تنافس روسي إيراني متصاعد في سوريا
            
          
 
           
          
            
                 حول العالم 
                 18  مارس  2017 , 01:04ص  
            
            
           
          
            
              ا ف ب
            
           
            
          
            في شوارع مدينة حلب، التي باتت قوات النظام السوري تسيطر عليها كاملة، ترتفع صور رئيس النظام، وإلى جانبه فلاديمير بوتن، ما يؤشر إلى النفوذ المتصاعد لموسكو في سوريا، على الأرجح على حساب إيران، الحليف الآخر للنظام.  مع دخول الحرب في البلاد عامها السابع، تبرز المنافسة بين إيران وروسيا، بحسب ما يقول سياسيون سوريون وخبير روسي. وتدعم إيران النظام في سوريا منذ بدء الأزمة في العام 2011، اقتصادياً وسياسياً، وبالمعدات والسلاح والمقاتلين.
أما روسيا، وبرغم دفاعها منذ البداية عن رئيس النظام السوري، إلا أنها انتظرت حتى 30 سبتمبر 2015، لتتدخل عسكرياً عبر حملة جوية أعادت زمام المبادرة ميدانياً للقوات السورية على حساب الفصائل المعارضة والإسلامية.
ويقول نائب في ما يسمى بـ»مجلس الشعب» الموالي للأسد فضّل عدم الكشف عن اسمه، «إن كانت الدولتان تدعمان بشار، فإن استراتيجيتهما تختلف للانتصار في المعركة».
الاختلاف حول حلب
بعد تقاربها المفاجئ مع أنقرة في العام 2016، باتت موسكو تعتبر أن طريق النصر يمر عبر تسوية مع تركيا الداعمة للمعارضة، وصاحبة النفوذ في المنطقة الحدودية مع سوريا شمالاً. وترفض إيران في المقابل هذه المقاربة.
مع بروز هذا التقارب، تساءل موقع «تابناك» الإلكتروني الذي يديره محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، ما إذا كان إشراك تركيا في محاولات إنهاء الحرب في سوريا يمكن أن يشكل تهديداً لإيران؟!
إلا أن وزير الخارجية الإيراني أكّد في مقابلة مع قناة الميادين التلفزيونية «بالطبع كانت هناك دائماً مناطق صادفنا فيها وجهات نظر مختلفة حول مواضيع محددة، ولكن لم يكن هناك أي انقسام بين إيران وسوريا وروسيا حول المواضيع المهمة».  لكن بدا الاختلاف واضحاً بين الدولتين الداعمتين لدمشق خلال معركة قوات النظام السوري للسيطرة على كامل مدينة حلب في ديسمبر الماضي.
ويقول مصدر مقرَّب من النظام السوري في حلب إن إيران والمجموعات المسلحة المتحالفة معها، كانت تريد استسلاماً كاملاً للفصائل المعارضة المحاصرة في أحياء حلب الشرقية.
لكن خطة الروس كانت مغايرة، بحسب المصدر ذاته، إذ توصلوا إلى اتفاق مع الأتراك على إجلاء 34 ألف شخص من شرق حلب، الأمر الذي أثار غضب إيران وحزب الله اللبناني حليفها الأبرز. 
وحاولت إيران وحلفاؤها تأخير تنفيذ الاتفاق إلى أن حصلوا على مكسب في المقابل، وهو أن يتم بالتوازي إجلاء المدنيين المرضى والجرحى من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المعارضة في محافظة إدلب.
ويوضح ضابط سوري متقاعد موالي للأسد أن الاتفاق مع تركيا كان ضرورياً للسيطرة على حلب. فحتى الآن، وفي كل مرة تتقدم فيها القوات السورية على الأرض، تحاول أنقرة وضع عوائق، من خلال السماح بإدخال آلاف المقاتلين المعارضين إلى سوريا عبر حدودها.
ومن شأن فتح جبهة جديدة قرب الحدود التركية، وضد الفصائل المعارضة المدعومة من أنقرة، أن يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع تركيا، وهذا ليس أولوية لموسكو.
ومن المؤشرات الأخرى على تصاعد التنافس بين موسكو وطهران، زيادة عدد العسكريين الروس في سوريا. ويشير الخبير العسكري الروسي بافل فلغنهاور إلى أن الوجود الروسي في سوريا يزداد بسرعة، وقد تضاعف منذ الخريف عدد العسكريين، وسيبلغ قريباً عشرة آلاف.