شهد الصالون الثقافي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب حلقة نقاشية حول كتاب المعلم القائد للكاتب القطري إبراهيم عبدالله المحمدي بحضور نخبة من الكتّاب والمثقف وجمهور المعرض.
ويقام المعرض تحت شعار «من النقش إلى الكتابة» حتى غد السبت في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.
وقال الكاتب إبراهيم المحمدي إن مهنة التعليم ركيزة رئيسة في تقدم الأمم وازدهارها، وأن بعض الأمم تعيد فشلها أو نجاحها وتحقيق الرقي الحضاري إلى سياسة التعليم وكفاءة كوادره وخصوبة بيئته.
وأوضح المحمدي خلال الحلقة النقاشية التي أدارها الكاتب محمد يوسف العركي، أنه نظرا لتأثير القادة بشكل مباشر على أوطانهم عبر العصور، فإن الاهتمام باكتشاف القيادات منذ الصغر وتنمية المهارات القيادية لديهم هدف تسعى إليه الدول، التي تعمل على التطور والرقي في جميع المجالات، وهنا تبرز أهمية دور المعلم في صناعة هؤلاء القادة، وما يجب أن يتوفر لديه من صفات وأدوات تخوله النجاح في مهمته. باختصار أن يكون «معلما قائدا».
وأوضح المحمدي أن دافع إعداد هذا الكتاب يرجع للأهمية البالغة لدور «المعلم القائد» في بناء الأمم والحضارات، لإلقاء الضوء على كل ما يجب أن يكون عليه المعلم القائد، وليظهر تأثيره بوضوح على طلابه، وينقل لهم أهمية القيادة وصفاتها وعلاقتها بتحصيلهم الأكاديمي وتحسن سلوكهم، وتمكنهم من التفاعل الإيجابي في حياتهم ومجتمعهم، وتهيئتهم للقيام بأدوارهم القيادية في المستقبل ليكونوا مواطنين فعالين وقادة مؤثرين. وأضاف الكاتب أن المعلم صانع أجيال وناشر علم ورائد فكر ومؤسس نهضة، وإذا كانت الأمم تقاس برجالها؛ فالمعلم يبني الرجال وهو صانع المستقبل.
ووجه الكاتب مجموعة من الرسائل خلال الجلسة كلها تصب في اعداد المعلم القائد كان أولها إلى المعلمين الجدد وكيف يمكنهم تطوير مهاراتهم ليحرزوا ثقة طلابهم ويكون قدوة وليس مجرد معلم يعطي درسا علميا.
كما وجه رسالة إلى الأباء والأمهات بضرورة تعزيز مهارات أبنائهم وإعدادهم جيدا لتحمل المسؤولية منذ البداية في طريق إعدادهم للقيادة ومن اهم هذه المهارات القراءة والتعلم والتفكر والاعتماد على النفس.
يتناول الكتاب بالشرح المبسط اختلاف النظرة عبر العصور تجاه الأدوار التي يؤديها المعلم؛ حيث إنه في عصر ما قبل التربية الحديثة كان ينظر للمعلم على أنه ملقن وناقل معرفة فقط، وما على الطلاب الذين يعلمهم إلا حفظ المعارف والمعلومات التي يوصلها إليهم، ليتطرق إلى تطور هذا المفهوم في عصر التربية الحديثة، حيث ينظر إلى المعلم على أنه معلم ومرب وقائد نهضة في آن واحد، وتقع على عاتقه مسؤولية الطلاب في التعلم والتعليم، والمساهمة الموجهة والفاعلة في تنشئتهم التنشئة السليمة كقادة للمستقبل.
كما يبرز الكتاب ما يجب على المعلم تجاه أدواره ومهامه، والتي من بينها أن يكون بمثابة محور للعمل في المدرسة وعمودها الفقري، وأن قيمته تتركز على وعيه وإلمامه بمسؤولياته الجسام واكتساب الخبرات الجديدة والمتطورة والشاملة التي تناسب روح العصر في تحقيق الأهداف التربوية بجوانبها المختلفة، والمشاركة الفعالة والإيجابية من خلال عمله كعضو في المؤسسة التعليمية، في إعداد المواطن الصالح الذي يعرف ما له وما عليه.
ويأتي كتاب «المعلم القائد» ليبين أيضا دور المعلم وأهميته وصفاته وكل ما من شأنه الارتقاء بمستواه وبالتالي مستوى طلابه، حيث جاء الفصل الأول ليعرف بما كان عليه المعلم في العصور القديمة حتى العصر الحديث.
وفي الفصل الثاني ينتقل الكتاب إلى تعريف القيادة وشرح أساليبها والفرق بين القائد والمدير، ودور القيادة في العمل الجماعي، وأهمية بناء الطالب القائد، كما يتحدث عن المعلم والقائد الأول وصفاته ومسؤولية القيادة في الإسلام، ليتناول في الفصلين الثالث والرابع بالتفصيل المعلم القائد والتعريف به ومعرفة المعلم صفات القادة، وبيان هل كل معلم قائد أم كل قائد معلم؟ وأهمية تعليم الطلاب القيادة، وصفات المعلم القائد كي يكون قائدا لصناعة قادة المستقبل.