أجرى المستشفى الأهلي جراحة ناجحة لاستئصال آفة ورمية نادرة في العمود الفقري، بالفقرات الصدرية العليا لطفلة عمرها 10 سنوات، تقع مباشرة خلف الشرايين الرئيسية الخارجة من القلب، والأوردة الرئيسية الداخلة إليه.
وقد استقبل المستشفى الطفلة (ن. م) في عيادة جراحة المخ والعمود الفقري، وهي تعاني من ألم ظهري امتد على مدار شهرين، مع شكوى الطفلة من ثقل الطرفيين السفليين عند المشي.
وقال الدكتور فاتح البشير الملك، استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري في المستشفى: «إنه بعد إجراء الكشف الطبي والفحوص الشعاعية، تبيّن إصابة الطفلة بانهدام كامل في الفقرة الظهرية الثانية (T2) نتيجة لوجود آفة ورمية داخل الفقرة، مما سبب ضغطاً على النخاع الشوكي».
وأضاف: «جرى اتخاذ القرار بإجراء عملية جراحية عاجلة للمريضة بعد مناقشة دواعي الجراحة وأهدافها مع والديها، وتمثلت في معالجة الأعراض الحادة من الآلام، وضعف أعصاب العضلات عن طريق رفع الضغط عن النخاع الشوكي والأعصاب، وإعادة تشكيل العمود الفقري وتثبيته، بالإضافة لتأكيد التشخيص بالفحص المخبري للأنسجة المريضة المستأصلة.
وأضاف: «نظراً لندرة مثل هذه الحالات كان التحدي الأكبر هو كيفية الوصول الآمن لموقع الورم، خصوصاً أن الجزء المصاب من العمود الفقري هو في الفقرات الصدرية العليا خلف الشرايين الرئيسية الخارجة من القلب، والأوردة الرئيسية الداخلة إليه، إضافة إلى بنى أخرى كثيرة حساسة»، لافتاً إلى أنه جرى التخطيط لخطوات العملية الجراحية بدقة متناهية بواسطة جراحي الأعصاب، بمعاونة استشاري الأوعية الدموية، بعد دراسة صور الرنين المغناطيسي، وأشعة الكمبيوتر الطبقية.
كما تم إجراء العمل الجراحي بمدخل أمامي عبر العنق وأعلى الصدر باستخدام المجهر الجراحي، ليتبين حينئذ أن الأمر لم يقتصر على تآكل الفقرة الصدرية الثانية، إلا أن الورم قد امتد كذلك للنصف العلوي من الفقرة الثالثة. ولم يثنِ ذلك الفريق الطبي عن المتابعة، والذي قام باستئصال الورم كاملاً وإزالة الفقرات المصابة، واستبدالها بفقرة صناعية من معدن التيتانيوم تم ثبيتها بصفيحة معدنية على الفقرات السليمة المجاورة.
وأكد أن التدخل الجراحي السريع والدقيق مكّن الفريق الطبي بالمستشفى الأهلي أن يرفع الضغط الحاصل على النخاع الشوكي واسترجاع الشكل الطبيعي للعمود الفقري في المنطقة، وخرجت الطفلة من المستشفى بعد ثلاثة أيام فقط من تاريخ الجراحة. وقد ثبت مخبرياً أن الورم من النوع الحميد، وقد أشاد والدا الطفلة بدور الأطباء وتعاونهم بين بعضهم البعض لإنقاذ الطفلة.