

أعلنت دولة قطر، أمس، عن تعهد جديد بقيمة 25 مليون دولار أمريكي لدعم السودان الشقيق، وذلك انطلاقا من واجبها تجاه شعبه الكريم، ليصبح مجموع ما خصصته منذ اندلاع الأزمة في البلاد 75 مليون دولار، بالإضافة إلى إسهامات مؤسساتها الأهلية ممثلة في قطر الخيرية والهلال الأحمر التي تجاوزت 11 مليون دولار حتى اليوم.
جاء ذلك في كلمة دولة قطر التي ألقتها سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، أمام مؤتمر باريس حول السودان الذي انعقد أمس بالجمهورية الفرنسية.
وأكدت سعادتها أن المؤتمر يأتي في توقيت مهم يشهد فيه السودان الشقيق وشعبه الكريم واحدة من أقسى المآسي الإنسانية المعاصرة، حيث تعد أزمة النزوح في هذا البلد الكبير جراء الصراع العسكري القائم هي الأكبر عالميا في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن «نسبة الطلبة خارج المنظومة التعليمية هي الأعلى دوليا اليوم ناهيكم عما يشهده هذا الشعب الكريم من فظائع وخسائر في الأرواح ونقص حاد في الغذاء والدواء».
وجددت سعادتها التأكيد على أهمية الإسهام في إعادة ملف السودان إلى الأجندة الدولية ووضعه في مكانه الصحيح على قائمة أولويات المجتمع الدولي.
وذكرت في هذا الصدد أن دولة قطر تود التأكيد على حزمة من المبادئ المهمة لتشكيل الأسس التي تقوم عليها أية مقاربة دولية للملف السوداني، موضحة أن المبدأ الأول هو المحافظة على سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه والمحافظة على مؤسساته، وأكدت أن المبدأ الثاني هو تحقيق مصلحة الشعب السوداني الشقيق والتي تبدأ بحقن دمائه واستعادة أمنه في وطنه وتوفير احتياجاته والعمل على تحقيق تطلعات شعبه المشروعة في وطنه، فيما قالت إن المبدأ الثالث هو وقف التدخلات الخارجية التي أسهمت في إشعال فتيل هذه الأزمة ابتداء ولما تزل تسهم في إشعال الحرائق بدل إطفائها.
ورأت سعادتها أن «حل الأزمة السودانية لن يكون من خلال استدامة الوضع الحالي تحت أي ذريعة والاكتفاء بدعم اللاجئين في دول جوار السودان وكأن المجتمع الدولي يسهم بشكل مباشر وغير مباشر في ترسيخ الوضع الراهن وتحويل المجتمع السوداني إلى مجتمع من اللاجئين بدل الإسهام في حل جذور الأزمة ومساعدة الشعب السوداني الشقيق ومؤسسات بلاده في خلق الظروف الملائمة ليتمكن من العيش في وطنه بكرامة».