

من الحقائق المتعارف عليها أن تناول الكثير من الملح يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة لأنه يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية ومع ذلك، يفترض الكثير من الناس أن استهلاك الملح لا يدعو للقلق إلا في السنوات الأخيرة من العمر، بينما تشير الدلائل العلمية الحديثة إلى أن تناول الملح بكميات كبيرة منذ السنوات الأولى أي منذ الطفولة يمكن أن يؤدي إلى زيادة ارتفاع ضغط الدم في سن مبكرة ويستمر حتى مرحلة البلوغ، مما يزيد من خطر إصابة الفرد بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية وغيرها من الأمراض المزمنة غير الانتقالية والتي تعتبر من المسببات الرئيسية للوفاة في العالم. بهذا الخصوص، تعمل وزارة الصحة العامة بدولة قطر من خلال الاستراتيجية الوطنية للصحة 2017- 2022 للوصول إلى الهدف الوطني المتمثل بخفض إجمالي حالات الوفاة التي تعزى إلى الأمراض غير الانتقالية. ولتحقيق هذا الهدف، يجب التركيز على الحد من استهلاك الملح لجميع الفئات العمرية.
أبرزت نتائج المسح الوطني (STEPwise survey) الذي أجري في دولة قطر عام 2012 أهمية وضع المزيد من الجهود للحد من تناول الملح بين السكان، حيث بلغ معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم بين البالغين الذكور والإناث 32.9% (لديهم ارتفاع ضغط دم). البيانات المتعلقة بمتوسط تناول الملح في منطقة شرق المتوسط غير متوفرة إلا من عدد قليل من الدول، ومع ذلك فإن النمط الاستهلاكي لتناول الملح في منطقة شرق المتوسط يعتبر الأعلى في العالم، حيث يصل إلى مستوى 17 جم في اليوم للشخص الواحد في بعض البلدان.
وأظهرت نتائج المسح الوطني لاضطراب نقص اليود بين الأطفال (طلبة المدارس الابتدائية من سن 6 إلى 12 عامًا) في دولة قطر والذي أجري في عام 2014 أن متوسط تناول الملح اليومي كان 13 جراما وهو أكثر من المستوى الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية (أقل من 5 جرامات من الملح يوميا).
يساهم الخبز بحوالي 20٪ من كمية الملح المتناولة في معظم البلدان، بالإضافة إلى الكميات الكبيرة من ملح الطعام المضاف أثناء طهي الطعام وتقديمه. يُعتقد أيضاً أن الجبن والمخللات من المصادر الرئيسية لاستهلاك الملح في منطقة إقليم شرق المتوسط (منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، 2012).
وقد أشار المسح الوطني لدخل وإنفاق الأسرة في قطر للفترة 2012-2013 إلى أن 35٪ من الإنفاق على إجمالي الكربوهيدرات / الحبوب يأتي من الخبز بين السكان (القطريين وغير القطريين).
وقال فريق تعزيز الصحة والأمراض غير الإنتقالية بوزارة الصحة العامة» يتسم الخبز بتواجده بشكل كبير في العديد من الأنظمة الغذائية في جميع أنحاء العالم وهو يعد أحد أكبر مصادر الملح في النظم الغذائية.
فيما يتعلق بالخبز المباع في دولة قطر، كان هناك تحسن كبير ومراقبة مستمرة لمحتوى الملح في الخبز.
وشاركت وزارة الصحة العامة في استطلاع أجرته مجموعة العمل العالمية بشأن الملح والصحة (WASH) في مارس 2018 حيث تم تقييم الخبز المباع في جميع محلات السوبر ماركت ومقارنته بالمعايير الدولية ووجد أن 96.2٪ من الخبز الذي يباع في دولة قطر يحتوي على كمية من الملح تقع ضمن نطاق الكمية الموصى بها لكل 100 جرام.