موضي الهاجري لـ «العرب»: يمكن أن تكون الحصة عبر فيديو معتمد من «التعليم»

alarab
حوارات 18 أغسطس 2021 , 12:25ص
حامد سليمان

أتمنى أن تحرص المدارس على التوعية بالتغذية السليمة.. وزيادة حصص التربية البدنية

المدارس شركاء فعليون لتحقيق الهدف في خفض نسبة السمنة بين الأطفال والمراهقين

إلغاء بعض المدارس لحصص التربية البدنية يؤثر على نشاط التلاميذ من الجنسين

يمكن أن تكون حصص التمارين الرياضية ضمن الجدول الدراسي «عن بعد»

أكدت الأستاذة موضي الهاجري - مدير إدارة التغذية العلاجية والمجتمعية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية – أن الكثير من أولياء الأمور يقعون في الأخطاء التي كانت تقع فيها المقاصف المدرسية في السابق، حيث يحرص كثيرون على توفير وجبات للطلاب غنية بالسعرات الحرارية، والتي تتضمن على سبيل المثال الفطائر المحلاة المغلفة بالورق البلاستيكي الذي لا يراعي الاشتراطات الصحية، فضلاً عن توفير البعض للمشروبات الغازية كتشجيع للأبناء، محذرة من أن الوجبات التي تتضمن كماً كبيرا من السعرات الحرارية تسبب مشكلات صحية كثيرة للأبناء سواء على المستوى المدى القريب أو البعيد.


ودعت الهاجري في حوار مع «العرب» المدارس إلى الحرص على التوعية بالتغذية السليمة، وزيادة حصص التربية البدنية، مشيرة إلى أن المدارس شركاء فعليون لتحقيق الهدف في خفض نسبة السمنة بين أوساط الأطفال والمراهقين وتوعية أولياء الأمور، إضافة إلى تحويل الطلاب ذوي الأوزان العالية الغير طبيعية عن طريق ممرض المدرسة إلى عيادة التغذية العلاجية لأقرب مركز صحي من المدرسة.
وحذرت من أن إلغاء بعض المدارس لحصص التربية البدنية يؤثر على نشاط التلاميذ من الجنسين، فضلاً عن كونه يرسخ في ذهن الطالب أن ممارسة الرياضة مضيعة للوقت، منوهة إلى إمكانية إضافة حصص التمارين الرياضية ضمن الجدول الدراسي عن بعد من خلال تشغيل فيديو من اليوتيوب معتمد من وزارة التعليم في حال الدراسة عن بُعد.. وإلى نص الحوار:

 ما هي أبرز الأخطاء التي يقع فيها أولياء الأمور في التعامل مع تغذية الأبناء مع بداية العام الدراسي الجديد؟
يقع كثير من أولياء الأمور في الأخطاء التي كانت تقع فيها المقاصف المدرسية في السابق، حيث يوفرون وجبات للطلاب غنية بالسعرات الحرارية، فنجد وجباتهم تتضمن الفطائر المحلاة، إلى جانب تغليفها بورق البلاستيك الذي لا يراعي الاشتراطات الصحية، ويحرص بعض أولياء الأمور على توفير المشروبات الغازية كتشجيع للأبناء، فتكون وجباتهم متضمنة كماً كبيرا من السعرات الحرارية، الذي يسبب لهم مشكلات صحية كثيرة للأبناء، سواء على المستوى المدى القريب أو البعيد. 
كما أنه مع الرفع التدريجي للقيود خاصة للمطاعم وبعض الأندية الرياضية متنفس لبعض الأسر، فيتناول الأطفال أغذية غير صحية من مطاعم الوجبات السريعة، وهو الأمر الذي نرى نتائجه منعكسة على ارتفاع معدلات السمنة والأمراض المزمنة بين الأطفال في دولة قطر.
وعلى مستوى الأسعار، نجد منافسة قوية في الأسعار بين الأغذية غير الصحية، والتي نرى يومياً عروضاً ترويجية لها، وهي بالمقارنة مع الأغذية الصحية غالية ومبالغ فيها جداً، لذا أرى ضرورة دعم الأغذية الصحية خاصة الخضراوات والفواكه في الجمعيات التعاونية، ومنع العروض الترويجية التي تنتقي منتجات عالية السعرات الحرارية وعالية الأملاح والدهون لبيعها بكميات كبيرة، الأمر الذي ينعكس على الصحة العامة لأفراد المجتمع وإلغاء العروض التجارية لمطاعم الوجبات السريعة اشتري واحدة وتحصل على الأخرى بالمجان أو إعطاء مشروب غازي أكبر حجما أو إعطاء ألعاب وهدايا للأطفال. 

