لم يسبق لمدرب الفوز بكأس العالم لكرة القدم مرتين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، لكن ديدييه ديشان مدرب فرنسا يفصله فوز واحد لدخول موسوعة الأرقام القياسية عند مواجهة الأرجنتين في النهائي غدا الأحد.
وعن فرصه في إعادة كتابة التاريخ كأول من يفوز بكأس العالم مرتين مدربا ومرة لاعبا أبعد ديشان نفسه عن دائرة الضوء وسمح لتشكيلته المحببة بخطف الأنظار.
وديشان هو رابع مدرب يقود منتخبا إلى نهائيين متتاليين بكأس العالم بعد فيتوريو بوتسو (إيطاليا)وكارلوس بيلاردو (الأرجنتين) وفرانتس بيكنباور (ألمانيا الغربية)وخسر الأخيران النهائي الثاني.
لكن بصمته الكبرى في إعادة توحيد منتخب فرنسا الذي كان ممزقا في السابق وسط صراعات وتصرفات بذيئة قبل أن يبني تشكيلة تعرف كيفية الذهاب بعيدا في البطولات.
وكان ديشان قائدا لجيل فرنسا الذهبي الفائز بكأس العالم 1998 وبطولة أوروبا 2000 والآن يقود جيلا ذهبيا آخر في العقد الأخير.
في مهمته التدريبية قاد ديشان فرنسا إلى نهائي بطولة أوروبا على أرضها في 2016 لكنها خسرت من البرتغال بفارق طفيف بعد وقت إضافي، ثم توج بكأس العالم 2018 حين سحق كرواتيا، والآن ينتظر مواجهة كبرى أخرى في قطر.
وما يميز ديشان أيضا الثقة في اللاعبين الشبان رغم وفرة المواهب لديه. وبدا ذلك خلال الدفع بثنائي في وسط الملعب يفتقر للخبرة، يوسف فوفانا وأوريلين تشواميني (لعبا إجمالي 25 مباراة دولية)، في قبل نهائي كأس العالم.
كما يتمتع ديشان بالمرونة دون اتباع فلسفة أو فرض هوية محددة، رغم أن هذا يميز منتخبات كبرى أخرى، بل يتأقلم حسب الظروف وطبيعة المنافسين.
ويمكن لفريق ديشان أن يهيمن على الاستحواذ تارة، وقد يعتمد على الهجمات المرتدة تارة أخرى مثلما حدث أمام المغرب في قبل النهائي.