يستهل الأخضر السعودي لكرة اليد مونديال قطر 2015 بمواجهة قوية أمام المنتخب الروسي في الثالثة من عصر اليوم بصالة مجمع الاتحاد القطري لكرة اليد بالدحيل. وتأتي مواجهة الأخضر الأولى في المجموعة الرابعة التي تضم إلى جانبه منتخبات قوية صاحبة بطولات سابقة، وهي منتخبات الأرجنتين وبولندا وألمانيا والدنمارك وصيف النسخة الماضية من المونديال.

الأخضر دون ضغوط
ويدخل الأخضر السعودي مباراة اليوم دون ضغوط على لاعبيه، حيث يأمل أن تكون المشاركة السابعة له بين كبار العالم في كرة اليد أكثر تميزا، خصوصا أن المنتخب بمر بمرحلة تجديد في الدماء قوامها مجموعة رائعة من الشباب، يعتمد عليهم الاتحاد السعودي لكرة اليد برئاسة السيد تركي الخليوي من أجل صناعة مستقبل واعد وقوي لكرة اليد السعودية، ويلعب المنتخب هذه البطولة وهو لا يعاني من أية عوامل نفسية أو بدنية على نحو ما كان في السابق، خصوصا أن ترتيبه في القارة قد دفع به للمشاركة في هذه البطولة كخيار فني للاتحاد الدولي للعبة بجانب أيسلندا من القارة الأوروبية بعد انسحاب منتخبي البحرين والإمارات.

تحضيرات ناجحة
واستعد الأخضر السعودي لهذا التحدي بسلسة من التحضيرات تحت إشراف مدربه الكرواتي جوران يوكيتش صاحب النظرة الهادئة، والذي أمضى مع المنتخب السعودي عاما ونصف العام حتى الآن في العمل وهو يركز بفكر كروي عال لبناء منتخب المستقبل، لذلك ضمت خياراته مجموعة كبيرة من اللاعبين الشباب. واستهل المنتخب معسكرا إعداديا بمصر وعدد من التجارب الودية الدولية من خلال مشاركته في بطولة مصر الدولية التي أقيمت الشهر الماضي، كما لعب مباريات تجريبية أمام كل من مصر والجزائر والمجر خلص خلالها المدرب إلى أن مجموعته التي سيخوض بها المونديال ستكون أكثر تميزا في ظل تطور المستوى وتأقلم اللاعبين مع الفكر التدريبي للمدرب والذي ينوي الدخول به لمونديال قطر لتحقيق أفضل النتائج، خصوصا أن الأخضر جاءت أفضل مشاركاته في بطولات العالم في النسخة الماضية بإسبانيا التي حقق فيها نتائج طيبة ومستويات جيدة.

قراءة في أوراق المنافسين
درس المدرب يوكتيش أوراق منافسيه في المجموعة جيدا وتعرف على أساليب اللعب التي يخوضون بها التحدي وعمل على رفع درجة التركيز للاعبين من أجل الحصول على أفضل النتائج، خصوصا أنه يدرك أن مجموعته قوية جدا حيث إنها تضم منتخبات لها تاريخ طويل في المشاركة في بطولات العالم مثل الدنمارك (20 مشاركة) وبولندا (11 مشاركة) وروسيا (17 مشاركة) والأرجنتين (تسع مشاركات) وألمانيا (21 مشاركة).

كوكبة الأخضر تجمع بين الخبرة والشباب

يلعب الأخضر تحدي المونديال بكوكبة من اللاعبين غالبيتهم من العناصر الشابة وهم 10 لاعبين يخوضون بطولة العالم مع يد الأخضر للمرة الأولى في تاريخهم مثل مجتبى سالم ومحمد النصفان وعلي الصفار وعباس الصفار وعبدالرحمن الجهني وعبدالله حليلي وعبدالله آل سلام وأحمد هزازي ومحمد صبحي، بينما تتألف مجموعة اللاعبين الذين شاركوا من قبل في المونديال ولهم خبرة في التحديات العالمية كل من مهدي سالم ومحمد الزاير وعبدالله حماد وعبدالله عباس ومحمد عباس ومحمد سالم وحسن الجنبي وأحمد العلي وحسين الجنبي، بينما يقف أسطورة كرة اليد السعودية في العهد الحالي مناف السعيد كأكثر اللاعبين خبرة وهو حارس المرمى الذي شارك في جميع بطولات العالم التي تأهل فيها الأخضر للمونديال؛ حيث حرس مرمى الأخضر في 6 مرات لـ6 مشاركات سعودية بدأت في العام 1997 مروراً بمونديال سنة 99 و2001 و2003 و2009 و2013 وهو يتواجد حالياً في مونديال 2015 ويمثل وجوده دعماً معنوياً كبيراً لشباب الأخضر المشاركين في المونديال.

