د. حسن رشيد: لم نبتعد عن حاضرنا وسماحة ديننا الإسلامي
مريم الحمادي: الدبلوماسية الثقافية تعزز التفاهم بين الشعوب
عبدالله فرج: المشجعون تأثروا بأخلاق وعادات المجتمع القطري
سلمى النعيمي: ارتداء الزي القطري يعكس سرعة اندماج الجمهور
تحولت بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، إلى فرصة للتعريف بالثقافة القطرية والعربية، والهوية الوطنية لدولة قطر، وقد تكاملت الأدوار ما بين الجهات المختلفة لتقديم صورة حضارية لدولة قطر أمام جماهير المنتخبات التي شاركت في البطولة.
نجاح المونديال في تعريف جماهير العالم بالثقافة والهوية القطرية والعربية وعادات وتقاليد دولة قطر أكده مسؤولون في الشأن الثقافي ومثقفون خلال حديثهم لوكالة «قنا»، موضحين أن الحدث لم يكن مجرد بطولة رياضية، بل كان ملتقى رياضيا وثقافيا حضاريا كبيرا.
وفي هذا السياق قالت السيدة مريم ياسين الحمادي، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، إن الدبلوماسية الثقافية هي نوع من الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة التي تشمل تبادل الأفكار والمعلومات والفن واللغة وغيرها من جوانب الثقافة بين الدول والشعوب من أجل تعزيز التفاهم والمتبادل، وخلق التأثير، حيث تؤدي الدبلوماسية الثقافية دورًا مهمًا في تحقيق الوحدة والتكاتف ليس على مستوى المجتمع المحلي، بل على المستوى العالمي.
وأضافت أن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، خلقت فرصة مميزة لوصول كل هذه الجنسيات إلى دولة قطر، لتعيش تجربة مميزة رياضية مغلفة بتجربة ثقافية فريدة، تمكنت من خلالها من التعرف على الثقافة القطرية ومعتقدات المجتمعات العربية والمسلمين، وهذا ما يساهم في بناء جسور للتفاهم، وتصحيح الأفكار والصور النمطية المغلوطة والتي قد يروج لها البعض.
ومن جانبه، قال الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد، إن التسويق للثقافة القطرية والعربية وتعريف العالم بها وبتاريخ دولة قطر وتراثها خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، كان في مجمله عملية متكاملة، فقد قدمت دولة قطر صورة حضارية مفادها أن الإنسان في هذه الأمة يتميز بصفات لا يتميز بها الآخر ومن ضمنها كرم الضيافة.
وأضاف: «أعتقد أنهم سيشيدون بنا في هذا الأمر، كما أننا لم نبتعد عن حاضرنا وسماحة ديننا الإسلامي وهذا كان الإطار الذي يغلف كافة تعاملاتنا وتصرفاتنا مع الجماهير التي حضرت لمتابعة مباريات كأس العالم»، مشيرا إلى أن الصورة التي كانت لدى البعض عن المنطقة مشوشة بعض الشيء ولكن ما شاهده زوار الدولة خلال البطولة من تقدم ورقي حضاري سيغير تلك الصورة لا شك.
ومن ناحيته، قال الإعلامي عبدالله فرج المرزوقي إن جماهير كأس العالم التي حضرت إلى قطر تأثرت بأخلاق وعادات المجتمع القطري وحسن تعامله.
وأضاف: «شاهدنا بعض الجماهير يتردد على المجالس القطرية، وقد انبهروا بكرم الضيافة، وبعضهم اندمج مع رواد المجالس القطرية ويتعلمون الكثير عن العادات القطرية الأصيلة، وذلك لأن المجالس مدارس تعلم كل من يتردد عليها، وقد انعكس هذا إيجابيا على سلوكيات هذه الجماهير على مدار أيام البطولة فلم نر أي خروج عن النص في جميع الملاعب أو حتى بعيدا عن الملاعب، وهو ما يؤكد أن تلك الجماهير تأثرت بأخلاق وعادات وثقافة القطريين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة».
وأضاف الدكتور المرزوقي أن كثيرا من جماهير كأس العالم حرصوا على ارتداء الزي القطري واحتساء القهوة العربية وتناول الأكلات الشعبية، وهذا دليل على مدى التأثير الذي أحدثته الثقافة والعادات القطرية فيهم، مما يجعلنا نؤكد أن هذه البطولة كانت بالفعل أكبر مسوق للثقافة والهوية القطرية والعربية والإسلامية والأخلاق الحميدة، فقد كانت بمثابة ملتقى رياضي ثقافي كبير.
ومن ناحيتها، قالت سلمى النعيمي مستشار ثقافي بالمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»: «الزي يعتبر من أهم سمات الهوية الوطنية لأي دولة، وقد شاهدنا مدى اندماج الجماهير التي حضرت المونديال في المجتمع القطري المحب والمضياف لكل الزائرين، فقد رأينا صورا جميلة للمشجعين وهم يرتدون الثوب القطري بمساعدة شباب قطريين يعلمونهم كيف يرتدون الغترة والعقال في مشاهد كانت أكثر من رائعة، إلى جانب أن كثيرا من المشجعات حرصن على ارتداء العباءة والشيلة، وهذا دليل على مدى التأثير الذي أحدثته الملابس والأزياء القطرية على هذا الجمهور، ويؤكد في الوقت نفسه سرعة اندماج الجمهور وتعلقهم بالعادات القطرية».