حرفيو «واقف» يطالبون بترويج محالهم على مداخل السوق التراثية

alarab
اقتصاد 18 مارس 2017 , 12:01ص
هداب المومني
أجمع عدد من الحرفيين المختصين بـ صناعة المشغولات اليدوية في سوق واقف، على أن السوق تحتاج في كل عام إلى ضخ دماء جديدة بالمنتجات التي تعرضها المحلات للجمهور بغية الخروج من فخ الرتابة والتكرار الذي قد يؤثر على أدائها إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بالمواسم والقوة الشرائية، الأمر الذي يلزمها بطرح ابتكارات وتحديثات تشمل التصاميم والخامات والألوان علها تسهم في جذب الزبائن لاسيما بالفترات التي تشهد تراجعا في الطلب وهذا ما قام به هؤلاء مع حلول العام 2017.
وأكد الحرفيون لـ «العرب» أن المشغولات المبتكرة والمطورة نجحت في جذب مرتادي محالهم إليها رغم ارتفاع أسعارها في بعض الأحيان لتصل إلى آلاف الريالات، مشيرين إلى سعيهم الدائم للمحافظة على ثباتها بالرغم من تكلفة المواد الخام التي ازداد بعضها من بلاد المنشأ مؤخرا إلى نحو الضعف، لافتين إلى أن نسبة المبيعات منذ بداية 2017 وحتى الثلث الأول من فبراير سجلت قفزةً وصلت إلى أكثر من %90 بالتزامن مع فعاليات مهرجان الربيع التي شهدتها سوق واقف، حيث يرتادها السياح الخليجيون بوفرة بالإضافة إلى الأجانب لتعود إلى التراجع فور انتهائها وبقائها أقل من مستواها لنفس الفترة من العام 2016 رغم إشارتهم إلى أنها في كليهما أقل من معدلاتها في السنوات السابقة.

ترويج
وتمنى هؤلاء من إدارة السوق أن تساعد المحلات في الأوقات التي تعاني فيها من انخفاض الطلب على مشغولاتها عن طريق إضافة لوحات إعلانية وإرشادية لمركز الحرف اليدوية من بداية السوق التراثية ومداخلها على غرار تلك التي يتم وضعها للإعلان للترويج للفعاليات، إذ إن هناك قطاعا كبيرا من المواطنين أو المقيمين أو حتى الزوار ليس لديهم أدنى فكرة عنه، كما أن الكثير من مرتاديه يكتشفونه بمحض الصدفة، آملين في أن تساهم تلك الخطوة في إنعاش المحال في غياب المهرجانات والاحتفالات.
وكانت إدارة سوق واقف قد أعلنت في وقت سابق من شهر فبراير الماضي أن عدد زوار مهرجانات الربيع 2017 وصل لمئات الآلاف على مدار 15 يوما من أيام المهرجان، بما يفوق 35 ألف زائر يوميا، في حين تضاعفت الأعداد أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع لتصل إلى أكثر من 60 ألف زائر في اليوم الواحد منها كما أنه كان لافتا تزامنها هذا العام بالنسخة الأولى من مهرجان الدوحة للتسوق الأمر الذي ساهم في جذب أعداد غفيرة من الزوار.

المنصوري: الحقائب المحاكة يدوياً أضعاف ثمن نظيرتها التجارية
قال باسم المنصوري من محلات الباسم للحياكة: «نعمل في المشغولات المحاكة يدويا سواء الملابس النسائية أو الحقائب والمحافظ الصغيرة، والجديد في 2017 أننا نضيف على الأخيرة ميزة كتابة الأسماء على حسب الطلب بإضافة قطعة صغيرة من الجلد بلون مناسب يتم حفر الاسم عليها كما نضيف عليها بعض التطريزات الزاهية الألوان، ونحن الوحيدون الذين نعمل في هذه الحرفة في سوق واقف.
ولفت إلى أن المحافظ والحقائب المحاكة يدويا أغلى بأضعاف مقارنة بنظيرتها التجارية لما تتطلبه من وقت وجهد ودقة تبدأ أسعارها من 130 ريالا للواحدة منها، وأكثر من يفضلها هم السياح الأجانب سواء الأميركيون أو الأوروبيون فيما لا تجد رواجا كبيرا بين المواطنات أو الخليجيات، منوها بأن الفعاليات في سوق واقف خلال شهر يناير وأول فبراير قد وصلت أوجها في تلك الفترة ورغم ذلك بقيت دون معدلاتها في السنوات السابقة، في حين قد تراجعت فور انتهائها وخلال الفترة الراهنة إلى أكثر من %50.
وطالب المنصوري أن تعمل إدارة السوق على مساعدة المحلات في الأوقات التي تعاني فيها من انخفاض الطلب على مشغولاتها عن طريق إضافة لوحات إعلانية وإرشادية لمركز الحرف اليدوية من بداية السوق التراثية ومداخلها على غرار تلك التي يتم وضعها للإعلان عن بعض الفعاليات، إذ إن هناك قطاعا كبيرا من المواطنين أو المقيمين أو حتى الزوار ليس لديهم أدنى فكرة عنهم والكثير من مرتاديه يكتشفونه بالصدفة، لعلها تساهم في إنعاش المحال في غياب المهرجانات والاحتفالات.

