيلة وبرجاً مستديراً، وتصطف غرف كثيرة حول الجوانب الثلاثة (الشمالي والشرقي والغربي) للفناء المركزي، أما البرج الرابع «الجنوبي الغربي» فهو على هيئة ثلاثة أرباع الدائرة، كما يقع المدخل الرئيسي للقلعة ضمن الجدار الجنوبي، ويوجد في القلعة العديد من الحجرات على طول الجدران الثلاثة، الشمالية والشرقية والغربية، أما في الزاوية الجنوبية الغربية من حوش القلعة، فهناك سلم يؤدي للمستوى العلوي للبرج الجنوبي الغربي.
وقد أعادت متاحف قطر لهذه القلعة التاريخية بهاءها وذلك بعد أن أنهت ترميمها، لتصبح ضمن ثلاثة مواقع تراثية قطرية أخرى انضمت إلى قائمة «الإيسيسكو» للتراث في العالم الإسلامي، وهي: «قلعة الركيّات»، و»أبراج برزان»، و»بيت الخليفي»، خلال الاجتماع التاسع للجنة التراث لمنظمة (الإيسيسكو) في يونيو العام 2021.
وقد استغرق ترميم القلعة الأخير أكثر من عام بدءاً من أكتوبر عام 2020 وحتى سبتمبر 2021، ليتم الانتهاء من أعمال الحفاظ والترميم للقلعة كاملة.
وقد اعتمدت متاحف قطر في ترميمها لقلعة الركيات أسلوباً خاصاً جاء وفقاً لتصميمها الأصلي واحترام التعديلات التي جرت بأعمال الترميم السابقة عام 1988 كونها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ القلعة.