بعد إعادة حساباته مع الزعيم.. تشافي يكتب شهادة نجاحه كمدرب

alarab
رياضة 18 يناير 2021 , 12:35ص
الدوحة - العرب

أخطاء قاتلة في بداية مشواره الفني..تراجع عنها بالانتصارات الكبيرة

من المؤكد أن الإسباني تشافي مدرب السد بات من أقوى المرشحين لحصد لقب أفضل مدرب 2021، وتعويض إخفاقه في الحصول على لقب أفضل لاعب في موسم 2017 الذي حصل عليه نجمه الحالي نام تاي هي لاعب الدحيل السابق. ويستحق تشافي أن يكون أفضل مدرب في قطر، وإن كانت المنافسة بينه وبين المدرب الوطني يونس علي لن تكون سهلة؛ كون يونس علي أثبت كفاءة كبيرة في أول موسم له مع الكبار.  ولا يستحق تشافي أن يكون المنافس الأقوى والأول على لقب أفضل مدرب، لاقترابه من التتويج بالدرع، وتعويض أيضاً إخفاقه في موسمه الأول كمدرب للسد، وضياع لقب الدوري 2020، ولكن لنجاحه في وضع بصمته على الفريق الأقرب فعلياً من التتويج بلقب بطل 2021، وفي جعله واحداً من أقوى الفرق في جميع النواحي دفاعياً وهجومياً وتكتيكياً، حتى بات من الصعب على أي منافس الفوز عليه، بما فيهم أقوى منافسيه وهو الدحيل، الذي سقط 3 مرات بقيادة مدربه الفرنسي صبري لموشي هذا الموسم. تشافي لم يكن ليحقق ما حققه مع السد حتى الآن، ولا المنافسة على لقب أفضل مدرب، لولا أنه أعاد حساباته مع الفريق، واستفاد وتعلم من أخطائه في أول موسم له كمدرب بعد اعتزاله اللعب 2019، وهو موسم لم يكن جيداً بالمرة للزعيم الذي تراجع فيه إلى المركز الثالث، وهي من المرات القليلة التي يترك فيها الصدارة والوصافة.


كانت أحلام تشافي عندما تولى تدريب الزعيم بداية الموسم الماضي، أن يجعل السد أقرب إلى برشلونة -ناديه السابق- في الأداء واستراتيجية اللعب والتكتيك، وهو أمر جيد تمناه الجميع، لكن كان من الصعب تنفيذه لحاجته إلى لاعبين يتمتعون بكفاءة ومهارة ومستوى مختلف تماماً عن اللاعبين أو المحترفين الذين كانوا يلعبون للسد سواء الموسم الماضي أو الموسم الحالي.  ونتيجة لهذا الفارق وقع تشافي في أخطاء فادحة، أدت إلى خسائر ونتائج لا تليق بالزعيم، وبأرقام وإحصائيات سيئة للغاية، جعلت البعض خاصة من أبناء السد يطالبون برحيله مبكراً قبل أن يزداد انهيار الفريق.  وقد أحسن تشافي فعلاً عندما بدأ التراجع عن أفكاره التدريبية والخططية، ورغبته في جعل السد أشبه ببرشلونة، وبدأ النظر بواقعية إلى إمكانيات لاعبيه ومحترفيه، فتحسنت نتائج الفريق تدريجياً، ولكن بعد فوات الأوان، وبعد أن بدأ الدوري يضيع تدريجياً من بين يديه، وبعد أن تلقى خسائر مؤلمة لا تليق به أمام مونتيري المكسيكي 1-3، ثم أمام الترجي التونسي 2-6، في مونديال الأندية 2019.

إعادة الحسابات
حاول تشافي الاهتمام أكثر بالجانب الهجومي، وهو أمر جيد، لولا أنه أهمل معه الواجب الدفاعي، وعدم اهتمامه بالجانب الدفاعي أيضاً في خط الوسط، فكان يلعب بطريقة 4-2-4، وهي طريقة كلفت السد الكثير والكثير من البطولات، ومن سمعته كواحد من أقوى الفرق العربية والآسيوية،
لم يكن تشافي في الموسم الماضي يهتم في الوسط بالواجب الدفاعي؛ اعتقاداً منه بأن الهجوم القوي وتحقيق الانتصارات والوصول إلى مرمى المنافس، سيكون السلاح الذي يتفوق به على منافسيه، وجاءت النتائج عكسية بالمرة، فلم يتوقف الأمر عند خسارة الفريق 5 مرات في 2020، وهو رقم كبير، خاصة أنه كان حامل اللقب، بل امتد إلى عدد الأهداف التي هزت شباكه الموسم الماضي، والتي وصلت إلى 29 هدفاً في 22 مباراة، كما أن الهجوم الذي كان يسعى إليه ويحاول أن يكون سلاحه الأول، توقف وتعطل فلم يسجل سوى 51 هدفاً. 

أرقام مختلفة
لو نظرنا إلى أرقام الزعيم حتى الآن، وبغض النظر عن صدارته التامة واقترابه من اللقب، سنجده أقوى دفاع في 14 مباراة برصيد 10 أهداف فقط هزت شباكه حتى الآن، وسجل الفريق 51 هدفاً أيضاً حتى الآن، وجمع 38 نقطة بفارق 11 نقطة بينه وبين الدحيل، وهو أعلى فارق يحققه فريق منذ 2008، حيث حقق الغرافة فارق الـ 11 نقطة في أحد المواسم.  الفارق شاسع بين أرقام الزعيم طوال الموسم الماضي، وأرقامه حتى الجولة 14 من الموسم الحالي، هذا الفارق الشاسع في أرقام الزعيم الموسم الماضي والموسم الحالي، رغم أن المدرب لم يتغير ولم يتبدل، يعود إلى واقعية وعقلانية تشافي، نجح تشافي في تغيير استراتيجية لعب الزعيم، وبدأ اهتمامه يزيد بالجانب الدفاعي، فحقق ما كان يسعى إليه. لم يكتفِ تشافي بالاهتمام بالجانب الدفاعي في الوسط واعتباره خط الدفاع الأول، بل تراجع عن اللعب 4-2-4، ولجأ إلى طريقة 3-5-2، بوجود أكبر 3 من لاعبي دفاع الوسط، بجانب وجود أصحاب الجانب الهجومي في الوسط أيضاً. بدأ تشافي يعتمد على 3 لاعبين يمتازون بالدفاع في الوسط في مقدمتهم الثنائي محمد وعد ودو سانتوس، ومعهما أي لاعب آخر، وفي نفس الوقت الاعتماد على وسط قوي في الهجوم، بوجود عدد من الأسماء الذين يختارهم تشافي لكل مباراة من بين الهيدوس وعفيف وكازورلا وعفيف ونام تاي هي وتاباتا. هذا التغيير في الاستراتيجية وفي الأداء وطريقة اللعب، أغلقت ثغرات كثيرة في الوسط السداوي الموسم الماضي، نفذ منها مهاجمو الفرق الأخرى، واستطاعوا الوصول وبسهولة إلى المرمى وتسجيل 29 هدفاً في 22 مباراة.