مع حلول شهر رمضان المبارك تتبادر إلى الأذهان الكثير من الأسئلة التي تتعلق بالصيام وما يصاحب الصوم من أمراض أو عوارض تظهر على الصائم بأشكال مختلفة حسب العمر والحالة الصحية للشخص نفسه.

وفي هذا السياق يقول الدكتور عبدالقادر سرحان استشاري أول باطنة في مركز الثمامة الصحي بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية إن ساعات الصيام الطويلة قد تمتد من 15 إلى 16 ساعة في اليوم علاوة على ما يرافق الصيام من تغير في عادات الطعام والشراب ونوعيتها قد ينتج عنها بعض الاضطرابات الصحية،ويمكن الحديث عن هذه المشاكل العامة لدى الناس العاديين، أما بالنسبة لمن يعانون من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم ومرضى القلب والرئة فهي أمراض يمكن أن تناقش وتطرح من قبل المختصين في هذا الجانب.

وأضاف أن من بين أشهر الأعراض يأتي الصداع وقد يكون له عدة أسباب مثل نقص السوائل والجفاف الناتج عنه، ولتجنب ذلك يوصى بشرب الماء والسوائل بكميات كبيرة من الإفطار وحتى السحور وتناول الأطعمة الغنية بالسوائل كالفواكه والخضار والشوربات، وقد يكون سبب الصداع لدى الأشخاص المعتادين على تناول المشروبات الغنية بالكافين كالشاي والقهوة فيقل مستوى الكافايين في الدم فيؤدي إلى الصداع ولتجنب ذلك يوصى بتناول كميات أقل قبل رمضان وبالتدريج حتى يتعود الجسم على مستويات أقل من الكافين والاستعاضة عنها بالمشروبات العشبية كالزهورات والبابونج.

كما أن سبب الصداع لدى المدخنين قد يكون نتيجة انخفاض نسبة النيكوتين في الدم مؤديا إلى الصداع واضطراب المزاج والنفسية، وهنا ننصح المدخنين إن يستثمروا شهر رمضان باعتباره فرصة للإقلاع عن التدخين أو على الأقل الإقلال من التدخين قبل رمضان. وقد يكون سبب الصداع قلة النوم نتيجة لعادات السهر في رمضان لذلك ينصح بالنوم لكافي خاصة خلال الليل.

أسباب عسر الهضم

وأضاف أن من بين الأمراض الشائعة خلال شهر الصيام مرض عسر الهضم ويشمل الحموضة والحرقة في منطقة الشرسوف والانتفاخ والغازات وآلام البطن وهي لها عدة أسباب في رمضان مثل تناول الطعام بسرعة عند الإفطار أو الإفراط في تناول الطعام الشهي أو نوعية الطعام الغنية بالدسم والبهارات والتوابل وقد تكون أيضا من بين الأسباب تناول المشروبات الغازية خاصة عند الإفراط بها، وللتغلب على عسر الهضم في رمضان ينصح في البدء بإفطار خفيف مكون من الماء والتمر والشوربة قبل أداء صلاة المغرب ومن ثم يكمل الصائم إفطاره من خلال تناول الطعام ببطء ومضغه جيدا والحرص على عدم الإفراط في تناول الطعام والتوقف قبل الشبع كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطنه) رواه الإمام أحمد والترمذي،كذلك يجب الإقلال من الطعام الدسم والبهارات والفلفل في الطعام والإكثار من الشوربات والخضار، وعدم تناول المشروبات الغازية والاستعاضة عنها بمشروبات عشبية وعصائر الفواكه الطازجة.

عوامل حدوث الإمساك

ومن الامراض التي تؤرق الصائم إصابته بالإمساك خاصة الشديد منها، بسبب قلة شرب السوائل مما يؤدي للجفاف وكذلك كثرة تناول اللحوم والدسم وقلة أكل الفواكه والخضار والأطعمة الغنية بالألياف إضافة لقلة الحركة والخمول والنوم الطويل خلال النهار وللتغلب على الإمساك ينصح بتناول الماء بكميات كبيرة كذلك مشروبات العصائر الطازجة غير المحلاة بالسكر، وتناول الخضار والسلطات والفواكه الطازجة والفواكه المجففة كالتمر والتين والزبيب، وزيادة تناول الأغذية الغنية بالألياف كالحبوب الكاملة، وخبز النخالة والبرغل والشوفان مع تناول ملعقة زيت زيتون يوميا وزيادة النشاط الحركي يوميا من خلال ممارسة الرياضة بعد الافطار.

البدانة وزيادة الوزن

ويقول الدكتور عبدالقادر سرحان إن من الأمراض التي تظهر في رمضان بالتحديد البدانة وزيادة الوزن وسببها يمكن تلخيصه في المضغ والبلع والنوم حيث تكثر الولائم المنزلية وتحضر الأطعمة الشهية الغنية بالدسم ويكون الإفراط في الطعام بعد الإفطار خاصة السكريات والحلويات إضافة للخمول وقلة النشاط مما يتسبب في زيادة الوزن مما يستوجب الاعتدال في كمية الطعام كما أسلفنا، وبالنسبة للكميات فهي أيضا لا تكون سببا وحيدا فهناك

نوعية الأطعمة بالإقلال من الدسم والكربوهيدرات والإكثار من الخضار والسلطات والشوربات وعصائر الفواكه الطازجة مع الامتناع عن المشروبات الغازية بكل أشكالها.

الخمول والنعاس

أيضا يصاب الصائم بنوبات من الخمول والنعاس وسببه الإفراط في تناول الطعام وخاصة الأطعمة الدسمة في حال عدم الاعتدال في الكميات والنوعيات من الأطعمة التي نتناولها ولتجنب ذلك يجب الاكثار من شرب السوائل وممارسة الرياضة والحركة البدنية بعد الإفطار وتعتبر صلاة التراويح تمارين ممتازة.

"الحصوات الكلوية"

ومن الامراض التي تشيع في شهر الصيام الإصابة بالحصوات الكلوية خاصة لمن لديهم الاستعداد والقابلية بسبب الجفاف ونقص السوائل خلال النهار ويكون الحل بشرب كميات كبيرة من الماء من وقت الإفطار حتى السحور.

"الأطعمة الأفضل"

ويقول الدكتور عبدالقادر سرحان ان الأطعمة المفضل في وجبتي الفطور والسحور هي التمر خاصة عند الإفطار لأنها تزود الجسم بالسكر الطبيعي لإمداده بالطاقة وهو غني أيضا بالمعادن والعناصر الضرورية للجسم كالبوتاسيوم والنحاس والمنغنيز وهي غنية بالألياف أيضا.

وعند السحور ينصح بشرب الكثير من السوائل و الاطعمة الغنية بالسوائل والنشويات كالحبوب الكاملة كالشوفان المحضر بالحليب أو بالماء،مع فواكه وقليل من المكسرات وأطعمة غنية بالألياف مع اللبن.