المغرب مهد الطريق لصياغة جديدة للكرة العربية
اللاعب العربي يملك من الإمكانيات ما يؤهله للعالمية بشروط !!
أسود الأطلس أحق بالبرونزية ما لم يعاندهم الحظ
ما حققه المنتخب المغربي بمونديال قطر يجب أن يكون بداية لمرحلة جديدة من تفكير وطموح كل القائمين على الكرة العربية لأنه قبل مونديال قطر كان تقييمنا للمسافة بين الكرة العربية والكرة العالمية مسافة كبيرة ساهم في ترسيخ ذلك التقييم هو الفارق الفني بيننا وبينهم بالإضافة لعامل نفسي مهم وهو أننا كعرب افتقدنا لمجرد التفكير في اللحظة التي يمكن أن نقترب فيها من الكرة العالمية وظلت أي نتيجة إيجابية يحققها منتخب عربي على منتخب عالمي ظل التعامل معها على أنها إنجاز غير مسبوق حتى لو كانت تلك النتيجة تعادل وفي بعض الأحيان ننظر لخسارة منتخب كبير بفارق على أنه شئ إيجابي وظللنا أسرى لعبارات التمثيل المشرف وبنفس المنطق نظرنا لفوز السعودية على الأرجنتين وتونس على فرنسا وتعادلها مع الدنمارك وبدأ المغرب سيناريو التغيير بتعادل سلبي مع الدانمارك ثم الفوز على بلجيكا وكندا وتصدر المجموعة وفجأة وجدنا العرب لأول مرة في الدور ربع النهائي ثم نصف النهائي.
خسارة غير طبيعية
ليصل الأمر بالمغرب ليخسر خسارة غير طبيعية من فرنسا بهدفين وكل من تابع اللقاء أمام فرنسا أكيد لم يشعر بأن هناك فارقا كبيرا بين المغرب وفرنسا بل تشعر أنك أمام منتخبين بنفس القدر من الكفاءة فرديا وجماعيا.
وبمعيار الفرص التهديفية كان المغرب الأكثر ولكن التوفيق غاب عن لاعبيه وأنا شخصيا خرجت من مونديال الدوحة بقناعة كبيرة بأننا كنا نعيش الوهم بتضخيم الفارق بيننا وبين الكرة العالمية وأن الحقيقة أن الفوارق ليست كبيرة لهذه الدرجة التي تجعلنا لا نفكر في مقارعتهم بندية وليست كبيرة لدرجة تجعلنا نهلل للفوز على أي منتخب عالمي على أنه إنجاز وهو غاية ما نتمناه واذا كان فوز السعودية على الأرجنتين إنجاز فماذا نقول عما حققه المنتخب المغربي من انتصارات؟
صياغة جديدة للفكر العربي
وما أود قوله علينا إعادة صياغة فكرنا المستقبلي نحو الكرة العربية أكيد القضية تحتاج لوقت وعمل شاق وبرامج مستقبلية وقيادات تدرك أن اللاعب العربي بامكانه أن يصل للعالمية اذا توافرت له ( البيئة المناسبة) وعلى كل لاعب عربي أن يستمد الحافز والطموح لمستقبله مما حققه أشقاؤه لاعبو أسود الأطلس وعلينا فتح المجال للإحتراف الخارجي (الجدي) الاحتراف الذي يعود بالفائدة على اللاعب العربي وبالتأكيد دول شمال المغرب فرصتها أسهل وأكبر بحجم اعتبارات اللغة والسبق في الاحتكاك الخارجي بأوروبا لكن بقية الدول العربية بامكانها أن تعد لاعبيها منذ الصغر بصورة احترافية بالطبع الفروق بين الدول العربية كبيرة لأن هناك ظروفا اقتصادية وبيئية مختلفة لكن لابد من بداية تستند على قاعدة مهمة أن ما حققه المغرب بداية لمرحلة جديدة تجعلنا أقرب للحقيقة وأبعد ما نكون من الوهم وأن نعمل بكل جدية لأن اللاعب العربي يملك من الموهبة والامكانيات ما يساعده على التألق عالميا.
وخطوة خطوة يمكننا الوصول لمرحلة نرى فيها أن الفوز على الأرجنتين وفرنسا والبرازيل أمر طبيعي لأن الله بعدله منح كل البشر كل المقومات العقلية والبدنية والذهنية وفقط من ينجح في استثمار تلك المقومات سيحقق التفوق ومباريات كرة القدم تتميز بالتكافؤ فهي ليست كالحروب التي تملك فيها بعض الدول اسلحة فتاكة قد لا تملكها الدول التي تحاربها ولذلك علينا أن نستفيد من خبرات المنتخبات العالمية ونقترب من تفكيرهم وخططهم ونضيف ما يمكن اضافته بخبراتنا العربية وفي النهاية سنجد أن لكل مجتهد نصيب وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ومن زرع حصد وكثير من الأقوال المأثورة في ثقافتنا العربية كفيلة بأن تصل بنا لما وصل اليه الغرب كرويا وما حققه الكبار كرويا هو ثمرة جهد وعمل دؤوب وفقط علينا أن نعمل مثلهم ونجتهد مثلهم ولنا جميعا في أسود الأطلس القدوة التي تدفعنا للأمام مع أطيب التمنيات للكرة العربية بالتوفيق.
البرونزية للمغرب
تتويجا لكل ما قدمه أسود الأطلس لبلدهم وللكرة العربية والأفريقية أرى فنيا أنهم الأحق بالميدالية البرونزية ما لم يتخل عنهم الحظ أو التوفيق بالاضافة للعامل البدني وتحامل بعض اللاعبين على أنفسهم في المباريات السابقة ولكن بنفس الروح العالية وبكل ما يملكونه من امكانيات فنية فهم الأحق بالميدالية البرونزية والمركز الثالث كهدية لجماهيرهم الوفية التي آزرتهم بالحناجر والدموع وبالدعوات وأنا متفائل بفوزهم بالمركز الثالث باذن الله.