قطر: السلام لا يأتي من العدم
محليات
16 ديسمبر 2014 , 10:20ص
نيويورك - قنا
أكدت دولة قطر أن السلام لا يأتي من العدم ولا يترسخ بدون البيئة والظروف المواتية له والتي تحافظ عليه، كما أن ثقافة السلام تتشكل من مجموعة القيم والمواقف والسلوك الإنساني المستند الى نبذ
استخدام العنف ويرتبط بمحاور التنمية وحقوق الإنسان، كما يؤكد برنامج الأمم المتحدة لتعزيز ثقافة السلام.
جاء ذلك في بيان دولة قطـر الذي ألقاه السيد عبد العزيز يوسف العلي عضو وفد دولة قطر أمام الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك حول البند الخاص بـ"ثقافة السلام."
وشدد العلي على أن دولة قطر تدرك أن التأكيد على السلام وبناء السلام وصنع السلام يتطلب الالتزام بطائفة واسعة من الإجراءات العملية في مختلف المجالات، موضحا أن التزام دولة قطر بذلك يتجلى في عدد من ركائز سياستها الخارجية، منها أن دولة قطر بذلت جهوداً كبيرة ومتميزة لحل النزاعات بالطرق السلمية استنادا إلى ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك عن طريق الوساطة، وقد ساهمت تلك المساعي في التخفيف من حدة التوترات في حالات عديدة شكلت تهديدا للسلم والأمن في العالم، ولاقت إشادة من مختلف الجهات بما فيها الأمم المتحدة.
كما أشار إلى أن من أسس السياسة الحكومية تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في إطار سياسة محورها الإنسان، وكفالة حقوق الإنسان للجميع، وإرساء الديمقراطية وسيادة القانون والحكم الرشيد والمساواة بين الجنسين ومحاربة الإرهاب ومكافحة الجريمة والفساد. كما أولت الدولة أهمية لتعزيز مشاركة جميع مكونات المجتمع في عملية التنمية الوطنية، لا سيما جيل الشباب الذي يقع على عاتقه ضمان مستقبل السلم والازدهار.
وأضاف العلي أنه أصبح لدولة قطر باعٌ طويل في مجال الحوار بين الثقافات والحوار بين الأديان، وأنشأت مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، الذي عقد مؤتمره الحادي عشر بتاريخ 25-26 مارس 2014 تحت
عنوان "الشباب ودوره في تعزيز قيم الحوار" بمشاركة أكثر من 350 مشاركا ومشاركة يمثلون اتباع مختلف الأديان السماوية والثقافات.
وفي العام الماضي، الذي صادف الذكرى السنوية العاشرة لإقامة أول مؤتمر لحوار الأديان في دولة قطر، عُقد مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان في الفترة من 23 إلى 25 إبريل 2013 تحت عنوان "تجارب ناجحة في حوار الأديان" ومنحت فيه لأول مرة جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان" وهي جائزة سنوية لأفضل مشروع ناجح في ذلك المجال.
وأكد أن دولة قطر كانت من أوائل الدول التي ساهمت في دعم وتطوير تحالف الحضارات الذي يؤدي دورا فاعلاً من أجل مكافحة الاستقطاب والتطرف عن طريق تعزيز التسامح والتنوع الثقافي، وقد استضافت الدوحة المنتدى العالمي الرابع للتحالف، في الفترة 11-13 ديسمبر2011.
كما لفت إلى أن التعليم يعد من أهم العوامل المساهمة في تنشئة جيل يدرك قيم السلام ويتحلى بتلك القيم، وعليه فقد كان تطوير التعليم من أولويات دولة قطر على المستوى الوطني حيث يتم ادماج ثقافة السلام في المناهج الدراسية وحيث توضح المؤشرات الإيجابية التقدم المحرز في تطوير القطاع التعليمي، وكذلك على المستوى الدولي حيث تقوم دولة قطر على عدة مبادرات لمساعدة الاطفال للحصول على تعليم كافٍ والتغلب على الآثار السلبية للنزاعات، بما فيها مبادرة "التعليم فوق الجميع" ومبادرة "عَلِّم طفلاً" التي أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر التي تهدف الى توفير تعليم ابتدائي عالي الجودة لملايين الاطفال في الدول التي تعاني من صراعات وحروب.
كما نوه العلي بالقول "إننا نتفق مع الأمين العام بأن السلام ينبغي أن يعتبر واحدا من الأبعاد الاستراتيجية لنموذج التنمية ، ومع توصية المدير العام لليونسكو بذلك على اعتبار أن السلام لا يمكن أن يقتصر على مجرد غياب النزاع بل يتطلب احترام وكفالة الحقوق المشروعة للشعوب والكرامة والتنوع والحوار بين الثقافات".
وقد أعرب عضو وفد دولة قطر عن شكره لسعادة الأمين العام على تقريره ولسعادة السيد ناصر بن عبد العزيز النصر، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، على تقريره وعلى ما يقوم به من جهود ومساهمات قيّمة في ترسيخ السلام وثقافة السلام.
كما أشار إلى أنه تم الاطلاع باهتمام بالغ على تقرير المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية
والعلم والثقافة (يونسكو) عن متابعة تنفيذ الإعلان وبرنامج العمل المتعلقين بثقافة السلام، ونشيد بالمشاريع والأنشطة التي تقوم بها المنظمة لنشر ثقافة السلام واللاعنف في مختلف المجالات التي تضطلع بها المنظمة.