هنا قطر في 2 ديسمبر 2010.. شمس جديدة تشرق على المنطقة
محليات
16 يوليو 2018 , 05:35ص
الدوحة - العرب
شكّل الثاني من ديسمبر عام 2010 نقطة تحوّل كبيرة بالنسبة لمسيرة دولة قطر وللشعوب العربية، بل ولشعوب منطقة الشرق الأوسط كاملة.
لم يكن ذلك اليوم كأي يوم آخر، لقد شكّل فصلاً تاريخياً جديداً، وحدثاً غير مسبوق في تاريخ المنطقة برمتها، ومرحلة جديدة في حياة الشعوب العربية وشعوب المنطقة.
في الواقع، ذلك اليوم شهد إشراقة شمس جديدة على قطر والمنطقة، حملت شعاعاً ناصعاً مضيئاً، ليس كأي ضوء.
لقد شكّل الثاني من ديسمبر عام 2010 أملاً جديداً بمستقبل أفضل لقطر وللشعوب العربية، أملاً أعاد من جديد بث الثقة وروح التفاؤل في نفوس تلك الشعوب، بعد أن كادت تفقد كل شعور بإمكانية العيش كباقي شعوب العالم، تنعم وتحيا حياة لا تقل عن حياة أي شعب آخر، وتستضيف أحداثاً تاريخية عالمية لم تعتد عليها المنطقة في أي يوم مضى.
ولم لا؟! نحن الشعوب العربية لا ينقصنا الدافع ولا الإرادة ولا العزيمة أو المقدرة التنظيمية والإدارية على تولي تنظيم الأحداث الكبرى وإنجاحها بمواصفات قياسية ومعايير تنافسية رفيعة المستوى.
التعهد باستضافة مونديال لم يشهد العالم له مثيلاً
التخطيط والعزيمة يكسران كل الحواجز
من هنا، بدأت أحداث تاريخ جديد لقطر وللعرب، تاريخ سيبقى عالقاً في أذهان وعقول وقلوب الشعب القطري والشعوب العربية قاطبة، تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، وتتحدث عنه نصراً مؤزراً ظفرت به قطر بإرادتها السياسية، وحكمة وحنكة قيادتها، ورؤيتها ونظرتها الثاقبة للمستقبل والأفق البعيد.
في الثاني من ديسمبر 2010، استطاعت قطر أن تكسر كل الحواجز التي كانت تحول دون تحقيق شيء للعرب وللمنطقة، حتى الحواجز النفسية التي كانت تمنعنا، نحن الشعوب العربية، أن نفكر في أن نكون مثل الآخرين، نفرح ونستمتع بالحياة، ونعيشها كما تعيشها الشعوب المتقدمة، لدينا أمل ومستقبل جميل.. لم لا؟!
قطر فعلتها، استطاعت بإرادة وعزيمة لا تلين أن تحقق كل ذلك لشعبها ولشعوب المنطقة. ففي الثاني من ديسمبر 2010، عندما حمل صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كأس العالم؛ إيذاناً بفوز قطر باستضافة مونديال 2022، حمل سموه مع الكأس عالياً شعلة الأمل الذي أعاد بث الروح للشعوب العربية.
حينها قالت قطر للعالم أجمع: نحن هنا، نستطيع وبكل ثقة أن ننظم أفضل مونديال في التاريخ، مونديال لن يشهد له العالم نظيراً، مونديال سيبقى خالداً إلى عقود مقبلة، تتحدث عنه الأجيال، وتقارن بروعته وتنظيمه ونجاحه كل البطولات التي ستليه لعقود طويلة وطويلة.
الدوحة تكتب سطور.. التاريخ العربي الجديد
ربما في البداية لم تكن الفكرة قابلة للتصديق أو النجاح أو التطبيق على أرض الواقع، عندما فكرت قطر في أن تتقدم لتنظيم مونديال كأس العالم 2022، الشعوب العربية لم تكن قادرة على تخيل الفكرة وإمكانية نجاحها، كيف لا وهي التي اعتادت الهزائم والانكسارات، هزيمة تلو الأخرى، وانكساراً تلو انكسار؟!
لكن بالثقة الكبيرة، والعزيمة والإرادة التي لم يكن لها سقف، والتي تحلى بها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، استطاعت قطر أن تعيد الثقة إلى الشعوب العربية في نفوسها، وأن تنهي زمن الانكسارات والهزائم العربية.
من هذا التاريخ سيبدأ التاريخ العربي الجديد.. من هذا التاريخ سيبدأ النجاح العربي.. المستقبل العربي.. سيبدأ الأمل بحياة جديدة وتطلعات جديدة إلى المستقبل. من هنا البداية، والبداية تتولى زمامها قطر.
