أصدر الكاتب الدكتور السيد أحمد برايا كتابه الجديد «الدواء والأعشاب بين الوهم والعلم» عن دار لوسيل للنشر والتوزيع، ويتناول الكتاب بالشرح والتفصيل عملية العلاج بالأعشاب وعلاقة ذلك بالدواء ومتى يلتقيان ومتى يفترقان، كما يوضح مدى علمية التداوي بالأعشاب ومدى خرافتها، حيث يقول الكاتب: إن الأمية العلمية صنو الخرافة والدجل، ومن آثارها خداع العامة وخسارة الوقت والمال، وأسوؤها زرع الأمل الكاذب والرجاء غير المتحقق، والتعلق بوهم خدّاع أنها تسلب الناس القدرة على الاختيار في القضايا الحياتية والسياسية الملحّة، فغياب الفكر النقدي يجعل الإنسان عرضة لأن يكون ريشة تتلاعب بها كل الرياح، وتقذف بها حيث تشاء، ويكون أخطر ما في الأمر الاحتكام إلى الجهل بدروبه المظلمة، وأروقته المضللة.
ويوضح د. برايا في هذا الكتاب أن كثيراً من العقاقير الأساسية في علم الصيدلة الحديث مستمد من علاجات شعبية تقليدية، فالأسبرين من شجرة الصفصاف، والمورفين من الخشخاش، والكينين من شجرة السنكونا، والإفدرين من الإفدرا، وهكذا. ويؤكد أن الكثير من الأدوية المفيدة الأخرى تنتظر من يستخلصها من المخزون الدوائي التقليدي الضخم، وأن شركات الأدوية تدعم حملات لصيادلة وعلماء إلى أماكن مثل غابات الأمازون وأفريقيا بحثاً عن علاجات تقليدية وفعّالة، لكن الثابت أن معظم الأعشاب التقليدية لم يتم اختبارها من حيث السلامة والفاعلية، ليظل التداوي بالأعشاب خليطاً غير منفصل عن العلاجات، بعضها آمن، وبعضها غير آمن، بعضها فعّال وبعضها خامل، ومنها مواد خطرة، ومن الصعب في أغلب الأحيان -إن لم يكن مستحيلاً- أن تحكم أي من هذه المنتجات ينتمي إلى أي من هذه التقسيمات.
ويشدد الكاتب على أن المبادئ والمناهج العلمية الحديثة ووسائل البحث العلمي المعتمدة، يجب أن تطبّق لفصل العقاقير العشبية الفعّالة، وعزل المكونات الفعالة عن غيرها من المكونات، ويقول: لم تعُد مشكلة التمييز بين العلم واللا علم ترفاً، بل قضية ملحّة توقف عملية إعادة تدوير الجهل والخرافة، حتى لا نصبح بائعي الأحلام على شواطئ الوهم.