جاسم عباس: عيد الفطر من المواسم المميزة.. ونشاط كبير في المبيعات
نبيل العمودي: وجهة السياحة والترفيه الأفضل للمقيمين من العائلات
نبيل أمين: تنوع ثري يجعل السوق مقصداً رئيسياً للراغبين في التسوق
محمد الجوهر: نشاط في الإقبال على شراء كافة الاحتياجات بالسوق
مظهر الخزاعي: نوعيات مختلفة من العود الأصلي من الهند وماليزيا
لا تزال المحلات التجارية والتراثية المتجاورة في سوق واقف، تحتفظ برونقها وجاذبيتها رغم الإغلاقات الجزئية والإجراءات الاحترازية وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي..
هنا حيث تلتقي عشرات الوجوه الملونة بالثقافات المختلفة.. تتآلف الملامح في مشهد واحد ممتلئ بالحركة والبركة.. حيث يُلفت حسن المعاملة وسماحة الباعة انتباه الزائرين إلى جانب غنى المعروضات وتنوعها واعتدال الأسعار.. قياساً بأسعار الأماكن السياحية الأخرى في دولة قطر.
بعض الزائرين لم ينقطعوا عن زيارته منذ عشرات السنين.. تجذبهم محلات الأقمشة والعطارة والتوابل.. رغم «توافر» البدائل..
وحال ما يتوغل الزائر في الأزقة المتعرجة والممرات الملتوية، تتدافع إلى أنفه رائحة الزعفران الأصلي وطيب العود العربي ذائع الصيت..
ركود الصيف
وأكد عدد من أصحاب المحال التجارية والزبائن زيادة حركة البيع خلال أيام العيد مع تزايد إقبال المواطنين والمقيمين على المحال.. لافتين إلى أن الأجواء التراثية الهادئة تستقطب العديد من الزائرين بمن فيهم الأجانب إلى جانب العديد من المواطنين والمقيمين، ما ساهم في زيادة معدل المبيعات وجذب الزوار بنسبة كبيرة تعوض فترة الركود التي تميز أشهر الصيف الحار.
وقال نبيل أمين، مشرف بأحد المحلات: إن سوق واقف هو أحد الأماكن المهمة في دولة قطر التي يستمتع الناس بها خلال زيارتهم والتجول فيه خلال أيام العيد، وأكد تأثير الجائحة على حركة السوق طوال الفترة الماضية، وأن السوق ظل إحدى الوجهات المفضلة للعائلات والزائرين الأجانب؛ وذلك لما يتميز به من مقاهٍ تراثية ذات أجواء مميزة تناسب الزائرين والعائلات، فضلاً عن محلات العطارة والمطاعم الحديثة، مشيراً إلى أن هذا التنوع في محلات السوق ينعش السياحة الداخلية، وهم يسعون دائماً من أجل الارتقاء للأفضل من خلال تقديم أجود الخدمات لزبائن السوق.
التفاصيل اليومية
ويقول محمد الذي يعمل في أحد محلات الخزف: إن الزبائن الأجانب من المقيمين الذين يحبون استكشاف التفاصيل المحلية، ويحبون التسوق عليهم أن لا يفوتوا زيارة «سوق واقف»، لا سيما الحرف اليدوية مع عشرات المحال التراثية والمقاهي الشعبية، مؤكداً أن الناس لم ينقطعوا عن زيارة السوق طوال أيام عيد الفطر المبارك وقبله شهر رمضان، باعتباره واحداً من أجمل الأسواق المفتوحة والمغلقة في آن واحد، وأحد أهم المعالم السياحية والمرافق التجارية الهادئة في الدوحة وأكثرها جذباً للزائرين.
وأضاف أن ممارسة الحرف التقليدية بأيدي محلية أصبحت نادرة جداً، وسوق واقف هو الذي حماها من الاندثار، خصوصاً أن إتقان الحرف اليدوية والمهن التقليدية لا يتم اكتسابه في المدارس والجامعات، بل يورث من الآباء والأجداد.
