الأطراف اليمنية تتفاوض اليوم في الكويت وسط مواقف متباينة
حول العالم
18 أبريل 2016 , 10:24ص
قنا
من المقرر أن تبدأ الأطراف اليمنية ممثلة بالحكومة الشرعية من جهة وجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الانقلابية من جهة أخرى اليوم بدولة الكويت جولة جديدة من المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة.
وتهدف المفاوضات إلى إيجاد حل للأزمة اليمنية، وإيقاف رحى الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي وصالح منذ أكثر من عام، وأسفرت عن مقتل ما يزيد على ستة آلاف مدني وإصابة عشرات الآلاف، إضافة إلى نزوح أكثر من مليوني يمني داخليا بحسب إحصائيات نشرتها منظمات تابعة للأمم المتحدة في وقت سابق.
ويأمل اليمنيون أن تعيد المفاوضات المرتقبة الاستقرار والسلام إلى البلاد، بعد أن أدخلتها جماعة الحوثي وصالح دوامة العنف بانقلابها على السلطة الشرعية منذ اقتحامها العاصمة صنعاء واحتلالها مؤسسات الدولة في الـ 21 من شهر سبتمبر 2014.
وأبدت الحكومة اليمنية في أكثر من مناسبة خلال الأيام الماضية مواقف إيجابية حيال إنجاح المفاوضات، وتمسكها بالحلول السلمية للأزمة الراهنة، حيث أكد رئيس الوزراء الدكتور أحمد بن دغر في تصريح صحافي الأسبوع الماضي أن حكومته حريصة على المضي قدما في مسار السلام بصورة جادة ونوايا صادقة، في حال أبدى الطرف الآخر مواقف إيجابية تجاه المفاوضات وتطبيق القرار الأممي 2216.
وتبدو مواقف جماعة الحوثي وصالح حيال إنجاح المفاوضات متذبذبة رغم موافقتها على المشاركة فيها، ففي حين أعلن محمد عبد السلام الناطق الرسمي لجماعة الحوثي في تصريح له يوم أمس الأول حرص جماعته على إنجاح مفاوضات الكويت وأن المحادثات التي جرت بين جماعته والحكومة السعودية في وقت سابق حققت نتائج جيدة وستكون مفتاحا لحل الأزمة القائمة، وتأكيده استعداد جماعته لتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة كما هو مثبت في نتائج الحوار الوطني، كشف مصدر في الحكومة اليمنية في تصريح صحافي يوم أمس عن شروط جديدة طرحتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية لتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وقال إن الشروط الجديدة للميليشيات قد تعيد التسوية السياسية في اليمن إلى المربع الأول حيث تريد العودة بالعملية السياسية في اليمن إلى ما قبل الحوار السياسي.
وأضاف أن جماعة الحوثي والمخلوع صالح قدمت ملاحظاتها على مسودة قضايا جلسة المفاوضات التي من المقرر أن تعقد اليوم في دولة الكويت ومن بين هذه الملاحظات اشتراطها نقل السلطة من الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي وعدم تسليم السلاح إلا بعد المجيء بشرعية الدولة، كما أنها لم تشر لمرجعيات التسوية السياسية اليمنية المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومقررات مؤتمر الحوار الوطني, والقرار الأممي 2216، كما أنها بدأت تتحدث عن اتفاق السلم والشراكة الذي لم يعد يحظى باعتراف الحكومة اليمنية الشرعية.
مواقف جماعة الحوثي وصالح المتناقضة كما في المشاورات السابقة عززت من مخاوف الأطراف المناوئة لها بما فيها المقاومة الشعبية وتشكيكها بمدى جدية الجماعة في القبول بحلول سلمية للأزمة والمساهمة في إنجاح المفاوضات عبر قبولها بتطبيق القرارات الأممية خاصة بعد استمرارها في ارتكاب خروقات للهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل العاشر من شهر إبريل الجاري كخطوة تمهيدية للمفاوضات.
في هذا الصدد أعلن مصدر في المقاومة الشعبية في محافظة تعز التي تشهد أعنف مواجهات مسلحة منذ أكثر من عام ترحيب المقاومة بالمفاوضات المقبلة وحرصها على الحلول السلمية ما لم تكن نوايا الميليشيات الانقلابية سيئة تجاه الحلول السلمية.
وعبر المصدر في تصريح صحافي عن مخاوف المقاومة الشعبية من مواقف جماعة الحوثي وصالح غير واضحة المعالم، كونها تتخذ من هذه المشاورات والمفاوضات فرصة للمناورات وكسب الوقت لإعادة ترتيب أوضاعها العسكرية فقط كما فعلت في فترات سابقة .. مؤكدا أن مواقف الجماعة المتذبذبة ستدفع المقاومة إلى التمسك أيضا بالعمل المسلح كخيار آخر حتى إنهاء الانقلاب وإعادة الاستقرار إلى المحافظة وكافة مناطق البلاد.
كما أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في وقت سابق أن المفاوضات المقبلة بين الأطراف اليمنية ستبحث في خمس نقاط أساسية هي الانسحاب من المدن، وتسليم السلاح، والترتيبات الأمنية، والحل السياسي، وإنشاء لجنة لتحرير السجناء والأسرى، على أن تشمل النقطة الرابعة المتعلقة بالحل السياسي استعادة الدولة سيطرتها على جميع مؤسساتها، إلى جانب استئناف الحوار السياسي في البلاد.
كما سترتكز المفاوضات على ثلاثة محددات هي : المبادرة الخليجية ، ونتائج الحوار الوطني الشامل، والقرارات الأممية ذات الصلة.
كانت مصادر سياسية يمنية قد أعلنت أن وفد الحكومة اليمنية برئاسة وزير خارجيتها عبدالملك المخلافي قد وصل إلى دولة الكويت، بينما وفد جماعة الحوثي تأخر عن الوصول في الموعد المحدد على أمل أن يصل صباح اليوم.
وتوقعت هذه المصادر أن يتم تأجيل الجلسة الافتتاحية للمفاوضات إلى مساء اليوم بسبب تأخر وفد جماعة الحوثي وصالح عن موعد الوصول رغم أن الترتيبات الخاصة للمفاوضات قد اكتملت يوم أمس حسبما أكدته اللجنة الفنية التابعة للأمم المتحدة.
ورغم المواقف المتباينة لجماعة الحوثي وصالح حيال مفاوضات الكويت .. فإن هناك توقعات تشير إلى أن الفرصة مواتية هذه المرة لخروج اليمن من أزمته أكثر من أي وقت مضى وبخلاف ما حدث خلال الجولتين السابقتين من المشاورات بين الأطراف اليمنية التي رعتها الأمم المتحدة في مدينتي جنيف وبازل بسويسرا.
م.ب