المرحلة الثانية من تخفيف القيود تبدأ اليوم.. «العرب» ترصد: تفاؤل بنجاح تطويق «كوفيد - 19» وتحذيرات من «العودة للخلف»

alarab
تحقيقات 18 يونيو 2021 , 12:25ص
هبة فتحي

تزامناً مع انطلاق المرحلة الثانية من الرفع التدريجي للقيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا «كوفيد - 19»، أعرب مواطنون ومقيمون عن أملهم في أن تواصل المراحل المقبلة تخفيف الإجراءات الاحترازية، وفقاً للمخطط الزمني لها حتى تعود الحياة إلى طبيعتها بانحسار الوباء.
وحذروا من الاستهتار بالالتزام بالتدابير الوقائية حتى لا نعود إلى المربع صفر، خاصة في ظل تحور الوباء، وظهور سلالات أشد ضراوة، لافتين إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية بالدولة ساهمت في كبح الوباء، والسيطرة عليه حتى الآن.
ويتم اتخاذ قرار الانتقال من مرحلة إلى أخرى بناء على معطيات جديدة أخف وطأة تضمن استمرار الالتزام، مع الحفاظ على مكاسب المراحل السابقة، وزيادة الوعي، ورفع جاهزية الجهات التي تستقبل الجمهور، حتى لا تحدث انتكاسة أو تهاون من أي طرف. ومع رفع القيود، وزيادة عدد الأشخاص الذين تلقوا التطعيم المضاد لفيروس كورونا، طالب البعض بأن يُسمح لعدة فئات منها كبار السن، على سبيل المثال، بعدم ارتداء الكمامة طالما تلقوا التطعيم نظراً لطول المدة التي يتواجدون فيها في الأماكن المفتوحة، وبالتالي التسهيل على هذه الفئة بالتحديد، إضافة إلى استثناء الأشخاص الذين تلقوا التطعيم أو الذين أُصيبوا بالفعل بفيروس كورونا وتم شفاؤهم. 

هشام كمال: الوعي المجتمعي يتزايد.. وتغريم المخالفين إيجابي 

أعرب هشام كمال عن ارتياحه للانتقال إلى المرحلة الثانية من رفع القيود، وفق المخطط الزمني لها وقال: «إن هذا الأمر إيجابي، ويكشف عن أن الأمور تمضي في مسارها الصحيح، ويكون من الجيد، تخفيف القيود بصورة أكبر عن فئة الأشخاص الذين تلقوا التطعيم ضد فيروس كورونا، حتى يشعر المجتمع بأن للتطعيم أثراً واقعياً وحقيقياً على الأرض، ويكون بمثابة بادرة أمل وحماس للأشخاص الذين ما زالوا يشعرون بتخوف منه، وبالتالي تبدأ الحياة بالعودة لطبيعتها قبل الوباء. 
وأكد أن المجتمع أصبح أكثر وعياً وتجاوباً مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، خاصة بعد مرور قرابة العامين من فترة بداية الوباء، وبالتالي أصبح الأمر أشبه بالروتين اليومي مقارنة بالفترات الأولى التي كان من الصعب فيها التكيف والتعامل مع الحياة، بعد انتشار الوباء.
وشدد على أهمية التزام المجتمع، وتوقيع الغرامات المالية في حالة عدم التزام البعض، خاصة في ظل ظهور تحورات جديدة للفيروس قادمة من عدة بلدان، وبالتالي لا بد من الاستمرارية في الالتزام، وعدم التهاون أو الاستهتار حسب وصفه. 
كما أعرب عن ارتياحه بعد تلقيه التطعيم، وقال: «شعرت براحة كبيرة بعد الانتهاء من جرعتي لقاح فايزر، خاصة في ظل التأكيد بأنه يحمي بنسبة معقولة من الإصابة بالفيروس، وفي حال تمت الإصابة لا قدر الله فإن الأعراض لن تتساوى في شدتها مع الذين لم يتلقوا اللقاح». 