المدارس.. والوجبات الصحية 
 كيف ترون دور المدارس في حث الطلاب على تناول الوجبات الصحية؟ 
في حال عدم عمل المقاصف المدرسية حرصاً على الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم نقل العدوى بين الطلاب، أتمنى أن تحرص المدارس على التوعية بالتغذية السليمة، إضافة إلى زيادة حصص التربية البدنية، فالمدارس هم شركاء فعليون لتحقيق الهدف في خفض نسبة السمنة بين أوساط الأطفال والمراهقين وتوعية أولياء الأمور وتحويل الطلاب ذوي الأوزان العالية الغير طبيعية عن طريق ممرض المدرسة إلى عيادة التغذية العلاجية المتوفرة في المركز الصحي القريب لهذه المدارس. 
وإلغاء بعض المدارس لحصص التربية البدنية يؤثر على نشاط التلاميذ من الجنسين، إضافة إلى أنه يرسخ في ذهن الطالب أن ممارسة الرياضة مضيعة للوقت، وهو خطأ يجب أن تتداركه المدارس.
وبخصوص الدراسة عن بعد أتمنى إضافة حصة التمارين الرياضية وتكون ضمن الجدول الدراسي عن بعد من خلال تشغيل فيديو من اليوتيوب معتمد من وزارة التعليم لعمل التمارين الرياضية ويكون لها درجات تقييم كما هو الحال للمواد الأساسية وتعليم الطلاب كيفية الجلسة الصحية لاستخدام الآيباد أو الكمبيوتر المدرسي والمسافة الصحيحة بين جهاز الكمبيوتر والطالب وهذه التمارين الرياضية سوف تساعد الطالب على تجنب الألم الظهر والرقبة وانحناء الظهر وارتفاع مستوى الرشاقة ومقاومة الكسل والخمول والقواعد المذكورة السابقة سوف تساعد الطالب للمحافظة على مستوى النظر لديه. 
أما في حالة عمل المقاصف المدرسية، فأتمنى ألا نرى المخالفات التي كانت في السابق، بتوفير أغذية غنية بالسعرات الحرارية والمشروبات غير الصحية، والإكثار من بيع الخضروات والفواكه وشرب الماء بكميات كبيرة وتوفير منتجات الحليب  والألبان وأتمنى وجود أخصائي تغذية وتوظيفه في المقصف المدرسي لعمل محاضرات توعوية تثقيفية وتعليم وترسيخ أساسيات نمط الحياة الصحي لطلابنا وللكادر التعليمي وأن تتم مراجعة قوائم الأطعمة التي تقدم في المقاصف المدرسية عن طريق أخصائي التغذية لتتماشى مع أهداف الإستراتيجية الوطنية للصحة، ومع رؤية قطر الوطنية 2030.

 التوعية بالتغذية السليمة
 ما هو دور الرعاية الصحية الأولية في التوعية بالتغذية السليمة؟
تحرص مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على التعريف بالتغذية السليمة، سواء للأطفال والمراهقين وأولياء الأمور وللكادر التعليمي، ونعمل ضمن برامج توعوية مشتركة مع كافة الجهات على الوصول لهدفنا وهو التعريف بمخاطر السمنة، وكيف يمكن أن يتجنبها كافة أفراد المجتمع.