وأشار إلى أن أكثر الشباب القطري لا يفضل هذه الحرف والمهن اليدوية؛ لأن أغلبهم اتجهوا إلى الهندسة والحاسوب والإدارة والبزنس.
العود
وأكد مظهر الخزاعي بائع بأحد المحلات أنهم دائماً ما يستعدون لمواسم الأعياد بتوفير نوعيات مختلفة من العود الأصلي الذي يستخدمه المواطنون في منازلهم ومجالسهم، والذي يتم جلبه من الهند وميانمار وماليزيا، لافتاً إلى أن الأسعار لم تشهد أي زيادة خلال شهر رمضان أو العيد، حيث يُباع العود البورمي والذي يعد أغلى الأنواع بسعر 350 ريالاً، والكلاكاسي الهندي بـ 200، والموروي الهندي بـ 150 ريالاً، وأخيراً الماليزي بـ 100 ريال للتولة.
فضاء الذكريات
ويرى حسن إبراهيم أن سوق واقف فضاء جميل مليء بالذكريات والحكايات البسيطة، كما يعزز التواصل والترابط من خلال اللقاءات اليومية، وهو ملاذ الكثير من الناس، ويحتضن الكثير من أصحاب المهن البسيطة والبضائع التراثية الجميلة، وأشار إلى أن السوق كان أكثر بساطة وأقل صخباً، وطاله العمران الحديث فامتلأ بالمطاعم وفنادق الخمس نجوم وحفلات الطرب، خاصة قبل الإجراءات المرتبطة بجائحة كورونا.. معتبراً أن كبار السن من أصحاب المحلات القديمة لا يشتغلون في السوق بقدر ما «يعيشون» فيه منذ أكثر من 50 عاماً، ولا أحد من هؤلاء التجار يستغني عن ألفة هذه الجدران العتيقة وألفة الزبائن.
واجهة سياحية
أما نبيل العمودي فيقول: إن سوق واقف في الدوحة يشبه خان الخليلي في القاهرة وسوق الحميدية في دمشق، ويعتبر مكاناً للتراث القطري وواجهة سياحية ومقصداً تراثياً وسط التنمية العمرانية السريعة التي تزخر بها الدوحة. أما في شهر رمضان فإن سوق واقف له نكهة رائعة، خاصة لدى المواطنين والمقيمين، حيث تتوافر فيه الأكلات الشعبية التقليدية، وكذلك يلتقي فيه الأصدقاء للتسامر في المطاعم أو المقاهي المنتشرة في أرجاء السوق. منوهاً بأن العديد من السائحين بمن فيهم من دول الجوار يتوافدون خلال فترة الأعياد، خاصة أن إدارة السوق توفر فعاليات متنوعة لجذب أكبر عدد ممكن للجماهير حسب ثقافاتهم وأذواقهم.
العمارة التراثية
فيما قال دانيش ريزفي الذي كان يبحث عن أحد محال العطارة: إن إغلاق العديد من المحال التجارية في السوق أضاع عليه فرصة استكشافها، خاصة أنه يحب التجول في الأماكن السياحية خلال النهار؛ وذلك لرؤية معالمها جيداً، مؤكداً أن المحال التراثية المنتشرة في أكثر من مكان ضمن سوق واقف أعجبته كثيراً من حيث البساطة، وقد شكلت له قطر محطة مهمة للتعرف إلى أفضل النماذج عن العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، بحسب ما قرأه في الصحف كما لمسه على أرض الواقع.
وأكد أن المقاهي الشعبية المكشوفة والمحال التراثية الصغيرة في السوق تجذبه بساطتها رغم المولات الكبيرة ومقاهي الكوفي شوب ذات العلامات التجارية المعروفة العاملة في الدوحة.