خولة مرتضوي: التوعية المستمرة تقي من المخاطر

أكدت خولة مرتضوي، رئيس قسم الإعلام والنشر في جامعة قطر، أهمية الالتزام بالمسؤولية المجتمعية، في مكافحة تفشي فيروس «كوفيد - 19»، فإحساس الجميع بأن لهم دوراً وقائياً وعلاجياً وتوعوياً هو الطريق إلى العلاج الواقي بإذن الله من أي خطر أو تهديد إصابة.
وقالت: «إن هذه المسؤولية الفرديَّة والجماعيَّة، من شأنِها أن تخدم جهود الدولة ومؤسساتها المختلفة لمواجهة الوباء، فمن دون دعم إيجابي من كافَّة شرائح المجتمع، تكون هذه الإرشادات الاحترازية والوقائية والإجراءات البديلة لسيرورة الحياة كُلها شكلاً (عقيماً) من أشكال المواجهة.
وأكدت أهمية تلقي المعلومات من مصادرها الصحيحة، فمع وجود هذا الوباء، يوجد ما يمكن وصفه بالوباء المعلوماتي حول العالم، يُقدَّم معلومات مغلوطة وشائعات وأخباراً مجهولة المصدر، هدفُها الأساسي بث الذعر والخوف في النفوس، ولا شك أن بث وتدوير هذه المعلومات يُعدّ إضعافاً للأفراد والمجتمعات، وهذا أمر آخر علينا أن نعي ضرره وأن نكافحَه بكافَّة الطرق.
وأضافت مرتضوي: «إنَّ استهتار البعض، في هذه المرحلة الحساسة، بالإجراءات الاحترازية التي فرضتها الجهات في الدولة لمكافحة الوباء؛ كفيل بأن يعيدنا جميعاً إلى المربع الأول، وبكل سهولة، وهذا ما شهدناه يتكرّر في المرات السابقة».
وأعربت عن اعتقادها بأن الدور الفردي مهم، كل في محيطه، للتوعية باتباع الإجراءات الوقائية، داعية إلى عدم التساهل مع المستهترين في اتباع التدابير الوقائية إطلاقاً، لكونهم يُجرمون بحق المجتمع، وحق أنفسهم بالأصالة دون أدني وعي أو تعقُّل».

سالي محمد: الاستفادة ضرورية من التجارب المأساوية 
قالت سالي محمد: «إن قطر أصبحت من الدول التي تشهد عدد إصابات قليلة، ولله الحمد، مقارنة بعدة دول مجاورة، وهذا يعود للقيود التي فرضتها الدولة على المجتمع، وتؤتي ثمارها الآن».
وأشادت بتوفير لقاحات للمواطنين والمقيمين على حد سواء، معتبرة أن الالتزام في كل مرحلة سوف يجعل المراحل الأخرى تسير بالمستوى المطلوب، وهو ما قد يكون مؤشراً على عودة الحياة بشكل أسرع، بينما تكاسل أو تهاون البعض سيأتي بنتائج عكسية، وهو ما لا يتمناه أي فرد في المجتمع، خاصة مع الاطلاع على تجارب بعض الدول التي تبدو مأساوية، مثل الهند وغيرها، وبالتالي لا بد أن تكون تجارب الدول أمام أعين الجميع من باب العظة.  وتابعت: «على الرغم من أنني تلقيت اللقاح، ولكن هذا لم يؤثر على أي من إجراءات السلامة التي اتّبعها منذ بداية الأزمة، نظراً لأن لدي طفلة صغيرة وأخشى عليها، وبالتالي التزامي ليس لشخصي، فالكل ملتزم». 

عايدة المعداوي: الإجراءات أنهت مخاوفي.. ورعاية كاملة لـ «كبار السن» 
وتحدثت عايدة المعداوي مقيمة بالدوحة قائلة: «شعرت في بداية الوباء بالقلق، خاصة في ظل التحذيرات المشددة لفئة كبار السن وأنا واحدة منهم، لكن الإجراءات الاحترازية المشددة كانت بمثابة صمام الأمان لي، ولكل فئة كبار السن، مع استمرارية الإعلانات التوعوية والإرشادية في وسائل الإعلام المختلفة للشباب بضرورة الالتزام، خوفاً على كبار السن ممن لديهم الأمراض المزمنة مثلي، وبالفعل قد كان التزمت ابنتي وحفيدتي بذلك».
وقالت: «إن الرفع التدريجي للقيود ضرورة مع التزام المواطنين والمقيمين بإجراءات السلامة، معبرة عن أملها في السماح لفئة كبار السن الذين تلقوا التطعيم بعدم ارتداء الكمامة لمدة طويلة، نظراً لعدم قدرتهم على تحملها، ورغبة منهم في الشعور بعودة الحياة لطبيعتها». 
وأشادت بمستوى الرعاية الصحية لكبار السن بالتحديد في ظل فترة الوباء، وقالت: «على الرغم من القيود، تعرّضت لوعكة صحية حصلت خلالها على مستوى عال من الرعاية والاهتمام، وأكدت أن الرفع التدريجي للقيود خطوة ضرورية لعودة الحياة، وأنها تعول بشكل كبير على وعي المجتمع والتزامه، وفقاً للنتائج السابقة في تعامله الفترة الماضية».