تعد محمية الدوسري من أهم الأماكن التي يرتادها أهالي قطر من مواطنين ومقيمين في المناسبات لاسيما في الأعياد والمناسبات الأخرى مثل اليوم الوطني للدولة، وغيرها.
تستضيف حديقة الدوسري التي أنشئت بجهود خاصة لصاحبها الرجل البيئي محمد الدوسري العديد من الفعاليات لإدخال الفرحة على الزوار والتعريف بأهمية البيئة ومكوناتها الفطرية لاسيما من حيوانات وطيور تعيش في بيئة قطر.
وقد قامت «العرب» بجولة في حديقة ومحمية الدوسري بمدينة الشيحانية التي تبعد عن الدوحة بحولي 50 كيلومترا، وتعتبر من أجمل وأروع الحدائق والمحميات بالدولة، لما تمتاز به من جماليات عديدة ومساحات خضراء خلابة تسر الناظرين وحيوانات من مختلف الأنواع والاسماء.
وقد أنشئت المحمية بمبادرة فردية لمواطن قطري مهتم جداً بالبيئة والقضايا البيئية، ويتعمد بشكل خاص على ادخال التوعية البيئية خلال الفعاليات التي يقيمها في الحديقة، ويركز بشكل أساسي على مكونات البيئة القطرية وضرورة الحفاظ عليها، تأتي جولة العرب في حديقة ومحمية الدوسري بالتزامن مع بدء احتفالات الدولة باليوم الوطني لهذا العام تحت شعار «مرابع الأجداد امانة»، حيث يحمل هذا الشعار العديد من المعاني أولها أهمية الحفاظ على مرابع الأجداد.
وقال محمد مطر الدوسري صاحب المحمية لـ «العرب»: سوف نقيم فعاليات بمناسبة اليوم الوطني للتعريف بمرابع الأجداد، وسيكون هناك يوم مفتوح للجماهير بمناسبة اليوم الوطني.
وأضاف أن مرابع الأجداد تعني كل جزء من دولة قطر بكل مكوناتها، ويأتي هذا الشعار ليذكر الجميع بأهمية مرابع الأجداد، لافتا إلى أنه بعيداً عن الاهتمام الكبير للدولة وانجازاتها الكبيرة المتعلقة بالبيئة، توجد العديد من المبادرات الفردية من مواطنين مهتمين بالقضايا البيئية، ويسهمون من خلال جهود فردية سواء تنظيم فعاليات أو التوعية من خلال الاعلام وغيره بالبيئة وقضاياها واهمية تنميتها والحفاظ عليها لأنها هي مرابع اجدادنا التي تعد امانة في اعناقنا.
وأضاف الدوسري أن المحمية تتمتع بطابع خاص لدى المواطنين والمقيمين، ويأتي إليها المئات في العطلات الأسبوعية، وفي الأعياد يتجاوز عدد الزائرين 5 آلاف، وهو ما يعطي حافزاً كبيرا لإدارة المحمية لتكثيف الفعاليات التوعوية التي تعرف الزوار والمقيمين بالتراث القطري الذي يتجسد في مرابع اجدادنا، واردف لقد اطلقت محمية الدوسري العديد من المبادرات في المناسبات مثل اليوم الوطني الغالي على قلوب كل من يعيش على أرض قطر، ولذلك لزيارة المحمية والاستمتاع بالأجواء الطبيعية والتعرف على بعض مكونات البيئة القطرية لاسيما طيورها وحيواناتها، موضحاً أن هذه المبادرات تأتي ضمن سلسلة أنشطة اجتماعية تقدمها المحمية لمختلف فئات المجتمع. ولفت الدوسري إلى أن جميع من يعيش على أرض قطر استفاد من المبادرات العديدة التي تطلقها المحمية التي كان لها ردود فعل إيجابية، خاصة في ظل قيام العديد من السياح بزيارة دولة قطر، والتعرف على معالمها المختلفة.
وأكد الدوسري أن المبادرات التي تطلقها المحمية ليست بيئية فقط بل هناك العديد من المبادرات التي تركز على الموروث الشعبي القطري، مشيراً إلى أن المحمية شهدت العديد من المبادرات الخاصة بالحرف اليدوية وفعاليات الاسر المنتجة، التي يعتمد انتاجها بشكل أساسي على الموروث الشعبي القطري، حيث يحتوي السوق الشعبي في الحديقة على العديد من البضائع التي تقوم بتصنيعها الأسر القطرية وتباع بأسعار رمزية، منها العباءات والأكلات الشعبية والبخور والمناظر واللوحات الخشبية، لافتا إلى وجود العديد من الخيام التي تم تركيبها كاستراحات للأسر وقضاء أوقات جميلة ومتابعتهم لكل المسابقات الفنية والرياضية والثقافية وركوب الخيل والجمال والنعام.
ولفت الدوسري إلى أن الحديقة تحتوي على أكثر من 50 حظيرة بها العديد من الحيوانات البرية كالغزلان والوعول والنعام، تم جلبها من مختلف الدول الإفريقية والآسيوية وبعض حيوانات البيئة القطرية، وكذلك بعض الأنواع المختلفة من الطيور، حيث تعد زيارة المحمية فرصة نادرة للتعرف عليها، خاصة بالنسبة لطلاب المدارس الذين يحضرون بصفة مستمرة وهم يستمعون لشرح واف من المختصين عن هذه الطيور والحيوانات التي يدرسونها في الكتب باعتبار أن المحمية توجد بها مجموعة متميزة جدا من الطيور والحيوانات. وأشار الدوسري إلى زراعة العديد من الأشجار والمسطحات الخضراء في هذه المحمية، وعمل 100 رشاش ماء، لإتاحة الفرصة لنمو النباتات البرية والحيوانات للمرعى الطبيعي، كذلك بعض الزواحف وقسم العيادة البيطرية الذي تقع على عاتقه مسؤولية معالجة الحيوانات والطيور البرية بمختلف أنواعها، كما يشرف على تغذية الطيور والحيوانات وعمل الحجر البيطري والفحوصات بالنسبة للحيوانات الجديدة وعمل العمليات اللازمة للطيور البرية، فضلاً عن تقديمها للإرشاد للعديد من الزوار الذين يملكون طيوراً وحيوانات برية.
وحول اهتمام بالدولة بالمبادرات الخاصة الداعمة لجهود حماية البيئة قال الدوسري «جرى تكريمي من قبل العديد من الجهات لجهودي بالتعريف بالحياة البرية القطرية وإتاحة الفرصة لهم لقضاء أوقات جميلة وممتعة دون أي مقابل مادي».
وأضاف: يلاحظ الجميع تطور الأقسام والأجنحة المختلفة بالمحمية والاهتمام الذاتي منه في هذا المجال، وقد أعرب الزوار عن أملهم في قيام مؤسسات وإدارات الدولة المختلفة ذات العلاقة بهذا العمل برعاية هذه المحمية وإبراز دورها بالشكل المطلوب ودعمها من جميع النواحي نتيجة للإقبال منقطع النظير عليها، لافتا إلى أن المحمية تستقبل السفارات المعتمدة بالدولة والشركات والمؤسسات التعليمية والتربية وغيرها نظراً لما تمتلكه من خصائص غير متوافرة في المحميات الأخرى من حيث الاستقبال الطيب والجو الأسري العائلي وتعتبر من المعالم السياحية والأثرية في قطر.