المطار قدم خدماته إلى 255 وجهة.. 50 شركة طيران دولية تنفذ عملياتها التشغيلية من «حمد الدولي»

alarab
اقتصاد 17 يوليو 2024 , 01:08ص
سامح الصديق

يستقبل مطار حمد الدولي حالياً أكثر من 50 شركة طيران دولية، والتي تقوم بإدارة عملياتها التشغيلية من المطار وتوفر إمكانية الوصول المباشر إلى نحو 95 دولة، كما قدَّم المطار خدماته إلى 255 وجهة خلال العام لماضي، كان من بينها وجهات سفر وأخرى للبضائع وكذلك رحلات طيران مستأجرة- مما يعزَّز من مكانته في مؤشر الربط الجوي العالمي.

ووفقاً لجداول الطيران العالمية للاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) لموسم الصيف هذا العام أظهرت البيانات أن الهند تتصدر تصنيف أهم 10 وجهات بالنسبة لمطار حمد الدولي من حيث عدد المقاعد والرحلات بأكبر عدد من المقاعد الأسبوعية، فيما تأتي كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة في المركزين الثاني والثالث بناءً على السعة المخصصة، أما بناء على عدد الرحلات الأسبوعية، تحتل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية المركزين الثاني والثالث على التوالي.
وتأتي لندن في المركز الأول كأفضل الوجهات خلال موسم الصيف من مطار حمد الدولي بناء على سعة المقاعد، تليها دبي وبانكوك وإسطنبول ثم الرياض وجدة والقاهرة.. وذلك بحسب العدد (26) من مجلة سماء قطر التي تصدر عن الهيئة العامة للطيران المدني.
ومنذ انطلاق عملياته التشغيلية قبل عشر سنوات، شهد مطار حمد الدولي نموا هائلا في أعداد المسافرين، وحقق العديد من الإنجازات والأرقام القياسية في هذا المجال، وجاء ذلك انطلاقاً من التزامه بتقديم خدمات استثنائية ومرافق حديثة وتجارب سفر سلسة ساهمت في جذب المسافرين من جميع أنحاء العالم، مع تركيزه المستمر على رضا العملاء وتوسيع مسارات الطيران ليساهم كل هذا بشكل كبير في زيادة شعبيته بين المسافرين أكثر.
وضمن أبرز إنجازاته استقبل مطار حمد الدولي أكثر من 50 مليون مسافر خلال 12 شهراً متعاقبة للمرة الأولى في تاريخه، وبالتزامن مع مرور عشر سنوات على بدء عملياته التشغيلية، ما يعكس مسيرة نمو المطار ومكانته الاستراتيجية كمحور حيوي للطيران العالمي.
وبلغت نسبة أعداد المسافرين من نقطة إلى نقطة في المطار 25% من عملياته. ويرجع ذلك إلى تزايد إجمالي عدد الزوار الدوليين القادمين إلى الدوحة، والذي شهد زيادة بنسبة 58% في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات قطر للسياحة الرسمية، مما يُظهر مدى الجاذبية التي أصبحت تتمتع بها مدينة الدوحة كوجهة سفر رائدة.

شبكة الربط الجوي
وفي عام 2023، رحب مطار حمد الدولي بثلاثة شركاء جدد من شركات الطيران، فيما انضم إليه 4 شركاء جُدد خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي 2024. كما قدَّم المطار خدماته إلى 255 وجهة خلال عام 2023، كان من بينها وجهات سفر وأخرى للبضائع وكذلك رحلات طيران مستأجرة - مما عزَّز من مكانته في مؤشر الربط الجوي والخدمات التي يوفرها.
ووفقاً لتصنيف مجلس المطارات العالمي لآسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط لمؤشر الربط الجوي لعام 2023، الذي تم نشره مؤخراً، فقد حلَّ مطار حمد الدولي (DOH) بالمرتبة الثانية في مؤشر الربط الجوي بالشرق الأوسط. ويتحدد هذا التصنيف الخاص بمؤشر الربط الجوي بحسب عدد الوجهات ووتيرة الخدمات وجودة الربط الجوي. ويرجع هذا النجاح في جزء منه إلى التطور الكبير الذي شهدته مرافق المطار العصرية وخدماته الاستثنائية، والتي تتيح لشركات الطيران الكبرى العمل من المطار ودعم شبكات وجهاتها العالمية.
ويظهر التقرير نمواً مطرداً في مؤشر الربط الجوي عبر منطقة الشرق الأوسط، فيما يوصي بتلبية الطلب الحالي والمستقبلي عبر مواصلة تطوير البنية التحتية للمطار. وتعكس نتائج التقرير مسار النمو وخطط التوسعة التي يشهدها مطار حمد الدولي حيث يجري حالياً تنفيذ أعمال المرحلة الثانية من مشروع التوسعة الذي يستهدف رفع الطاقة الاستيعابية للمطار وكذلك تعزيز عروضه الخاصة التي تلبي تطلعات المسافرين.

