المونيتور: أبو تريكة ربما يصبح أيقونة ثورة مقبلة في مصر

alarab
حول العالم 18 مايو 2015 , 02:04م
وكالات
قال موقع "المونيتور" الأمريكي إن هناك ثورة إلكترونيّة عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، بعد إصدار قرار بالتحفّظ على أموال نجم الكرة المصرية الشهير محمّد أبو تريكة، بتهمة انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين، ممّا جعل قطاعات شعبيّة عريضة - بما فيها من يؤيّد ثورة 30 من يونيو - التّضامن والتّعاطف مع اللاعب.

وأضاف الموقع أن أبو تريكة يحظى بشعبيّة جارفة في قلوب المصريين والعرب، ليس فقط لموهبته الكرويّة الفذّة، بل لأخلاقه الحميدة ومواقفه الإنسانيّة الرّائعة.

وأشار إلى أن هذا المشهد غير المسبوق من التّعاطف مع اللاعب على مستويات عدّة خارجيّة وداخليّة، ومن الاهتمام الإعلاميّ على المستويين العالميّ والمحليّ، أعاد إلى الأذهان حال التعاطف مع حالات تسبّبت في ثورات، مثل البوعزيزي في تونس، وخالد سعيد في مصر، وقد اختلفت قضيّة كلّ منهما، لكن
العامل المشترك بينهما تعاطف الناس معهما لشعورهم بأنّهما تعرّضا للظلم، ويتطابق التّعاطف والحشد مع قضيّة أبو تريكة.

ونقل "المونيتور" عن ياسر القاضي - الأمين العام لاتحاد نواب مصر - قوله ساخرًا: "يجب إضافة خانة في بطاقة الرقم القومي المصرية تخص الأيديولوجيات، حتى يتمكّن المواطنون من معرفة توجّهات الأشخاص الفكرية لدى قيامهم بعمليات شراء أو بيع، أو الدخول في مشاريع زواج، ولا يتعرضون بعد ذلك لمشاكل قد تؤدي إلى ضياع أموالهم"، لافتًا النظر إلى أنّ اتّحاد نوّاب مصر رفض ما يحدث مع أبو تريكة، وأصدر بيانًا جاء فيه أنّ خطر الاستبداد على المجتمع ليس أقلّ من خطر الإرهاب، وأنّ تعامل الدولة مع أبنائها بطريقة انتقاميّة سيتسبّب في عواقب وخيمة على الوطن.

وأضاف القاضي: "الغضب الشعبي العارم يعود إلى أن ملايين الأسر المصرية البسيطة - التي لا علاقة لها بالسياسة - ترى في أبو تريكة القدوة الحسنة، وتتمنّى أن يصبح أبناؤها مثله. ولقد شعرت تلك الأسر أنّ أحد أبنائها تعرّض للظلم، فضلاً عن مشجّعي الرّياضة في مصر عمومًا، وروابط الألتراس خصوصًا، الّذي لطالما أدخل أبو تريكة البهجة والسرور إليها".

ولفت النظر إلى أنّ ما تقوم به الدولة الآن يقدّم أكبر دعم لوجستيّ إلى جماعة الإخوان المسلمين، عن طريق إكسابها المزيد من المتعاطفين داخليّاً وخارجيّاً.

ومن جهتها قالت لـ"المونيتور" الدّكتورة ليلي سويف - وهي الأستاذة الجامعيّة والنّاشطة السياسيّة الّتي يطلَق عليها أمّ المناضلين، إذ إنّ أبناءها الثلاثة في السجون المصريّة حاليًّا على خلفيّة قضايا سياسيّة -: "يتعامل الناس مع قضيّة أبو تريكة للمرّة الأولى، منذ فترة طويلة، بعيدًا عن الاستقطاب الحادّ الموجود حاليًا، فالناس من تيّارات سياسيّة مختلفة لا يتعاملون مع أبو تريكة على أنّه من الإخوان، إنّما على أنّه رمز للإنسانيّة بمواقفه المتعدّدة، وآخرها إنفاقه أمواله على أسر مساجين أوقفوا على
خلفيّة قضايا سياسيّة، ولا مصدر دخل لها".

وأشارت سويف إلى أنّ ما يحدث يدلّ على أنّ القيّمين الآن على السلطة في مصر والقريبين منهم منفصلون عن القيم العامّة في المجتمع، وأنّ استخدام الإعلام الموالي للسلطة في توجيه الشتائم لأبو تريكة ومعايرته بأصوله الفقيرة في بلد 40 في المئة من مواطنيه تحت خطّ الفقر، جعل المواطنين يرَوْنَ الدولة تعاقب شخصًا يشعرون بأنّه منهم، خاصة أنّ الشعب لم يقتنع بمبرّرات لجنة التحفّظ على أموال الإخوان في قضيّة أبو تريكة، لأنّها كلّها اتّهامات مرسلة دون أدلّة.