فؤاد: نصنع العود والآلات الجلدية بـ«اليد»
قال علاء فؤاد من محلات الزبير لصناعة الآلات الموسيقية: «نصنع يدويا آلة العود والآلات الجلدية مثل الطبول والدفوف بشكل خاص وتكون على حسب الطلب كذلك، بالإضافة إلى تصليح وصيانة مختلف أنواع الآلات الوترية، ونحاول في كل عام نحاول إدخال عنصر جديد في صناعة العود من حيث الزخارف بغية جذب الزبائن أكثر وخاصة أولئك الباحثين عن التميز، إلا أننا لا نستطيع إضافة الكثير منها لأنه يجب أن يحافظ على شكله التقليدي».
وأوضح أن زبائن المحل تتنوع من مختلف الجنسيات ولا تقتصر على فئة معينة وذلك بسبب طبيعة المشغولات الموسيقية التي لا يشتريها غالبا إلا المتذوق والهاوي للعزف على هذه الآلات، لافتا إلى أن المبيعات لم تتحسن مع المهرجانات والفعاليات بل قلت وذلك بسبب تجنب رائدي المحل للازدحام الذي يعم السوق التراثية في تلك الفترة ثم تعود إلى طبيعتها فور انتهاء تلك الأنشطة، مؤكدا أن مبيعات المحل تسير بمعدلها الطبيعي خلال العام ولا تتغير بفعل المؤثرات الخارجية مثل باقي المحلات.

المليكي: نقدم صناديق جلدية مرصعة بالأحجار الكريمة
قال وهيب المليكي من محلات روبين للتحف والهدايا: «لدينا مشغولات يدوية ومجوهرات واكسسوارات وصناديق مكونة من الجلد ومرصعة جميعها بالأحجار الكريمة، وهناك بعض التصميمات الجديدة والخاصة بسنة 2017 بهدف جذب مزيد من الزبائن الذين يصابون بالضجر من البضاعة القديمة والمكررة وعلى رأسها الصناديق الجلدية المرصعة بالعقيق، بالإضافة إلى بعض الحلي والخواتم الفضية والأساور، وقد وجدت قبولا واسعا لدى الجمهور.
وأشار إلى أن أسعار تلك المشغولات تعد متوسطة وضمن نطاق المعقول لضمان كسب الزبائن بشكل مستمر، لافتا إلى أن الفعاليات والمهرجانات التي انتهت مؤخرا قد أنعشت السوق كاملة ولاسيما محلات الحرف اليدوية إذ ارتفع حجم المبيعات فيها إلى ما نسبته %90 تقريبا وغالبيتهم من السعودية، وبعد انتهاء الفعاليات قد انخفضت نحو %70 حيث كان الفرق شاسعا جدا، متوقعا أن يستمر الإقبال بنسق جيد خلال الأشهر القليلة المقبلة قبل عودة درجات الحرارة للارتفاع مع دخول فصل الصيف حيث تتراجع بشكل ملحوظ.