 هل يتعين على الأسرة أن تهتم بالتغذية السليمة للطفل في عمر مبكر؟ 
نعم بالطبع.. فالرضيع في الشهور الستة الأولى من عمره يكون معتمداً على الرضاعة الطبيعية.. وعند بلوغ الرضيع 6 أشهر من العمر تقريباً تبدأ احتياجاته من الطاقة والعناصر الغذائية تتجاوز ما يوفره حليب الأم، حيث يكون الطفل الرضيع في سن 6 أشهر مستعداً من الناحية النمائية لتناول أغذية أخرى مع الاستمرار في توفير الرضاعة الطبيعية بشكل متكرر حتى سن عامين.
ومن أهم الأسباب التي تدفعنا كي نبدأ التغذية التكميلية في سن 6 أشهر هو أن الوزن قد يتضاعف ويصبح الجهاز الهضمي مكتملا ومستعدا لتناول أغذية أخرى وبات الطفل الرضيع قادرا على الجلوس حتى ولو مع بعض الدعم، وأصبحت لديه القدرة على رفض الغذاء أو الابتعاد عنه أو إغلاق فمه.
وننصح دائماً بإدخال الطعام للطفل الرضيع في سن 6 أشهر من خلال البدء بإدخال الطعام اللين المهروس والمسلوق دون إضافة ملح أو السكر أو عسل أو حليب إلى جانب الرضاعة الطبيعية.

 هل يمكن استخدام المكملات الغذائية والفيتامينات في أطعمة الرُّضع؟
نعم.. يمكن إعطاء الطفل الرضيع مجموعة متنوعة من الأغذية الغنية بالعناصر الغذائية واستخدام بعض المكملات من الفيتامين والمعادن عند اللزوم حسب استشارة طبيب الأطفال. ومع زيادة ما ندخله في غذاء الرضيع من السوائل مع الماء والعصائر الطبيعية لا يمكننا إدخال الأطعمة الجديدة لهم في وقت واحد ويجب مراقبة الحساسية والتقيؤ والإسهال دون أن ننسى أهمية الاستمرار بالرضاعة الطبيعية مع التغذية التكميلية.

أخطاء الأمهات في تغذية الرُّضع
رصدت الأستاذة موضي الهاجري أبرز الأخطاء التي تقع فيها الأمهات في تغذية الرُّضع، ومنها عند إدخال الطعام للطفل الرضيع هو إدخال الأطعمة المساعدة مع حليب الأم قبل بلوغ الرضيع عمر 6 شهور، وهذا الأمر يسبب له مشاكل في الهضم، لأن الجهاز الهضمي يكون غير مهيأ لإدخال الطعام فقط يأخذ حليب الأم. 
وأضافت: من الأخطاء الشائعة أيضاً إعطاء الطفل الرضيع أعشاب اليانسون لعلاج المغص في أول أربعة أشهر، وهذه من أشهر الأخطاء التي تقع فيها غالبية الأمهات في أول أربعة أشهر لأنها تؤذي كبد الطفل الرضيع في هذه السن الصغيرة جدا، وأيضا تقديم الحليب البقري للطفل الرضيع قبل بلوغه عاما لا يستطيع الطفل هضمه لأن الإنزيمات المسؤولة عن الهضم تكون غير كاملة النمو قبل بلوغ الطفل عامه الأول من عمره يجعله عرضة للإصابة بالأمراض. أيضا يجب الحرص على عدم إعطاء الطفل الرضيع طعاما يحتاج للمضغ بالأسنان خاصة في حال لم تظهر أسنانه بعد وقد تسبب له الاختناق وأيضا عدم تقديم الأطعمة الصلبة الصغيرة للطفل مثل الذرة الصفراء وحبات العنب والفشار والحلوى والفواكه المجففة قبل بلوغه العام لأنها قد تقف في حلقه وتسبب له الاختناق.
ونصحت موضي الهاجري الأمهات بعدم إعطاء أي من العصائر الحمضية للطفل الرضيع مثل عصير البرتقال قبل الانتهاء من الشهر الثامن لأنها تضر معدة الرضيع لأن عصارة المعدة لديه تكون حمضية وإعطائه عصائر حمضية تزيد من تركيز الأحماض بمعدته.