مثلت مشاركة طلاب المدارس الإعدادية والثانوية في المعسكر العلمي «STEM-FD» الذي نظمته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالتعاون مع النادي العلمي القطري واختتمت فعالياته أمس السبت، نقطة تحول في وعي العديد من الطلبة بمستقبلهم الأكاديمي ومساراتهم العلمية. وأكد طلاب مشاركون في المعسكر في تصريحات لـ»العرب»، أن المعسكر ساهم بشكل كبير في صقل مهاراتهم، وتوسيع مداركهم حول تخصصات دقيقة مثل البرمجة والهندسة، وذلك من خلال ورش عملية وتجارب ميدانية مكثفة، كان أبرزها تصميم وتصنيع أطراف صناعية ذكية باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، مضيفين أن المعسكر يدفعهم لاختيار مسارات تتوافق مع متطلبات المستقبل، خاصة في مجالات التكنولوجيا والهندسة الطبية.

وشهد المعسكر مشاركة 39 طالبا وطالبة من 30 مدرسة حكومية الذي استمر على مدار أسبوعين، ومن المقرر تكريم المشاركين في المعسكر يوم 20 أغسطس في مقر الوزارة.
وأكدت الأستاذة سارة عيسى آل شريم، مديرة إدارة المناهج ومصادر التعلم بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن المعسكر العلمي «STEM-FD» يُعد مشروعاً وطنياً طموحاً يجمع بين العلم والإبداع، ويجسد رؤية الوزارة في تمكين الطلبة من مهارات المستقبل، مشيرة إلى أن النسخة الرابعة من المعسكر عكست نضج المشروع وتحوله إلى منصة استراتيجية للتعلم والتطبيق.
وقالت آل شريم، خلال كلمتها «نفتخر بما قدمه طلبتنا من مشاريع تطبيقية مبتكرة، أبرزها تطوير تسعة نماذج لأطراف صناعية ذكية (الذراع)، في إنجاز يعكس قدرة الطلاب على تحويل المعرفة النظرية إلى حلول واقعية تخدم المجتمع».
وأضافت: «استثمارنا في العقول الشابة هو الاستثمار الحقيقي نحو بناء مجتمع قائم على المعرفة والابتكار والتنمية المستدامة، ونحن في الوزارة نعتز بجهود الطلاب، ونقدر دعم المدربين والمشرفين الذين كان لهم دور محوري في إنجاح المعسكر».
وأعلنت مشاركة عدد من الطلبة في معسكر علمي خارجي من المزمع تنظيمه في مدينة أكسفورد البريطانية خلال يوليو المقبل، مؤكدة أن الوزارة تواصل دعمها لمثل هذه المبادرات النوعية التي تساهم في إعداد أجيال متميزة علمياً وعملياً.
وأعربت الأستاذة فاطمة المهندي، مدير الشؤون الإدارية والمالية بالنادي العلمي القطري، عن فخرها بالشراكة المثمرة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في تنظيم النسخة الرابعة من المعسكر العلمي «STEM-FD»، مؤكدة أن هذا التعاون يمثل نموذجاً رائداً في توحيد الجهود الوطنية لخدمة الأجيال القادمة.
وقالت المهندي، في كلمتها خلال الحفل الختامي للمعسكر: «هذا البرنامج لم يكن مجرد تدريب تقني، بل بيئة تعليمية تفاعلية ألهمت طلابنا، ومنحتهم فرصة ثمينة لاكتساب مهارات المستقبل في مجالات العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، الرياضيات، والمالية الرقمية، إلى جانب تطوير قدراتهم في تصميم وتصنيع أطراف صناعية ذكية ومستدامة». وقال الأستاذ محمد عبدالرزاق أخصائي أول بوزارة التربية وأحد المشرفين على المعسكر في تصريح لـ»العرب»، إن المعسكر بدأ في 3 مايو حتى 17 مايو بهدف إشراك الطلاب في تصنيع أطراف صناعية ذكية من خلال دمج بين العلوم والرياضيات والتكنولوجيا وتدريب الطلاب عليها خلال المعسكر لإنتاج نماذج لأطراف صناعية، مؤكدا أن تلك النماذج نالت تقدير وإعجاب المحكمين.
وأضاف أن المعسكر شهد زيارة خارجية للطلاب المشاركين إلى قسم الأطراف الصناعية في مؤسسة حمد الطبية ورؤية عملية تصنيع الأطراف والالتقاء بأحد الحالات المرضية، مشيراً إلى أن عددا من الطلاب المشاركين سيتم اختيارهم للمشاركة في معسكر خارجي في مدينة أوكسفورد البريطانية.

