سافر طلاب وايل كورنيل للطب - قطر إلى تنزانيا للتعرّف عن كثب على سُبل التواصل بين الثقافات واستكشاف التحديات الماثلة أمام توفير خدمات الرعاية الصحية في دولة نامية.
وقد أمضى 11 طالباً وطالبة أسبوعين كاملين في منطقة كليمنجارو في رحلة جمعت بين التعلُّم وتقديم الرعاية الطبية المجتمعية.
وزار الطلاب مجتمعات محلية نائية لإقامة عيادات ميدانية مؤقتة وتقديم فحوص طبية مجانية، كما زاروا مستشفى محلياً ودار أيتام وقاموا بزيارات منزلية برفقة كوادر صحية محلية لتقديم المشورة الطبية والتعرّف على أبرز الأمراض الشائعة هناك. والتقى الطلاب أيضاً ممثلين عن قبيلتي الماساي والهادزا وتعرفوا على التقاليد الثقافية للقبيلتين وزاروا بعض أشهر المحميات والمتنزهات الوطنية في تنزانيا.
استهلّ الطلاب مهمة الخدمة المجتمعية في مجتمع ماساي - أوبراين، حيث قضوا يومهم الأول في زيارات منزلية برفقة مقدّمي الرعاية الصحية المحليين. وفي اليوم التالي أسهموا في إقامة عيادة ميدانية وعملوا على مدار يومين مع أطباء وممرضين محليين لتقديم فحوص طبية مجانية لأبناء المجتمع. وبإشراف كوادر صحية مؤهلة، قام الطلاب بقياس العلامات الحيوية وأخذ السيرة المرضيّة، وراقبوا الفحوص الطبية والإجراءات التشخصية والتدابير العلاجية التي أجراها أطباء محليون. ثم زاروا مجتمع كارانسي في مقاطعة سيها المجاورة، وهناك قاموا بالمزيد من الزيارات المنزلية وأسهموا في توفير عيادة ميدانية مجتمعية لمدة يومين. وزاروا أيضاً مستشفى كيبوشو بالقرب من بلدة موشي على سفوح جبل كليمنجارو، وتبلغ سعته 225 سريراً وتستقبل عياداته الخارجية قرابة 150 مريضاً يومياً ويشهد نحو 100 عملية ولادة جديدة شهرياً، بالإضافة إلى زيارة مركز أماني لرعاية الأيتام في موشي.
وقال الطالب محمد إزهار، سنة أولى في برنامج الطب: «كنت أطمح لزيارة تنزانيا منذ وقت طويل وها أنا هنا حيث استُقبلت بترحيب حار من شعبها المضياف في بلد يبلغ تعداد سكانه 70 مليون نسمة. وتنزانيا لمن يراها عن بُعد هي بلد نامٍ، ووفقاً للأمم المتحدة، يعيش حوالي 45 % من السكان بأقل من 2,15 دولار يومياً مما يصعب عليهم الحصول على الرعاية الصحية بسبب تحديات جمّة.
وقالت الطالبة منة الله العاني، سنة أولى في برنامج الطب: «قبل زيارة تنزانيا، اعتقدتُ أن الممارسة الطبية تنحصر في المستشفيات وتتمّ بالاستعانة بالتكنولوجيا المتقدمة، لكن أروشا علمتني أن الممارسة الطبية يمكن أن تتمّ أينما احتاجها الناس. وأضافت: في العيادات المؤقتة، رأيتُ كيف يُمكن لأمور بسيطة مثل أخذ السيرة المرضيّة والتعاطف مع المريض ووصف الأدوية أن تُحدث نقلة ملموسة في الرعاية الصحية. والمستشفيات هناك، على الرغم من نقص الكوادر والموارد المحدودة، فيها أطباء متفانون كأي أطباء آخرين رأيتهم، يقدّمون الرعاية الطبية اللازمة بكل إنسانية رغم التحديات الجمّة».
نظّم هذه الرحلة قسم شؤون الطلاب في وايل كورنيل للطب - قطر الذي ينسّق سنوياً لزيارة عدد من الطلاب إلى تنزانيا للتعرّف عن قرب على منظور جديد لقضايا الرعاية الصحية العالمية والإسهام في برامج الخدمة المجتمعية.
ورافقت الطلاب السيدة سونيا شارما أخصائية تدريس العلوم البيولوجية، والدكتور أفلين ماليانجـو العميد المساعد لشؤون طلاب الطب والأستاذ المساعد في علم التشريح بالأشعة. وقال الدكتور ماليانجـو: تعلّم طلابنا الكثير عن تقديم الرعاية الصحية وإجراء الفحوص الطبية باستخدام المهارات الأساسية، وأخذ السيرة المرضيّة، وإثراء المعرفة بالأمراض المحلية الشائعة وأعراضها.