خبراء: قطاع الأسمدة بدول التعاون يواجه مرحلة حرجة
اقتصاد
16 سبتمبر 2015 , 02:21م
قنا
أكد خبراء بقطاع الأسمدة أنه على الرغم من الإنجازات المهمة التي حققها منتجو الأسمدة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال العقد الماضي فإن هناك تحديات اقتصادية وسكانية قد يواجهها القطاع مستقبلا تجعله يواجه مرحلة حرجة ومليئة بالفرص أيضا.
جاء ذلك خلال انعقاد الدورة السنوية السادسة من مؤتمر "جيبكا السنوي للأسمدة" بدبي والذي ينظمه الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا".
وتحدث السيد خليفة السويدي، رئيس لجنة الأسمدة في "جيبكا" والرئيس التنفيذي لشركة قطر للأسمدة الكيماوية "قافكو" في كلمته الرئيسية خلال المؤتمر عن هذا الأمر قائلا "تعتبر دول مجلس التعاون الخليجي مصدرا رئيسيا لمادتي اليوريا والأمونيا على مستوى العالم، فبشكل عام يتمتع منتجو البتروكيماويات في دول المجلس بأفضلية إمكانية الحصول على الغاز بأسعار منافسة والتي تحافظ على هامش ربح صحي".
وأعاد إلى الأذهان إشارة أحدث تقارير "جيبكا" إلى أن المنتجين في دول الخليج حققوا نموا بهذا القطاع قدره 102 % منذ عام 2004 ليصل إجمالي الطاقة الإنتاجية إلى 40.9 مليون طن من الأسمدة، وواصلت هذه الصناعة بطابعها التصديري، بتصدير 22.9 مليون طن من منتجات الأسمدة في عام 2014 إلى أسواق متنوعة بينها أمريكا الشمالية، وآسيا، وشرق آسيا، بإيرادات قدرها 6.5 مليار دولار أمريكي.
وأكد السويدي أنه من المتوقع نمو صناعة الأسمدة بمعدل 1.8 % سنويا حتى العام 2018 على مستوى العالم، ومع ذلك هناك تحديات جلية تلوح في الأفق، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يبلغ عدد سكان العالم 9.7 مليار بحلول العام 2050، وستأتي هذه الزيادة بمعظمها من دول آسيا وإفريقيا، ويعتبر تأمين الغذاء الضروري لهؤلاء السكان من أكبر التحديات التي يواجهها قادة العالم اليوم، ويقدر بأن إنتاج الأغذية يجب أن يرتفع بمعدل 70 % لتوفير الغذاء الضروري على الرغم من أن إجمالي الأراضي الصالحة للزراعة سيرتفع بنسبة 5 فقط خلال الفترة ذاتها.
وتوقع أن تواجه مؤسسات إنتاج الأسمدة الإقليمية، المملوكة بمعظمها من قبل الحكومات، تحديات اقتصادية مقبلة، حيث تشهد الطاقة الإنتاجية العالمية للأسمدة زيادة متنامية، ما قد يدفع دول مجلس التعاون الخليجي لزيادة المعروض وبالتالي خفض الأسعار، وإضافة لذلك، هناك تحدٍ جديد يتمثل في احتمال إقامة اتفاق نووي مع إيران ما يعني زيادة في حجم النفط المصدر إلى أسواق العالم، وبالتالي انخفاض أسعار النفط في الدول الخليجية.
ووفقا لأحد كبار المدراء التنفيذيين من رابطة صناعة الأسمدة الدولية "IFA" فإنه على الرغم من النقص الوشيك في الطاقة الإنتاجية على المدى الطويل، ستبقى الأسمدة مادة أساسية لبقاء الجنس البشري، وبهذا الصدد قال السيد باتريك هيفير مدير قسم الخدمات الزراعية في رابطة صناعة الأسمدة الدولية "سيكون من الصعب توفير الغذاء لما يزيد على 4 مليارات شخص بدون الاعتماد على الأسمدة، وسنحتاج إلى 1.2 مليار هكتار من الأرض لإنتاج الحبوب فقط في حالة عدم وجود الأسمدة، وبالطبع نحن لا نمتلك هذه المساحات الهائلة".
من جهته قال الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام لـ"جيبكا"، "حققت صناعة الأسمدة في الخليج العربي الكثير من الإنجازات البارزة خلال العقد الماضي، إذ تقدر قيمة القطاع بعدة مليارات دولار، ويعمل ضمنه 51 ألف موظف، وفي ظل التحديات الاقتصادية والسكانية المتنامية، فإن عهد النمو الهائل في القدرة الإنتاجية والأرباح المرتفعة بدأ يتراجع، إذ بات بإمكان المنافسين الحصول على الغاز بأسعار معقولة أيضا، وهي من أهم الميزات التي خدمت قطاع الصناعات البتروكيماوية في منطقتنا لفترة طويلة".
وأضاف "من هنا يتوجب على منتجي الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي البحث عن سبل لتنويع محفظة منتجاتهم لتشمل منتجات متخصصة ذات قيمة عالية، والخبر الجيد هو أن المنطقة تسير في الطريق الصحيح نحو التغلب على هذه التحديات خاصة مع إطلاق مشروع "وعد الشمال للفوسفات" واستمرار نمو صناعات الأسمدة التخصصية".
واستقبلت الدورة السادسة من مؤتمر "جيبكا" للأسمدة 318 من خبراء القطاع من 34 دولة حول العالم لمناقشة الإستراتيجيات الفعالة لإنتاج الأسمدة والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، وبناء مستقبل مستدام.
وتم إطلاق "الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات" "جيبكا" في عام 2006 كمنظمة ممثلة للقطاع في منطقة الخليج العربي تتبنى الاهتمامات المشتركة للشركات الأعضاء في الاتحاد، بالإضافة إلى الشركات العاملة في قطاع إنتاج الكيماويات والصناعات والخدمات المساندة لها، وتسهم الشركات الأعضاء مجتمعة بأكثر من 95 % من مجمل إنتاج الكيماويات في دول الخليج العربي، ويعد هذا القطاع في الوقت الحاضر ثاني أكبر القطاعات الصناعية على مستوى المنطقة بمنتجات تصل قيمتها سنويا إلى 102,6 مليار دولار أمريكي.
ويحرص الاتحاد على الارتقاء بقطاع الكيماويات والبتروكيماويات في المنطقة من خلال تقديم كافة سبل الدعم الممكنة وتفعيل التواصل بين المعنيين، بالإضافة إلى مبادرات الريادة الفكرية التي تمد جسور التواصل البناء بين الشركات الأعضاء لتبادل المعارف والخبرات وتطويرها وتحسينها باستمرار، علاوة على الحضور الفاعل في المحافل الدولية المعنية بشؤون الصناعة، وبالتالي تحقيق مساهمة ملموسة في رسم ملامح مستقبل صناعة البتروكيماويات على الصعيد العالمي.
ويلتزم "الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات" بتوفير منصة مثالية لجميع المعنيين بالقطاع في المنطقة، ولتحقيق هذه الغاية، تتبع له 6 لجان فاعلة تركز في عملها على القطاعات الفرعية مثل البلاستيك، والأسمدة وأخرى تركز على القطاعات المساندة مثل: سلاسل الإمداد، والتجارة الدولية، والأبحاث والابتكار، والرعاية المسؤولة، وينظم الاتحاد سنويا 6 فعاليات على المستوى العالمي، ويقوم بإصدار العديد من التقارير والدراسات المتخصصة فضلا عن النشرات الإخبارية الدورية.
ج.ا/م.ب