يتواصل حاليا معرض “وفاء الحمد: جغرافيا الخيال” حتى التاسع من أغسطس المقبل، والذي ينظمه متحف: المتحف العربي للفن الحديث، وسط اهتمام واسع من الزوار والنقاد على حد سواء، ليمنح الجمهور فرصة إضافية للتعرّف إلى تجربة فنية رائدة في المشهد القطري والعربي.
ويُعدّ المعرض أول عرض متحفي شامل يستعرض مسيرة الفنانة والمصممة والمعلّمة القطرية الراحلة وفاء الحمد (1964–2012)، التي تركت بصمتها المميزة في الفن الحديث من خلال أعمال تنبض بالخيال والتجريب والارتباط العميق بالهوية المحلية.
ويضم المعرض مجموعة مختارة من أعمال الفنانة، تنوّعت بين اللوحات الزيتية والمائية، والأعمال الخشبية، والفن الرقمي، إلى جانب أرشيفات شخصية وأعمال معارة، تكشف عن مسيرة فنية غنية طبعت ذاكرة الفن القطري المعاصر. وتشكل هذه الأعمال تجربة بصرية فريدة تمتزج فيها جماليات الخط العربي بالخداع البصري، وروح التجريد مع الفضاءات ثلاثية الأبعاد، في طرح فني يجمع بين الأصالة والحداثة.
ويأخذ المعرض زواره في رحلة عبر التأثيرات العالمية والخليجية التي ساهمت في صياغة رؤية وفاء الحمد الفنية، كما يسلّط الضوء على الموروث الثقافي المحلي الذي شكّل مصدر إلهام دائم لأعمالها، خصوصًا الزخارف الإسلامية والأندلسية، والعمارة التراثية، والألوان الحالمة المستمدة من فلسفة كاندينسكي وفن الخداع البصري لفيكتور فاساريلي.
وتبرز في المعرض ملامح البعد الروحي والذاتي الذي طبع أعمال وفاء الحمد، حيث تُقدَّم أعمالها بوصفها بوابات نحو عوالم داخلية تتقاطع فيها الذاكرة الشخصية مع التاريخ، والانطباعية مع التكنولوجيا، والتجريد مع المعمار التراثي.
ويستعرض المعرض أيضًا ارتباط وفاء الحمد بسياق أوسع من الفنانات العربيات اللواتي ساهمن في تشكيل الحداثة الخليجية والعربية، ومن بينهن ثريا البقصمي، مديحة عمر، بلقيس فخرو، وسامية حلبي، حيث يحتفي المعرض بهذا الامتداد النسوي الفني ويؤكد دور الفنانات في إثراء لغة الفن العربي المعاصر.