رواج المبيعات
من جهته، أكد جاسم عباس أن المحلات التجارية في السوق كانت طوال أيام شهر رمضان المبارك والعيد تشهد نشاطاً في حركة البيع؛ نظراً لزيادة الإقبال من جانب المواطنين والمقيمين، وقال: «إن السوق كان يشهد إقبالاً مضاعفاً قبل الجائحة خاصة طوال أيام العيد؛ نظراً لاستضافة السوق عدة فعاليات مرتبطة بالمناسبة في السابق.
وأكد حسين فضل أن محلات الحلويات والمكسرات تصدرت حركة البيع طوال الأيام الماضية في ظل زيادة الإقبال من المواطنين والمقيمين وارتفاع نسبة رواد السوق، حيث تراوح سعر كيلو الشيكولاتة ما بين 80 و300 ريال حسب النوع والجودة ، أما المكسرات فتتفاوت بين 60 و280 ريالاً، وهناك الحلوى القطرية والرهش تتراوح بين 90 و200 ريال، وأشار إلى أنهم قاموا باستيراد مستلزمات محلاتهم من عدة دول، من بينها لبنان وتركيا وإيران والهند وأميركا، الأمر الذي ساهم في تعدد الخيارات والبدائل أمام الزبائن.
محلات التراث
وقال محمد الجوهر، مشرف مبيعات بأحد محلات سوق واقف، أن حركة البيع كانت تشهد انتعاشاً كبيراً خلال المهرجانات والفعاليات بفترة ما بعد الجائحة، خصوصاً مع تزايد إقبال المواطنين والمقيمين على السوق خلال فترة الأعياد، وزيادة عدد السياح الذين كانوا يزورون الدوحة بشكل عام.. لافتاً إلى أن العديد من رواد السوق الأجانب يرغبون في اقتناء السيوف العربية القديمة.
نوعيات مختلفة من الأقمشة
وقال بدر العلي إن أصحاب محلات بيع الأقمشة وفروا مختلف النوعيات من الأقمشة البيضاء اليابانية المفضلة لدى المواطنين، والتي يصنعون منها الثياب الرسمية، حيث يوفرون نوعيات مختلفة وأبرزها اللكزس والشكيبو والتيوبو، لافتين إلى أن المواطنين يفضلون شراء طاقة كاملة من القماش والتي تصنع 6 أو 7 ثياب على حسب الحجم، وتباع طاقة اللكزس بـ 350 ريالاً، والشكيبو بـ 450 ريالاً والتيوبو بـ 600 ريال.
وجهة أساسية
ويمثل سوق واقف أحد أكثر الأماكن التراثية ارتباطاً بالماضي الأصيل؛ لما له من خصوصية في أجوائه معالمه ومحلاته التي حافظت على موروث الخليج الجميل من الزوال، بما فيها محلات الفضة، وأدوات الصيد، ومجسمات السفن وأدوات التراث العربي القديم بشكل عام، ولا سيما أدوات استخراج اللؤلؤ من المحار التي برع فيها الأجداد، وكانت مصدر رزق العديد من الأسر في قطر والخليج العربي.
يذكر أن السوق في الماضي كان يضم مخازن كبرى للمواد التموينية، ومواد البناء، وكانت تخدم التجار الكبار -تجار الجملة- جنباً إلى جنب مع أصحاب البسطات الصغيرة التي ينصبها الباعة الصغار في الهواء الطلق، قرب الدكاكين التي يعرضون فيها المصنوعات اليدوية والحرف التقليدية مثل الخياطة، وصناعة الخوص والنجارة. وعندما كانت الدوحة قرية صغيرة مشطورة نصفين، شرقي وغربي يتوزعان على وادي «مشيرب» الذي حفرته السيول المنحدرة باتجاه البحر، كان الباعة يجتمعون على ضفاف الوادي لعرض البضائع، واقفين، لتعذر الجلوس على الحواف؛ نظراً لضيق المكان؛ لهذا سمي بـ«سوق واقف».