بركات: نصنع الربابة من جلود الغزال والذئاب
قال أحمد بركات من محلات للأشدة والربابة: «نعتمد على طرح تصاميم جديدة تكون ملفتة بأشكال مختلفة، فقد كانت صناعة الربابة تقتصر على جلد الماعز فقط، إلا أننا في 2017 بدأنا نصنعها من جلود الغزال والذئب وتأتي الأخيرتان أغلى سعرا من الأولى بكثير حيث تتراوح ما بين 700 إلى 1300 ريال ويطلبها المواطنون أو حتى الزوار الأجانب، بالإضافة إلى تصنيع آلة الربابة صغيرة الحجم الخاصة بالأطفال لكي يتسنى لهم تعلم العزف عليها».
وأشار إلى أن حجم المبيعات في الشهر الأول والثاني من 2017 كانت جيدة جدا بفضل الفعاليات والمهرجانات التي شهدتها السوق التراثية، حيث إن المشغولات قد شهدت إقبالا منقطع النظير من دول مجلس التعاون الخليجي ولاسيما السعوديين ويفضلون أغلاها سعرا كتلك المصنوعة من جلد الغزال والذئب، لافتا إلى أن الربابة تحظى بطلب كبير جدا خاصة من قبل الأطفال الذين يشاهدون آباءهم يعزفون عليها.
ولفت إلى أن هناك طلبا كبيرا أيضا على مشغولات أخرى تضاهي ذلك الذي تحظى به الربابة ولاسيما على البسط التي تسمى بـ «الزودي» وهي ذات ألوان مميزة والتي بدورها أيضا قد تم طرح موديلات جديدة منها بألوان ثابتة غير قابلة للتغيير أو البهتان عند الغسيل الأمر الذي يشجع الزبائن على اقتنائها أكثر من نظيرتها التقليدية رغم أنها أعلى سعرا من الأخيرة، مشيرا إلى طرح تعليقات للحائط مصنوعة من الخيش وقد تم رسم أعلام دولة قطر ودول مجلس التعاون عليها والتي يشتريها الزوار لاسيما الأجانب منهم كقطع تذكارية من رحلتهم إلى الدوحة وتصل أسعارها إلى 170 ريالا.

الشيخ: أسعار التحف الموجودة تناسب غالبية الفئات
قال رضا الشيخ من الفنون القطرية للمشغولات النحاسية: «في كل عام نحاول أن نبتكر تحفة جديدة تمزج بين عبق الماضي وتطور الحاضر وقد حرصنا على صناعة أحدث المشغولات في عام 2017 مثل الفوانيس التي تشبه نظيرتها القديمة بغية جذب المزيد من الزبائن». ولفت إلى أن أسعار مادة النحاس قد شهدت ارتفاعا ملحوظا إلى أكثر من الضعف مع نهاية العام الماضي 2016 في بلاد المنشأ في مصر، إلا أن أسعار التحف لم يطرأ عليها ارتفاع لأن الهدف هو المحافظة على الزبائن المعتادين وأولئك الجدد الذين يتعلقون بالقطعة ويرغبون بشرائها، وذلك بسبب أن التكلفة فقط على المواد أما الصناعة فتتم بالأيدي ولذلك يتم التضحية بالجهد الشخصي في مقابل إرضاء العملاء.
وأوضح أن أسعار جميع القطع والتحف الموجودة تعد متوسطة وتناسب فئة كبيرة من المجتمع حيث تتراوح ما بين 50 ريالا وحتى 2500 ريال حيث شهدت ثباتا في قيمتها على مدى زهاء سنة ونصف، كما أننا نقوم بخصومات على القطع الغالية ولا نحصل ربع الربح فالمهم هو البيع. واعتبر أن أداء السوق جيد بالمجمل، إذ يشهد منحى تصاعديا تارة وتنازليا تارة أخرى، ووصلت المبيعات في شهر يناير وأول فبراير تزامنا مع الفعاليات والمهرجانات في سوق واقف نحو %60 حيث وصلت ذروتها بعد أن كانت في الأشهر التي سبقتها تكاد لا تتجاوز حاجز الـ%30، مشيرا إلى أن نفس الفترة من 2017 أقل منها في 2016 الذي بدوره كان أقل من سابقيه أيضا.
وذكر بأن أكثر الراغبين باقتناء هذا النوع من التحف المشغولة باليد هم من الخليجيين الذين يرتادون سوق واقف بكثرة هذه الأيام لاسيما في فترات المهرجانات والفعاليات التي تحفل بها السوق أسبوعيا بالإضافة إلى المواطنين وأقلهم السياح الأجانب.