محطات ترام لوسيل.. تراث قطري يلتقي بالحداثة

alarab
اقتصاد 17 أغسطس 2025 , 01:25ص
سامح الصديق

تصميم المحطات مستوحى من صناعة الأقمشة التراثية والزجاج الملون المستخدم في المنازل التراثية
المحطات تغطي الوجهات الرئيسية في مدينة لوسيل مثل مكاتب الجهات الحكومية والأبراج السكنية

 

تتميز محطات ترام لوسيل بتصاميم مستوحاة من التراث القطري والعناصر المعمارية التقليدية، حيث تم دمج الألوان والزخارف التراثية في تصميم المحطات، بالإضافة إلى توفير مرافق حديثة للركاب مثل مكاتب خدمة العملاء، وأجهزة شراء التذاكر، وشاشات لعرض معلومات الرحلات، ودورات مياه، وأماكن للصلاة، ومساحات تجارية متنوعة.  

وتم استلهام تصميم محطات ترام لوسيل من عناصر التراث القطري والإرث التاريخي لدولة قطر، حيث تم تطوير تصميم المحطات مع الأخذ بعين الاعتبار ثلاثة عناصر أساسية وهي الألوان المستوحاة من صناعة الأقمشة التراثية اليدوية والزجاج الملون المستخدم في المنازل التراثية، وأنماط الزخارف الداخلية والخارجية في الأبنية القديمة وتم دمج هذه الزخارف في الأرضيات وكذلك الجدران الداخلية للمحطات على امتداد الشبكة. 
تضم محطات ترام لوسيل مرافق عامة لخدمة الركاب أثناء رحلاتهم وهي مكيفة بالكامل وتشمل كل محطة مكتبا لخدمة العملاء وآلات لبيع التذاكر وشاشات لعرض مستجدات الخدمة ومعلومات آنية عن الرحلات. كما تحتوي أيضاً على أماكن مخصصة للصلاة للرجال والنساء، بالإضافة إلى دورات مياه منفصلة للذكور والإناث وذوي الإعاقة. وتتضمن المحطة العديد من الشاشات الإلكترونية واللوحات الإرشادية للعملاء.
مساحات تجارية متنوعة
تحتوي المحطات على مساحات تجارية بمساحة 1500 متر مربع تقريبًا، تستوعب حوالي 43 محلاً تجاريًا و 16 جهاز صراف آليا و16 جهاز خدمة ذاتية لخدمة زوار المحطات وكذلك الركاب. كما أن المحطات مجهزة بكاميرات مراقبة في الأماكن العامة، ومزودة بغرفة للإسعافات الأولية حفاظاً على سلامة وأمن الركاب.

قطار ترام لوسيل 
وكذلك تصميم قطار ترام لوسيل مستوحى من شكل «المحمل»، وهو المركب الشراعي التقليدي القطري الذي كان يُستخدم في صيد اللؤلؤ. إذ ركّز مفهوم التصميم على البحر متمثلاً في صيد اللؤلؤ باستخدام المحمل، ليستمدّ منه عناصر السكون والهدوء والرقي.
وضمن مساعي شركة الرّيل لتقديم تجربة تنقل متكاملة بين جميع شبكاتها يمكن للركاب التنقل بين شبكتي ترام لوسيل ومترو الدوحة باستخدام بطاقة رحلات واحدة. ويستطيع الركاب استخدام بطاقة رحلات مترو الدوحة ذاتها للتنقل على ترام لوسيل والتبديل إلى شبكة مترو الدوحة بكل سلاسة دون رسوم إضافية، وذلك من خلال محطة لقطيفية وهي محطة التبديل بين الشبكتين، وعلى الركاب التأكد من تمرير البطاقة على الجهاز القارئ في الترام عند الصعود إلى الترام والنزول منه لتجنب دفع رسوم إضافية.

وسيلة نقل صديقة للبيئة
ويعد الترام وسيلة نقل صديقة للبيئة يسهل استخدامها في التنقل، وعند افتتاح الشبكة بالكامل ستربط شبكة ترام لوسيل بين الوجهات الرئيسية في مدينة لوسيل مثل مكاتب الجهات الحكومية والأبراج السكنية والمرافق الرياضية ومنطقة المارينا والوجهات الأخرى في المدينة.
تم تصنيع قطارات ترام لوسيل في فرنسا من قبل شركة ألستوم والتي تعد أحد أكبر الشركات المصنعة للقطارات في العالم ويضم مشروع ترام لوسيل 28 قطاراً من طراز (سيتاديس x05)، ويعتمد الترام على تغذية الكهرباء الأرضية وهو من الأنظمة الحديثة لشبكات الترام. 
يحتوي كل قطار ترام على 64 مقعداً وتتألف عرباته من فئتين للركاب وهما الاقتصادية والعائلية، وتبلغ طاقته الاستيعابية الإجمالية 209 ركاب، كما يتوفر على متن الترام شاشات للمعلومات ومنافذ كهربائية لشحن الأجهزة وعربات الترام مجهزة بأنظمة الأمن والسلامة لضمان سلامة الركاب. 
ويختلف الترام عن المترو حيث يوجد سائق لكل ترام الذي تبلغ السرعة القصوى له 60 كم/ ساعة تقريباً. ويعد الترام من الأنظمة الصديقة للبيئة حيث يتم استخدام أنظمة LED في الإضاءة وأنظمة المكابح الكهربائية.

25 محطة تغطي مدينة لوسيل 
وأطلقت شركة الرّيل خدمات شبكة الترام في يناير من عام 2022 بتشغيل المرحلة الأولى لمجموعة من محطات الخط البرتقالي، ثم في أبريل من عام 2024 تم توسيع نطاق خدمات الشبكة عبر بدء تشغيل الخط الوردي وإكمال تشغيل جميع محطات الخط البرتقالي، ومؤخراً في بداية هذا العام تم افتتاح الخط الفيروزي في شهر يناير 2025، وتغطي المحطات العاملة (25 محطة) حالياً الوجهات الرئيسية في مدينة لوسيل مثل مكاتب الجهات الحكومية والأبراج السكنية والمرافق الرياضية ومنطقة المارينا والوجهات الأخرى في المدينة مثل استاد لوسيل، ودرب لوسيل، ومول بلاس فاندوم، وممشى المارينا، وجزيرة المها، والحديقة الهلالية.
وأعلنت شركة سكك الحديد القطرية «الرّيل»، مؤخرا عن وصول إجمالي أعداد ركاب ترام لوسيل منذ انطلاق عملياته التشغيلية في يناير من عام 2022 وحتى اليوم، إلى أكثر من 10 ملايين راكب.