أحمد عمار: الشعر مثل «الإنفلونزا» يهاجم الشاعر في أي وقت
ثقافة وفنون
16 يونيو 2011 , 12:00ص
القاهرة - إيهاب مسعد
أكد الدكتورأحمد عمار أن الشعر مثل «الإنفلونزا» يهاجم الشاعر في أي وقت في الصيف في الشتاء في الخريف فالشعر يأتي فجأة في أي وقت؛ فأنا أكتب الشعر في أي وقت وفي أي مكان فإذا كنت في مكان وأتاني الشعر ولم يكن معي ورقة وقلم لأسجل فأردد الأبيات على الموبايل وفقا لتكنولوجيا العصر الحديث وعندما أصل إلى منزلي أو مكتبي أسارع بكتابة ما سجلته على الموبايل فالشعر إلهام ليس له وقت.
جاء ذلك الحديث في حوار أجرته «العرب» مع الشاعر المصري الدكتور أحمد عمار وهذا نصه:
متى بدأت رحلتك مع عالم الشعر؟
- بدأت رحلتي مع الشعر مبكرا في مرحلة متقدمه جدا من عمري وتحديدا عندما كنت في المرحلة الابتدائية فكان والدي يحفظني الشعر وكنت ألقيه في حفلات المدرسة، أما بداية كتابتي للشعر فبدأت في أوائل المرحلة الإعدادية حيث كنت أكتب بعض الأبيات البسيطة وكنت أكتب بالفصحى ثم بدأت أكتب بالعامية إلى جانب الفصحى إلى أن سرت حاليا أكتب أشعاري بالعامية.
بمن تأثرت من الشعراء الكبار؟
- أول من تأثرت به والدي الذي كان يكتب الشعر لكنه لم يكن من الشعراء المصنفين؛ لأنه كان يكتب لنفسه ولا ينشر دواوين وبعد ذلك تأثرت بكل شاعر قرأت له فمن شعراء الفصحى تأثرت من أول شعراء العصر الجاهلي وحتى شعراء العصر الحديث وذلك بحكم دراستي للأدب العربي القديم والحديث ومن شعراء العصر الحديث الذين تأثرت بهم، فبالنسبة لشعراء الفصحى فمنهم محمود حسن إسماعيل وأمل دنقل ومن شعراء العامية بيرم التونسي وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم وغيرهم.
هل كتابة الشعر مهنة أم موهبة؟
- طبعا موهبة في الأساس فلا بد أن يكون عند الشاعر موهبة وإلهام من الله سبحانه وتعالى لكن بالخبرة والممارسة وإتقان عناصر الشعر يتحول إلى شاعر محترف.
لماذا تبرز عنصر الإيقاع في أشعارك؟
- بحكم دراستي لموسيقى الشعر وحبي لعنصر الإيقاع لذلك أقوم بإبرازه في أشعاري كما أن عنصر الإيقاع يخلب الألباب أي يجذب آذان المستمعين للشعر كما أنه لا أحد يستطيع أن ينكر أن الشعر العربي كان قائما على عنصر الإيقاع الذي بدأنا نتخفف منه شيئا فشيئا فمرة هجرنا القافية ولجأنا إلى الشعر الحر وشعر التفعيلة وقبله الشعر المرسل ونهاية بما يسمى بقصيدة النثر.
ديوانك الأخير «أيام الثورة» يبدو وكأنه يوميات شعرية فهل كنت أثناء ثورة يناير تكتب الشعر يوميا من ميدان التحرير؟
- ديوان «أيام الثورة» أقرب ما يكون إلى يوميات شعرية أو تسجيل لبعض اللحظات الشعرية فقد كنت في ميدان التحرير وأرصد الأحداث لحظة بلحظة فكان يأتيني الشعر فأسجله على الفور، وقد كتبت عشر قصائد في عشرين يوما من يوم 25 يناير وحتى يوم 13 فبراير فوضعت العشر قصائد في ديوان وأطلقت عليه «أيام الثورة « ووضعت على كل قصيدة تاريخ اليوم الذي كتبت فيه لتكون القصيدة ابنة سياقها.
في ديوانك «حنين» قدمت معه «سي.دي» مسجلا عليه أشعار الديوان بصوتك فهل لتأكيد الشعر عند المتلقي؟ أم ماذا؟
- هناك سببان وراء ذلك: السبب الأول هو أن الشعر في الأساس فن شفوي فقد تسرب الشعر إلى نفوس العرب القدماء عن طريق الإلقاء فقد كانت تعقد المناظرات الشعرية في سوق عكاظ في العصر الجاهلي وكان يقوم الشاعر بإلقاء قصائده أمام الناس فكانوا يحفظونه في صدورهم وكان قليلا ما يكتب.
السبب الثاني أريد المواجهة مع الناس وأبرز موهبتي في إلقاء الشعر فلذلك سجلت الشعر بصوتي وقدمته مع ديواني «حنين» كما قمت بتكوين فرقة موسيقية شعرية أقوم خلالها بإلقاء الشعر وهم معي بالموسيقى وسأقدم أمسية شعرية موسيقية قريبا.
هل تمارس نقد الشعر؟
- في الواقع لم أمارس النقد إلا قليلا وذلك لأنني مؤمن بفكرة أن الناقد يقتل المبدع فأنا أهتم بالجانب الإبداعي أكثر من النقدي لأنني أحب أن يظل الإبداع كما أنتجته في البداية على حالته الأولى فقد أجود وأحسن فيه لكن يظل ابن اللحظة التي أنتج فيها، وإذا كان النقد داخليا أكبر من المبدع فسوف أفرز ما أكتبه أزيد وأنقص فيه لكي تظهر الصياغة بشكل جيد لكن ذلك يشوه العمل لذلك ليس عندي استعداد لأجعل النقد عندي أكبر من المبدع فالأهم عندي هو الإبداع لذلك أكتب الشعر بعين الشاعر وليس بعين الناقد.
ما الجديد الذي طرأ على الشعر المصري عقب ثورة يناير؟
- الوقت الذي مر على ثورة 25 يناير قليل جدا على أن نقيم الجديد الذي طرأ على الثقافة المصرية بشكل عام لكن الثورة صنعت شيئا مهما وهو أنها أفرزت الإنسان الجيد من الرديء وذلك في كل المجالات، ففي الغناء مثلا فالأسماء التي كانت موجودة قبل الثورة كتامر حسني وغيره فأثناء الثورة لم يكونوا موجودين في الميدان ولست أقصدهم بأشخاصهم بل بفنهم لم يكن لهم أي وجود، فالذي كان موجودا علي الحجار ومحمد منير وأشعار أحمد فؤاد نجم لأنهم أكثر من عبروا عن الشعب المصري فالشعب يهتم بمن يعبر عنه.
ماذا ستقدم قريبا؟
- أقوم حاليا بالإعداد لديوان جديد أتناول فيه ما حدث بعد ثورة يناير وحتى الآن من خلال مجموعة من القصائد بعنوان «يُحكى أن» وفيها حكايات مختلفة من ميدان التحرير وغيره، وقصيدة أخرى بعنوان في السرداب وهي عن أمن الدولة والذي جعل نفسه غير موجود ولكنه ما زال موجودا.