قطر وعُمان تنفذان مشاريع استثمارية جديدة

alarab
محليات 18 نوفمبر 2015 , 02:25ص
اسماعيل طلاي
كشف سعادة محمد بن ناصر بن حمد الوهيبي، سفير سلطنة عمان لدى الدوحة، عن استعداد قطر والسلطنة لتوقيع اتفاقيات ثنائية خلال الاجتماع المرتقب للجنة المشتركة بين البلدين قبل نهاية العام الجاري بالدوحة.

وأشار سعادة سفير سلطنة عمان إلى وجود مشاريع استثمارية جديدة بين البلدين، أبرزها انطلاق مشروع منتجع «راس الحد» السياحي الضخم بمنطقة «بحر عمان» العام الجاري، بين «الديار» القطرية، وشركة «عمران» التابعة لوزارة السياحة بالسلطنة، إلى جانب مشروع إنشاء مصنع لجمع وصناعة وتركيب الباصات بين شركة «بروة» و»صندوق الاستثمار العماني»، ومشاريع استثمارية أخرى في مجال الأمن الغذائي وتوليد الطاقة الكهربائية لشركة «حصاد» القطرية في سلطنة عمان، ومشروع لتوليد الطاقة الكهربائية، كما تم الانتهاء من مشروع مشترك بين «كهرماء» وشركة «كهرباء» العمانية.

وقال: «إن رئاسة قطر لدول مجلس التعاون خلال الدورة الحالية، شكلت زخماً كبيراً في الزيارات الثنائية بين قطر وسلطنة عمان، مشدداً على أن العلاقات بين البلدين متميّزة وذات خصوصية، ويسودها التفاهم والثقة والاحترام المتبادل، والتشاور قائم بين البلدين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، على الصعيد الثنائي، وفي إطار مجلس التعاون، إلى جانب ارتباط الشعبين بعلاقات ووشائج تاريخية وثقافية واجتماعية عميقة.

وأشارالسفير العماني، خلال مؤتمر صحافي عقده بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني الخامس والأربعين لسلطنة عمان، إلى أن احتفالات العام يميّزها ثلاث إنجازات، تعكسها المشاركة الشعبية القياسية في انتخابات مجلس الشورى الأخيرة، والإعداد للخطة التنموية الخمسية التاسعة «2016-2020»، واستراتيجية «عمان 2040»، بعد انتهاء خطة التنمية الخمسية الثامنة «2011-2015»، إلى جانب إنجازات السلطنة في مجال السياسة الخارجية، وتحركاتها النشطة إقليمياً ودولياً.

وأضاف: «باعتزاز وفخر كبيرين، وبشعور عميق بالثقة، وبعزم لا يلين، تحتفل سلطنة عمان بالعيد الوطني الخامس والأربعين، حيث تواصل مسيرة النهضة العمانية الحديثة انطلاقها لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لسلطنة عمان الشقيقة في كل المجالات في ظل القيادة الحكيمة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان».

وتابع: «وإذ يشكل الثامن عشر من نوفمبر يوما تاريخيا فارقا في حياة عُمان دولة وشعبا ومجتمعا، حيث تنطلق عمان مفعمة بحكمة القيادة وبعد نظرها وبخبرة التاريخ العريق نحو استعادة مكانتها البارزة وإسهامها الإيجابي والملموس في كل ما يعود بالخير والسلام على شعبها وكل الشعوب الشقيقة والصديقة من حولها، فإن يوم الثامن عشر من نوفمبر يحمل لكل أبناء عمان معاني ودلالات ومشاعر فياضة تتجه نحو سلطان عمان، حيث تحيط به القلوب وأفئدة أبناء وطنه عرفانا وحبا وولاء وشعوراً أيضا بحجم وقيمة وأهمية ما يقوم به السلطان قابوس بن سعيد، ليس فقط كربانٍ ماهر لسفينة عُمان، ولكن أيضا كصاحب رسالة للنهوض ببلاده ومواطنيه وتحقيق تطلعاتهم في كل المجالات، برغم كل الظروف الإقليمية والدولية التي تحيط بالمنطقة».

ونوّه إلى أن احتفالات السلطنة لهذا العام تكتسب معاني ودلالات وتكتسي مشاعر نبيلة وعميقة، حيث تتم هذه الاحتفالات بعد عودة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان إلى أرض السلطنة، محاطاً بقلوب وأفئدة أبناء عمان على امتدادها.

وبيَّن سعادته أن احتفالات هذا العام تأتي مصحوبة بثلاثة إنجازات ذات ملامح خاصة ومميزة، وتتضافر كلها لتنطلق بمسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة السلطان قابوس إلى آفاق أرحب يتحقق خلالها مزيد من مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار، ومزيد من التطلعات نحو غدٍ أفضل، ومزيد أيضا من الإسهام العماني النشط والمسؤول في العمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة في ظل ترحيب إقليمي ودولي واسع بهذا الإسهام وتقديره».

وأشار سعادته إلى أن أولى الإنجازات أن الاحتفالات بالعيد الوطني تتزامن مع انتهاء خطة التنمية الخمسية الثامنة «2011 -2015»، وفي الوقت ذاته الانتهاء تقريبا من إعداد خطة التنمية الخمسية التاسعة «2016-2020» التي سيبدأ تطبيقها اعتباراً من بداية العام القادم، وتعد آخر خطة تنمية خمسية في استراتيجية عُمان 2020 التي بدأ تنفيذها منذ عام 1996م. وبينما تركز خطة التنمية الخمسية التاسعة على الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والحفاظ على مستويات الدخل الحقيقية للمواطنين، والعمل على زيادتها مع إعطاء دفعة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وللتنمية البشرية والانتهاء من المشروعات الكبيرة في القطاعات المختلفة، لتعزز القدرات الإنتاجية للاقتصاد الوطني، فإنه يجري كذلك الإعداد لاستراتيجية «عمان 2040».

