

لا يزال إرث مونديال 2022 يواصل عطاءه للكرة القطرية والرياضة القطرية بشكل خاص ولدولة قطر بشكل عام. ويؤكد على ان استضافة اول كأس عالم على ارض عربية انجاز كبير سوف يتواصل للأجيال القادمة.
لعل التطور الكبير في الروزنامة المحلية والروزنامة القارية، ولعل الانجازات التي حققها العنابي الاول بحصوله على كأس اسيا مرتين متتاليتين. واستضافة قطر للبطولات القارية العالمية والإقليمية واستعدادها لاستضافة العديد من الأحداث العالمية الكروية الأخرى أكبر دليل على الارث الكبير الذي تركه مونديال 2022 والذي لا يزال يواصل عطاءه الى الآن ولأجيال المستقبل، من خلال الملاعب العالمية التي أقيمت على احدث المواصفات والتي وصل عددها الى 8 ملاعب هى لوسيل وخليفة والثمامة والجنوب والبيت و974 والمدينة التعليمية والريان.
في الماضي كان النشاط الكروي القطري لا يتعدى من 6 الى 7 أشهر فقط. بسبب درجة الحرارة العالية التي كانت تجبر الكرة القطرية على بدء موسمها في وقت متأخر من العام والانتهاء في وقت مبكر لتفادي الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية. اما الآن فالنشاط والموسم الكروي أصبح ينطلق مبكرا وفي شهر اغسطس وسط الحرارة العالية غير المحتملة. وأصبح يمتد الى مايو والى يونيو. والفضل في ذلك لمونديال 2022 وللفكرة القطرية العبقرية بتبريد الملاعب الكروية والتي لم يسبق لها مثيل في العالم.
بل اصبحت اقامة المباريات في عز الصيف متعة قطرية غير موجود في اي دولة خليجية. ولعل ارقام الحضور الجماهيري في اولى مباريات الموسم الماضي الذي انطلق 16 أغسطس 2023 أكبر دليل على ذلك.
ومن هنا انتهى عصر الراحة الاجبارية للاعبين ولأنديتها والتي كانت تصل الى 4او 5 أشهر وهو امر لا يحدث في العالم. واصبحت الاجازة كمعظم الدول المتقدمة لا تزيد عن شهرين ان لم يكن اقل وهو امر انعكس ايجابيا فنيا وبدنيا على دورينا، وانعكس أكثر وأكثر على اللاعبين الدولبين الذين لم يحترف الكثير منهم، ومع ذلك حققوا أعظم انجازات الكرة القطرية بالفوز بكأس اسيا مرتين متتاليتين وهو انجاز لم تحققه الا فرق العمالقة في القارة.
استضافة البطولات
الإرث المونديالي لم يتوقف عند حد النشاط المحلي، لكنه امتد أيضا الى النشاط العالمي، بعد ان أصبحت قطر مقصدا لاستضافة وتنظيم البطولات العالمية، وقبل انطلاق المونديال استضافت قطر بطولة العالم للأندية مرتين متتاليتين، واستضافة بطولة كأس العرب بمشاركة 16 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة والتي أقيمت أيضا للمرة الأولى تحت مظلة الفيفا.
ولأن ارث مونديال 2022 لا يزال مستمرا، فقد استمرت استضافة قطر لأكبر ولأهم البطولات خاصة القارية، وللمرة الأولى في تاريخ اسيا تستضيف دولة كأس اسيا للرجال 3 مرات وفي نفس الوقت كانت المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة كأس اسيا للرجال البطولة الأولى في القارة، وبطولة اسيا تحت 23 سنة ثاني اهم بطولات الاتحاد الاسيوي، وهو ما حدث في قطر عندما استضافت كأس اسيا للرجال 2023، ثم كأس اسيا 2024
كما ان قطر سوف تستضيف مستقبلا بطولة كأس العرب للنسخ الثلاث القادمة في 2025 و2029 و2033 وهو أيضا حدث إقليمي ودولي مهم خاصة بعد نجاح النسخة السابقة بالدوحة.
مونديال الناشئين
لكن اهم ما كسبته قطر من الإرث المونديالي، هذا الحدث العالمي الكبير المتمثل في استضافة قطر لمونديال الناشئين تحت 17 سنة 5 نسخ متتالية من 2025 الى 2029، ولم يحدث ان استضافة دولة كأس العالم لأي فئة سنية 5 نسخ متتالية.
الأهم من كل ذلك ان قطر ستكون اول دولة في العالم تنظيم كأس عالم لأي فئة سنية بمشاركة 48 منتخبا اعتبارا من 2025، لتسبق بذلك كل دول العالم، وتسبق أمريكا وكندا والمكسيك التي تستضيف اول مونديال للرجال بمشاركة 48 منتخبا في عام 2026.
كل هذه الإنجازات سواء على المستوى المحلي او على المستوى التنظيمي العالمي والقاري والإقليمي والدولي، لولا ارث مونديال 2022 الذي أكد على ان استضافة قطر له لم يكن مجرد امر ترفيهي بل مشروع عالمي سوف يواصل انعكاساته الإيجابية على قطر التي باتت هي الرائدة في الشرق الأوسط في التنظيم والاستضافة وفي التطور الكروي والرياضي.