محمد اليافعي: دور نوعي للنادي العلمي في رعاية المواهب

أكد الطالب محمد علي اليافعي من مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا أن مشاركته في معسكر «STEM-FD» العلمي ساهمت في تنمية مهاراته في البرمجة، والتصميم، والطباعة ثلاثية الأبعاد، إلى جانب تعلم أساليب عرض وشرح المشاريع التقنية. وقال اليافعي: «المعسكرات العلمية تزرع حب العلم والتكنولوجيا وتوجهنا نحو تخصصات تسهم في خدمة الدولة مستقبلاً». وأضاف أنه تعرف على المعسكر من خلال أحد أصدقائه الذين سبق له المشاركة فيه، مما شجعه على الترشح والانضمام إلى النسخة الحالية. وأعرب عن تقديره للدور الذي يؤديه النادي العلمي في اكتشاف ورعاية المواهب الطلابية.

جاسم المندني: آفاق هندسية جديدة

قال الطالب جاسم عيسى المندني من مدرسة حسان بن ثابت الثانوية للبنين، إن مشاركته في معسكر «STEM-FD» بالنادي العلمي شكلت تجربة نوعية مكنته من خوض مشروع تصميم طرف صناعي باستخدام تقنيات الكرتون والطباعة ثلاثية الأبعاد.
وأوضح أن المعسكر أتاح له تطبيقات عملية مهمة حول كيفية تصميم أدوات مساعدة للأشخاص مبتوري الأطراف، في خطوة تركت أثراً إنسانياً ومهنياً كبيراً لديه.
وأضاف المندني: «لم أكن أعرف الكثير عن التخصصات الهندسية قبل المعسكر، لكنها الآن أصبحت جزءاً من تخطيطي المستقبلي في الجامعة».

محمد العذبة: إذكاء الشغف تجاه التكنولوجيا

قال الطالب محمد عبدالرحمن العذبة من مدرسة أسامة بن زيد الإعدادية للبنين، إن مشاركته في المعسكر العلمي «STEM-FD» بالنادي العلمي أكسبته خبرات جديدة في مجالات البرمجة والروبوتات وتصنيع الأطراف الصناعية.  وأوضح أن المعسكر تضمن زيارة ميدانية إلى مركز الأطراف الصناعية بمؤسسة حمد الطبية، مما أتاح له الاطلاع عن قرب على التجارب الواقعية في هذا المجال.
وأضاف العذبة: «هذه التجربة زادت من شغفي بالتكنولوجيا، وساعدتني على تحديد مساري الدراسي نحو التخصص في الهندسة مستقبلاً». وأكد أن مثل هذه المعسكرات تسهم في تطوير مهارات الطلاب العلمية وتحفزهم على التفكير الابتكاري.

محمد المري: تعلمت أسس تصميم الأطراف الصناعية

أعرب الطالب محمد حمد المري من مدرسة الأحنف بن قيس الإعدادية للبنين عن سعادته بالمشاركة في معسكر «STEM-FD»، مؤكداً أن التجربة شكلت نقطة انطلاق مهمة له في عالم البرمجة والهندسة. وقال المري: «تعلمت خلال المعسكر الطرق العلمية لتصميم أطراف صناعية باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد، بهدف مساعدة الأشخاص مبتوري الأطراف، والترويج للفكرة عبر المؤسسات الخيرية».
وأضاف أن المعسكر ساعده على توسيع مداركه في مجالات التكنولوجيا، وفتح أمامه آفاقاً معرفية جديدة لم يكن على دراية بها من قبل، معرباً عن تطلعه لمزيد من الفرص المماثلة مستقبلاً.

خميس الهتمي: بيئة محفزة للتعلم

قال الطالب خميس نايف الهتمي من مدرسة أبو عبيدة الإعدادية للبنين، إن مشاركته في معسكر «STEM-FD» العلمي ساعدته على اكتشاف ميوله وتحديد مساره الأكاديمي نحو التخصص في المجال العلمي مستقبلاً. وأضاف أن المعسكر، وهو الأول الذي يشارك فيه، وفر له بيئة محفزة ومتكاملة للتعلم العملي، وفتح له الباب للاطلاع على تخصصات جديدة في مجالات التكنولوجيا والهندسة. وأكد الهتمي أن هذه التجربة كانت بمثابة نقطة تحول مهمة، دفعت به إلى التفكير الجاد في تعزيز مشاركته بالأنشطة والمعسكرات العلمية القادمة.