دور محوري
إلى جانب ذلك لعب الترابط الذي توفره الخطوط الجوية القطرية ومطار حمد الدولي دوراً محورياً في تعزيز مكانة قطر كوجهة عالمية للأعمال والترفيه. كما جذبت سهولة السفر العديد من الشركات متعددة الجنسيات والفعاليات الدولية والمؤتمرات الكبرى إلى دولة قطر، وهو ما ساهم في تحقيق تطور كبير لقطاعي الأعمال والسياحة. كما أدى التزام دولة قطر المستمر بتعزيز التبادل الثقافي والترويج السياحي إلى تدفق مستمر للزوار من جميع أنحاء العالم.
ووفقاً لإحصائيات قطر للسياحة خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ عدد زوار دولة قطر أكثر من مليونين وستمائة ألف زائر، بزيادة تقدر بنحو 28.5% مقارنة بذات الفترة من عام 2023، وخلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024، بلغ عدد الزوار القادمين إلى قطر عن طريق الجو مليونا و329 ألف شخص بنسبة 51% من إجمالي عدد الزوار.

تميز في الشحن الجوي
إلى جانب التميز الذي أظهره مطار حمد الدولي في العمليات التشغيلية وتقديم رحلات جوية بخدمات عالمية، فقد تمكن من إثبات نفسه أيضاً كمركز حيوي لحركة الشحن الجوي، وإدراكاً منه لأهمية هذا القطاع ودوره في تسهيل التجارة العالمية استثمر المطار في البنية التحتية للشحن حيث تم تجهيزه بمرافق متطورة وأنظمة مناولة متقدمة، وبالعديد من التقنيات الحديثة، وهو ما مكنه من توفير عمليات شحن سلسة، وضمان حركة سريعة وآمنة للبضائع. ويضم مطار حمد الدولي حالياً واحدة من أكبر محطات الشحن في العالم، والتي تبلغ مساحتها حوالي 55000 متر مربع، وتتمتع هذه المحطة بالقدرة على التعامل مع 3 ملايين طن من البضائع سنوياً. وقد أتاحت هذه الميزة الاستراتيجية له، إلى جانب قدراتها اللوجستية القوية الأخرى، إمكانية جذب مشغلي الشحن العالميين وشركات الخدمات اللوجستية لاستخدام مطار حمد الدولي كمركز رئيسي للشحن، هذا إلى جانب الدور الحيوي للخطوط الجوية القطرية للشحن الجوي وغيرها من شركات الشحن الجوي الأخرى في ربط المطار بأكثر من 40 وجهة شحن حول العالم.
ووفقاً لمجلس المطارات الدولي (ACI) فقد ارتفع تصنيف مطار حمد الدولي في عام 2023 إلى المركز الثامن عالمياً والمركز الأول في الشرق الأوسط بناء على حجم البضائع المتداولة. وكان مطار حمد الدولي قد شهد بالفعل تطوراً ملحوظاً في هذا المجال، حيث تعامل مع رقم قياسي بلغ 2.6 مليون طن من الشحن الجوي خلال جائحة كوفيد - 19 في عام 2021، كما واصل مسيرة التطور بتسجيله رقماً عالياً جديداً وصل إلى أكثر من 2.3 مليون طن من الشحن خلال عامي 2022 و2023 ( كل عام على حدة).

الاستدامة البيئية
ولا يقتصر التزام مطار حمد الدولي على تقديم تجارب سفر فريدة فحسب، إذ يسعى ليضم مجال الاستدامة البيئية. وفي هذا الإطار نفذ المطار العديد من المبادرات الصديقة للبيئة، بما في ذلك الأنظمة الموفرة للطاقة، وبرامج الحفاظ على المياه، واستراتيجيات إدارة النفايات، وذلك بما يتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تؤكد على أهمية تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والمسؤولية البيئية.
وحصل مطار حمد الدولي على العديد من الشهادات والاعتمادات المرموقة تقديراً لالتزامه الراسخ بالحفاظ على البيئة، والتي تشمل حصول المطار على المستوى الثالث في برنامج اعتماد الانبعاثات الكربونية الذي يمنحه مجلس المطارات الدولي، وعلى شهادة نظام الإدارة البيئية (ISO 14001) من المعهد البريطاني للمعايير.
كما يلتزم المطار بدعم جهود الحفاظ على البيئة عبر المبادرات التعاونية مع شركات الطيران وشركات المناولة الأرضية ومختلف الشركاء في صناعة الطيران. وفي إطار جهوده المستمرة لتعزيز الاستدامة، يقود المطار تجارب خاصة بمبادرات مبتكرة تستهدف تقليل النفايات وتعزيز كفاءة استخدام الموارد إلى أقصى حد ممكن.

توسع مستقبلي طموح
وتعزز المرحلة الحالية (ب) من توسعة مطار حمد القدرة الاستيعابية للمطار لاستقبال أكثر من 70 مليون مسافر سنوياً وتلبي الطلب المتزايد على سفر الأفراد وشحن البضائع جواً، كما تشمل التوسعة أيضاً إنشاء مبنى جديد لشحن البضائع، بما يعزز طاقته الاستيعابية لتصبح أكثر من 5 ملايين طن سنوياً.
وقد ساعد النمو المستدام الذي يحققه مطار حمد الدولي في ترسيخ مكانته بين أفضل مطارات العالم، حيث احتل المرتبة الأولى كأفضل مطار في العالم وفقاً لجوائز سكاي تراكس للمطارات العالمية 2024.