أعلنت متاحف قطر، بالتعاون مع متحف آرا غولر في تركيا، عن تنظيم معرض «على خُطى آرا غولر: بصمة مصوّر»، من 9 أغسطس حتى 9 نوفمبر المقبلين. يضّم المعرض مجموعةً واسعةً من أعمال المصور الفوتوغرافي والمصوّر الصحفي العالمي الشهير آرا غولر الذي رحل عام 2018. ويهدف المعرض الذي يقام في متحف الفن الاسلامي إلى تعزيز الروابط الثقافية التي تم تأسيسها في عام 2015 من خلال مواصلة مشاريع الإرث التي كانت جزءاً من العام الثقافي قطر- تركيا 2015.
ويقام المعرض في متحف الفن الإسلامي، ولا يقتصر على إبراز الاحترافية في عدسة غولر فحسب، بل يجسد أيضًا اجتهاده في تصوير روح تركيا وتراثها الثقافي. ومن خلال صوره البديعة لمدينة إسطنبول، وللاكتشافات الأثرية، وتصويره لبورتريهات معبّرة التقطها لشخصيات عالمية،
يقدم معرض «على خُطى آرا غولر: بصمة مصوّر» نظرة شاملة لأعمال الفنان التي تصوّر سكان إسطنبول وتكشف معالمها التاريخية. ويضمّ 155 صورة فوتوغرافية إلى جانب عدد من المراسلات، ومعدات التصوير، وكاميرات، وغيرها من تذكارات تابعة لمركز آرا غولر للأرشيف والأبحاث في إسطنبول. ويحتوي المعرض على أربعة أقسام، يتناول الأول صورًا لإسطنبول، ويختتم هذا القسم بالكشف عن جانب مغمور من حياة الفنان، يقدّم فيه عرضًا لفيلمه التجريبي «نهاية البطل».
ويقدم القسم التعريفي للمعرض، المعنون باسم «نسيجٌ خالِد»، أشهر صور التقطها آرا غولر للمسارات المفضّلة لديه في إسطنبول، وتصاحبها مطبوعات تاريخية من المجموعات العامة لمتاحف قطر.
يمدّ «نسيجٌ خالِدٌ» جسر الترابط بين العصور والآفاق، ويجمع بين بورتريهات لإسطنبول ذات اللمسة الدافئة ومقتنيات من مجموعة متاحف قطر العامة والشهيرة. حيث تتناول تطور صورة المدينة وقوة التصوير الفوتوغرافي في مد الجسور بين الثقافات. يكشف هذا القسم عن دور إسطنبول الخالد باعتبارها ملتقى للشرق والغرب، جاذبًا زواره إلى استكشاف المدينة من خلال عدسات متعددة عبر الزمن.
القسم التالي في المعرض هو «أصداء من الماضي»، ويسلط الضوء على شغف غولر بالتاريخ والتوثيق، حيث أثمر اجتهاده واهتمامه بالآثار بعضًا من أهم التقارير المصوّرة والمعبّرة، شملت ما يمكن أن نسمّيه إعادة اكتشاف لمدينة أفروديسياس في خمسينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى «جبل نمرود»، وهما موقعان مدرجان الآن ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. إلى جانب مجموعة من صوره الفوتوغرافية لمواقع تاريخية أخرى داخل تركيا، يعود تاريخها من العصر الحجري الحديث إلى مراحل هامة من العهد العثماني..
ويدور قسم «بصحبة طيّبة» حول صور البورتريهات التي التقطها غولر لكبار الكتّاب والفنانين والسياسيين والفلاسفة وغيرهم من الشخصيات البارزة في عصره، والذين كانوا أصدقاء رافقوه في حياته. كما يشمل هذا القسم مجسّمًا لكتاب يدوي الصنع بعنوان «أساطير الدنيا السبع» (Seven Landmarks of the World)، وهو عبارة عن مجموعة من الصور الملتقطة لسبع شخصيات مرموقة في العالم، من ضمنها بابلو بيكاسو، وتينيسي ويليامز، وسلفادور دالي. بالإضافة إلى بورتريه للفنانة فخر النساء زيد، وهي صورة حصرية لهذا المعرض، مرفوقة بباقة من أعمالها الفنية من مجموعة متحف: المتحف العربي للفن الحديث.
سيُختتم المعرض بعرض فيلم «نهاية البطل» (1973 – 1975)، وهو من إخراج وكتابة وإنتاج آرا غولر، يروي فيه قصة تفكيك الطراد الحربي ياووز، الذي كان له دور محوري لدخول الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918).
وقالت الشيخة مريم آل ثاني، قيّم فني مشارك للمعرض:» هذا المعرض هو ثمرة تعاون خاص بين كل من متحف آرا غولر، ومركز آرا غولر للأرشيف والأبحاث، ومتاحف قطر، حيث يجمع بين صور آرا غولر الرائعة وأغراضه، مع قطع منسقة بعناية من مجموعاتنا العامة والواسعة، مؤكدة أن هذه الشراكة تكشف أيضًا أبعادًا جديدة لأعمال المصوّر التاريخية الكاملة، مع تسليط الضوء على مدى عمق مجموعات متاحف قطر وتنوعها، والتي تضم أكثر من 300,000 قطعة. وفي هذا المعرض.
ومن جهتها قالت تشاغلا ساراتش، المستشار الفني لمجموعة دوش القابضة: « من خلال متحف آرا غولر، الذي يعتبر أول متحف في تركيا مخصّص لمصوّر بهذه المكانة، تكمن رسالتنا في عرض أعمال المصور الصحفي المشهور عالميًا آرا غولر على شريحة واسعة من الجمهور، مع نقل إرثه للأجيال القادمة.
الجدير بالذكر أن غولر ولد في إسطنبول عام 1928، وحظي بشهرة واسعة على المستويين الوطني والدولي بصفته أستاذًا بارعًا في التصوير الصحفي وفن التصوير الفوتوغرافي. امتدت مسيرته المهنية لـ 70 عامًا، لتمثّل بذلك أعماله سجلًا تاريخيًا مصورًا حافلًا لتركيا وما يحيط بها.