قصص بطولية لأشخاص حاولوا منع مجزرة المسجدين في نيوزيلندا
موضوعات العدد الورقي
18 مارس 2019 , 02:03ص
وكالات
كشفت تفاصيل الهجوم الإرهابي على مسجدي مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا والذي راح ضحيته نحو 50 قتيلاً، العديد من المواقف المؤلمة، كما كشفت عن مواقف بطولية مثل موقف الأفغاني «عبد العزيز»، الذي أنقذ معظم رواد مسجد لينوود.
فمن بين القتلى طيب جراح قلب، وحارس منتخب فريق نيوزيلندا لكرة الصالات، وطفل، ومهندس طائرات، وصاحب محل للطعام السفري (تيك أواي) وطالب طيران.
كان الهجوم الذي نفذه الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت (28 عاماً)، يوم الجمعة أسوأ عملية إرهابية على الإطلاق، في تاريخ نيوزيلندا في وقت السلم.
وأقيم أمس الأحد مركز مؤقت لتقديم الدعم في مدرسة هاجلي كوليدج الواقعة على الطرف الآخر من حديقة أمام مسجد النور الذي سقط فيه أكثر من 40 قتيلاً.
وتوافد على المركز، وفقاً لـ «رويترز» سيل من أصدقاء الضحايا وأقاربهم. ودخلت إحدى السيدات ومعها شطائر وفلافل.
وصل مزمل باثان لتقديم تعازيه في صديقه عمران خان، الذي سقط قتيلاً في مسجد لينوود، وقال باثان إن خان المهاجر من حيدر آباد في الهند كان يمتلك مطعماً هندياً له شعبية كبيرة للطعام السفري، وافتتح مؤخراً محل قصاب.
أما عبد الفتاح، وهو مهندس كمبيوتر، كان في الخمسينيات من العمر، فقد قتل بالرصاص في مسجد النور، حسب ما قاله صديقه الناجي من المذبحة محمد الجباوي. وأضاف الجباوي أن عبد الفتاح كان من فلسطين، وهاجر إلى كرايست تشيرش من الكويت قبل 20 عاماً.
وكان من بين الضحايا أيضاً شيخ موسى الواعظ الصومالي الذي كان يعيش في كرايست تشيرش، وكان في أواخر السبعينيات من العمر.
وقالت شركة الطيران الوطنية «إير نيوزيلاند» إن مهندس صيانة الطائرات ليليك عبد الحميد كان من القتلى في مسجد النور.
وقال كريستوفر لوكسون، الرئيس التنفيذي للشركة في بيان: «كان ليليك عضواً له مكانته في فريق مهندسينا في كرايست تشيرش على مدار 16 عاماً، بل إنه تعرف على الفريق في وقت سابق عندما عمل مع مهندسي طائراتنا في وظيفة سابقة بالخارج».
وأصغر الضحايا في قائمة غير رسمية هو مقداد إبراهيم ابن الثلاثة أعوام. وقال صديق للأسرة إن مقداد ولد في نيوزيلندا لأبوين من الصومال.
أما حافظ موسى باتل فقد كان إمام مسجد لاوتوكا في فيجي. وكان يزور كرايست تشيرش مع مجموعة من مواطنيه لرؤية أصدقاء وأقارب، لكنه فقد حياته في مسجد النور.
أما عبد العزيز الأفغاني، فهو أحد الأبطال في هذه الجريمة، حيث أنقذ معظم رواد مسجد لينوود، بكرايست تشيرش.
واختار عبد العزيز أن يواجه الإرهابي بأي وسيلة كانت، فالتقط أول شيء وقعت عينه عليه وهو جهاز بطاقات ائتمان، وركض خارجًا باتجاهه وهو يصرخ «تعال إلى هنا». وتحول إلى بطل حقيقي بفضل شجاعته التي حالت دون سقوط مزيد من القتلى، بعد أن استطاع إخافة المسلح، واضطره للهرب بسيارته.
ويرى عبد العزيز -الذي بقي أبناؤه الأربعة وبقية المصلين داخل المسجد، في حين قام هو منفرداً بمواجهة القاتل- أن ما قام به هو تحديداً ما كان سيقوم به أي شخص آخر مكانه.