 أما الإنجاز الثاني فيتمثل في انتخابات الفترة الثامنة لمجلس الشورى، التي أشاد الجميع بنجاحها، والتي جرت يوم 25 أكتوبر الماضي. واتسمت الانتخابات بالشفافية وسهولة عمليات الاقتراع. وشهدت استخدام نظام التصويت الإلكتروني، وغطت العشرات من أجهزة الإعلام العمانية والعربية والأجنبية عمليات الانتخاب، وأشادت بحسن سيرها، وإقبال المرأة العمانية على المشاركة فيها. كما نتج عنها فوز عدد كبير من الشباب بعضوية المجلس مقارنة بالفترات السابقة، وعدد من أعضاء المجلس من حاملي درجة الدكتوراه والماجستير ولا يقل المستوى التعليمي للأعضاء عن الدبلوم العام وفقاً للقانون.

أما الإنجاز الثالث فيرتبط بالسياسة العمانية الخارجية وبتحركات سلطنة عمان النشطة إقليمياً ودولياً؛ نظراً لما تتمتع به من علاقات طيبة ووطيدة مع مختلف القوى والأطراف الإقليمية والدولية من ناحية، ونظراً أيضاً لأن سلطنة عُمان أعلنت وبشكل واضح وعلني وشفاف أنها دولة سلام، وأنها تحرص وتسعى بكل السبل إلى تحقيق السلام والوئام لدول وشعوب المنطقة، وحل المشكلات بالطرق السلمية وعبر الحوار الإيجابي لتحقيق التقارب بين مختلف الأطراف من ناحية ثانية، لافتا إلى أن سلطنة عمان تقوم بمساعيها بتجرد وبرغبة صادقة في تحقيق السلام والأمن لشعوب المنطقة، وبعيداً عن أية استفادة ذاتية أو أجندة خاصة، وهو ما أكسبها مزيدًا من ثقة واحترام كل الأطراف في المنطقة وخارجها.
ونوّه سعادةتهأن الجهود المبذولة أدت إلى تحسين ترتيب سلطنة عمان بين دول العالم بالنسبة لسرعة إنجاز الأعمال، حيث جاءت بالمرتبة الثانية على الصعيد العربي والمرتبة الثانية والعشرين على المستوى الدولي من بين 158 دولة شملها التقرير الثالث لمستوى السعادة حول العالم لعام 2015، وهو التقرير الذي أصدرته شبكة حلول التطوير المستدامة التابعة للأمم المتحدة. كما حققت السلطنة المرتبة السابعة عالميا وفق مؤشر جودة الحياة لعام 2015، حسب قاعدة البيانات الدولية الإلكترونية «نمبيو».

وعن العلاقات الثنائية بين البلدين، قال سعادته: «العلاقات متميّزة وذات خصوصية، ويسودها التفاهم والثقة والاحترام المتبادل، خاصة بين قيادتي البلدين السياسية، إلى جانب ارتباط الشعبين بعلاقات ووشائج تاريخية وثقافية واجتماعية عميقة، وهي علاقات متنامية ومتطورة باستمرار، في ظل الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وجلالة السلطان قابوس بن سعيد».

وعن المبادلات التجارية بين البلدين، أشار سعادته إلى وجود شراكة اقتصادية واستثمارية في المجالات السياحية والصناعية والطاقة، ففي المجال السياحي، أشار إلى مشروع منتج «راس الحد» السياحي الضخم، يضم فنادق 5 نجوم ووحدات سكنية بمنطقة «بحر عمان»، وانطلقت أشغاله العام الجاري، ولمدة 4 سنوات، بالشراكة بين «الديار» القطرية، وشركة «عمران» التابعة لوزارة السياحة بالسلطنة، وهناك مشروع صناعي يتعلق بإنشاء مصنع لجمع وصناعة وتركيب الباصات بين شركة «بروة» و»صندوق الاستثمار العماني»، بالمنطقة الاقتصادية الخاصة «الدقن» بسلطنة عمان، ومن شأن المشروع أن يفيد البلدين ودول مجلس التعاون، والأسواق المحيطة بها. وهناك استثمار في مجال الأمن الغذائي وتوليد الطاقة الكهربائية لشركة «حصاد» القطرية في سلطنة عمان. ومشروع لتوليد الطاقة الكهربائية. كما تم الانتهاء من مشروع مشترك بين «كهرماء» وشركة «كهرباء» العمانية. وفي القطاع الخاص، لفت السفير إلى وجود مشاريع مشتركة في مجالات مختلفة، تتعلق بالتمويل العقاري، والمجالات الصناعية، إلى جانب إدراج شركات عمانية قطرية خاصة في بورصة الأوراق المالية. وهناك احتمال لطرح شركة «العنقاء» العمانية في البورصة العمانية مستقبلا.

كما أكد سعادته إلى أن البلدين يتطلعان لعقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة برئاسة وزيري المالية في البلدين، قبل نهاية العام الجاري بالدوحة، وسيتم خلال الاجتماع توقيع اتفاقيات في المجال التربوي والتعليم العالي، مشيراً إلى وجود أكثر من 200 طالب وطالبة من السلطنة يدرسون بجامعة قطر، وجامعات المدينة التعليمية.