أسدل الستار مساء امس السبت على النسخة الأولى لمعرض رمضان للكتاب، الذي أقامته وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية، في الساحة الغربية بسوق واقف، حيث أقيم حفل الختام، تحت رعاية سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة. وشهدت أروقة المعرض أمس إقبالاً لافتاً من رواد سوق واقف، بما يعكس الهدف من إقامة المعرض، وهو اقتناء الكتاب، وتوطينه، بتشجيع القراءة، والحث عليها، فضلاً عن استثمار الشهر الفضيل في كل ما هو مفيد.
وتنوع الزائرون للمعرض من شرائح عمرية مختلفة، الأمر الذي يعكس نجاح فكرة المعرض في الوصول بالكتاب إلى مختلف شرائح المجتمع، فيما واصلت الكتب الإسلامية، وإصدارات الأطفال الاستحواذ على ذائقة القراء، حيث تشارك بالمعرض مجموعة كبيرة من دور النشر والجهات المحلية، بالإضافة إلى دور النشر العربية والأجنبية.
تكريمات متعددة
وفي بداية حفل الختام تم عرض فيديو مسجل عن أهم الفعاليات الثقافية التي عرفتها الدوحة هذا العام وعلى رأسها معرض الدوحة الدولي للكتاب وموسم الندوات، ومعرض رمضان للكتاب والفعاليات المصاحبة له من محاضرات وندوات وأنشطة ثقافية، ليكرم بعدها سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة مجموعة من المساهمين في انجاح الفعاليات الثقافية ومن بينهم مجموعة من المفكرين والباحثين والمثقفين والقائمين على الموسم وهم السيد جاسم سلمان مدير مشروع وفعاليات موسم الندوات، والدكتور محمد المصري ممثلا عن المركز العربي للدراسات، والسيد عبدالله حامد الملا ممثلا عن جامعة قطر، والدكتور يوسف عاشير، والكاتب عبد العزيز الخاطر، والدكتورة أمل غزال، والدكتور محمد الرهاوي، والدكتور أحمد حاجي صفر، والشاعر عبد الرحمن الدليمي، والإعلامية أمل عراب، والدكتور علاء هيلات، والدكتور سلطان الهاشمي، والدكتور محمد عياش، والدكتور رشيد بوطيب، والدكتور عبد الوهاب الأفندي، والشاعر علي ميرزا، والإعلامي تيسير عبد الله، والدكتور عبد الرحمن الحرمي، والكاتب مبارك الخيارين، والناشط عبد الرحمن بن سعود الهاجري، والإعلامي جابر ناصر المري، والناشط عبدالله العنزي، السيد يوسف شلاب.
ومن فعالية معرض الكتاب تم تكريم: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومثلها السيد مال الله عبد الرحمن الجابر مدير إدارة الدعوة والارشاد، والمكتب الهندسي الخاص ومثله السيد محمد عبدالله سالم مدير سوق واقف، وجمعية قطر الخيرية ومثلها السيد فيصل بن راشد الفهيدة مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع البرامج وتنمية المجتمع، وقناة الريان الفضائية ومثلها السيد علي النعمة مدير العلاقات العامة، ونادي الجسرة الثقافي ومثله السيد ابراهيم الخليل الجيدة رئيس مجلس الإدارة، اضافة إلى مجموعة من الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن تكريم الصحف ووسائل الاعلام التي غطت الفعاليات.
آخر الندوات: ختامها قدس
أقيمت مساء أمس آخر ندوة ضمن فعاليات معرض رمضان للكتاب، بعنوان المسجد الأقصى ومكانته لدى الأمة. حضر الندوة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وعدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة وجمع من المثقفين وجمهور المعرض. وتحدث خلال الندوة السيد خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة للمقاومة الاسلامية في فلسطين «حماس»، وقدمها الاعلامي الدكتور عبدالله فرج.
وتطرق مشعل في الندوة إلى مكانة القدس عند المسلمين مستشهدا بأحاديث للرسول صل الله عليه وسلم، وأشار إلى دور دولة قطر في دعم فلسطين والقضية، ومناصرة المرابطين، وأشاد بمواقف الدولة في نصرة القضية الفلسطينية، وعاد الأستاذ مشعل في سياق تاريخي إلى ماقاله نبي الأمة عن المسجد الأقصى بالاضافة إلى صحابته عليهم رضوان الله، وتوصياتهم للمسلمين عن هذه الأرض.
وجدد مشعل التذكير بمكانة المسجد الاقصى لدى الامة الاسلامية انطلاقا من كونه قبلة المسلمين الأولى وكان منه معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان القدس في وسط الطريق بين مكة والسماء. كما عقدت الزعامة الدينية لرسول الله في القدس فقد صلى رسولنا الكريم بجميع الانبياء والمرسلين في المسجد الاقصى، لافتا كذلك الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا تشد الرحال الا لثلاثة مساجد..المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى». وتناول السيد خالد مشعل مكانة المسجد الاقصى عند المسلمين من الابعاد العلمية والتعبدية. ووصف القرآن له في قوله سبحانه الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله … مشيرا الى اهتمام العلماء قديما به والحديث عن مكانته في الاسلام. وكونه ارضا مباركة.
كما تحدث عن تاريخ الجهاد لتحرير القدس والمسجد الاقصى منذ عهد الخليفة عمر ابن الخطاب الذي فتح القدس ثم عهد صلاح الدين وتحرير القدس من الصليبيين وصولا الى العصر الحديث حيث يقاوم الفلسطينيون منذ مائة عام و حتى اليوم الاحتلال الاسرائيلي ويدافعون عن مقدسات الامة.
وتطرق مشعل الى الاحداث التي جرت مؤخرا من محاولات سيطرة اليهود على المسجد الاقصى حيث رغب الاحتلال الاسرائيلي في الاستفادة من الانفصال الفلسطيني لفرض اجندته على ارض الواقع والتوسع الاستيطاني والسيطرة على الاقصى. ولكن الامة تؤكد الالتفاف حول قضيتها وجهود ألف فقط من المرابطين والمرابطات استطاعت حماية الأقصى من التقسيم الزماني والمكاني الذي يسعى اليه اليهود فأجبروهم على التراجع وبدأ في الافراج عن المعتقلين بفضل التوحد خلف القضية.
وأكد ان الامة الاسلامية قادرة على الانتصار، وعليها مسؤولية كبرى في دعم المسجد الاقصى ماديا ومعنويا واعلاميا وثقافيا لتفنيد السردية الزائفة لليهود.