كان وقع الخبر في الشارع القطري والعربي مدوياً، مدوياً بكل المفاهيم والمعاني الإيجابية للكلمة.. كيف استطاعت قطر أن تنجح حيث فشل الآخرون؟ كيف استطاعت أن تحقق الحلم؟ كيف؟ كيف تمكنت من فعلها وبنجاح منقطع النظير؟ لكنها في النهاية فعلتها، وكان النجاح حليفها.
أصداء الفوز كاسحة والفرحة عارمة في أرجاء البلاد
الصورة لن تذهب من مخيلة وأذهان شعوب المنطقة والعالم أجمع، صورة سمو الأمير الوالد وهو يرفع كأس العالم عقب الإعلان عن فوز قطر باستضافة مونديال 2022.. من هنا، تغيّر كل شيء.
من هذا التاريخ.. بدأ تاريخ جديد للمنطقة ولشعوبها..
كانت أصداء الفوز كاسحة، والفرحة عارمة وجنونية.. كان وقع الخبر كالصدمة، لم يُستوعب مباشرة إلا بعد حين؛ فالحدث كبير وكبير، والخبر ليس سهلاً على مسامع الشعوب العربية بمضمونه ووزنه.
لكن في النهاية، حدث ما لم يتوقعه العرب يوماً.. فازت قطر وظفرت باستضافة مونديال 2022، بل وهزمت أميركا في الجولة الأخيرة من تصويت أعضاء «الفيفا».
هل يُعقل أن تهزم قطر أميركا؟
في الواقع، نعم. هزمتها وفازت بحق الاستضافة.
لقد ترقب القطريون والمقيمون من مختلف الجنسيات -ومعهم شعوب المنطقة- هذه اللحظة وانتظروها طويلاً، لحظة إعلان الفائز باستضافة مونديال 2022.
تفوّق في مرحلة التصويت التمهيدي ثم النهائي
في الجولة الثالثة، حصدت قطر 11 صوتاً، وأميركا 6، وكوريا الجنوبية 5، فيما لحقت اليابان بأستراليا وغادرت من الجولة الثانية.
في الجولة الرابعة والحاسمة، اكتسحت قطر أصوات الأعضاء بواقع 14 صوتاً، فيما حازت أميركا على 8 أصوات فقط، في الوقت الذي خرجت فيه كل من كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا من الجولة الثالثة.
وفي ذلك التاريخ، كانت الفرحة فرحتين: الأولى فوز قطر باستضافة المونديال، والثانية تأهل منتخب قطر للمونديال بحكم أنها البلد المستضيف.
في المساء وفور الإعلان عن اسم البلد الفائز، انقلب حال الشارع القطري رأساً على عقب، وملأت الفرحة قلوب ونفوس المواطنين والمقيمين، الذين نزلوا إلى الشارع غير مصدقين.. عبّروا عن فرحتهم العارمة، وطافوا معظم شوارع قطر يحملون صور سمو الأمير الوالد، وراية قطر خفاقة عالية.
في الواقع، لقد اجتاحت الفرحة شوارع قطر والعديد من المدن العربية.
منذ ذلك التاريخ والفرح مستمر، فرح تعيشه قطر كل اليوم، وستبقى تعيشه حتى عام 2022، وما بعد هذا التاريخ أيضاً؛ لأن الحدث يُعتبر الأكثر أهمية على الإطلاق على مستوى العالم أجمع، وقطر هي أول دولة عربية وشرق أوسطية تحظى بشرف تنظيم هذا الحدث.
قطر تحصد أكثر الأصوات.. وتتغلب على كبرى الدول
في ذلك اليوم، انتظروا بشغف وقلق في واقت واحد من الصباح الباكر وحتى المساء. الجميع كان يعيش لحظة ترقّب لم يشهد مثلها من قبل. ربما كان ذلك هو اليوم الأطول الذي يمر به الشارع القطري والعربي.
الجميع كان يراقب مراحل وسير عملية التصويت بمقر «الفيفا» في زيوريخ بسويسرا؛ فقد كان هناك 5 دول -بما فيها قطر- ترشحت لاستضافة المونديال، و4 جولات للتصويت كانت كفيلة بإثارة وتوتير أعصاب الجميع داخل وخارج قاعة التصويت.
الثابت أن قطر حصدت أعلى الأصوات في كل الجولات الأربع، لكن كان لا بد من إجراء الجولات كافة حسب قواعد التصويت.
في الجولة الأولى، حصدت قطر 11 صوتاً، وأميركا 3 أصوات، وكوريا الجنوبية 4، واليابان 3، وأستراليا صوتاً واحداً.
في الجولة الثانية، حصدت قطر 10 أصوات، وتساوت أميركا وكوريا الجنوبية بواقع 5 أصوات لكل منهما، واليابان صوتين، فيما خرجت أستراليا من الجولة الأولى.