الروس يأملون استعادة أمجادهم

الطرف الثاني في مواجهة افتتاح المجموعة الرابعة هو منتخب روسيا الذي يعتبر من أقوى منتخبات العالم في كرة اليد والذي سبق له التتويج باللقب في العام 97، وكان في العام الذي سبقه بطلا للقارة الأوروبية وقبلها بسنوات حقق اللقب العالمي في عام 1994 بعد أن سبق ذلك أيضا بالتتويج بذهبية أولمبياد برشلونة 92.. ويضم المنتخب الروسي كوكبة من اللاعبين المميزين الذين ينشطون في الدوريات الأوروبية؛ حيث يلعب له أفضل اللاعبين في الدوري الإسباني مع سويداد ريال وهو اللاعب بافيل بابوولو واتمان بافيل وأجروبول كوستاتين اللذان ينشطان في الدوري المقدوني لكرة اليد بجانب نجم نادي كيل الألماني يبروف والنجم المخضرم لنادي فاردار المقدوني سيرجي جروربكوتش وتيمور بروفتش.
ويعتمد المنتخب الروسي في أسلوب لعبه على اللاعبين طوال القامة الذين يجيدون التسديد من خارج المنطقة ولدى المنتخب أسلوبه المميز في حسم المباريات، ولم يجد صعوبة في التأهل للمونديال بتحقيقه لانتصارات سهلة أبرزها كان على ليتوانيا في المرحلة الأخيرة من التصفيات. وأجرى المنتخب الروسي العديد من التدريبات تحت إشراف جهازه الفني بقيادة أسطورتي كرة اليد الروسية كوليشوف ورايمانوف وهما ثنائي فني يجسد التاريخ في كرة اليد والآن يرنو إلى الحاضر لقيادة الدببة إلى منصات التتويج.
وخاض المنتخب الروسي تجربة بتونس أمام نسور قرطاج في طريقه للدوحة خسرها بفارق ثلاثة أهداف (31/34) ويرى الجهاز الفني لمنتخب الدببة أن الخسارة من تونس تعتبر مفيدة لهم؛ حيث إنهم يودون إظهار صورة مغايرة لمستواهم الفني في المونديال وبالتالي فإن المنتخب سيكون مختلفا تماما أمام الأخضر السعودي

تواجه منتخب بولندا اليوم بلوسيل
ماكينات ألمانيا تبحث عن استعادة التوازن
ستكون صالة لوسيل متعددة الاستخدامات مسرحا للمواجهة الثانية في المجموعة الرابعة بين منتخبي بولندا وألمانيا في السابعة من مساء اليوم؛ حيث تمثل المواجهة نقطة الانطلاق للمنتخبين في المجموع بحثا عن مركز يؤهل للدور الثاني، خصوصا أن المجموعة هي خليط عربي لاتيني أوروبي يتألف من البولندي والألماني والسعودي والأرجنتيني والدنماركي والروسي وبالتالي القراءة الفنية فيه وأسلوب اللعب قائم على الحسم في الملعب والأداء السريع الذي يحقق التفوق في المباريات وعدا ذلك فلن يشفع التاريخ لأي منتخب. ويعتبر المنتخب الألماني الذي يخوض أولى مبارياته أمام بولندا أكثر المنتخبات في البطولة الحالية حظا؛ حيث تأهل لهذه المرحلة بعد قرار فني من الاتحاد الدولي للعبة والذي أعلن عن تأهل صاحب المركز الخامس في مونديال 2013 بإسبانيا عندما فشل الألمان أصحاب العراقة والتاريخ في كرة اليد وأرضهم هي مهد اللعبة ولكن مستواهم الفني تدهور كثيرا في السنتين الأخيرتين فلم ينجح المنتخب في التأهل وبقي وحيدا لتنقذه أوضاع قارة أوقيانوسيا غير المنظمة في اللعبة ليتأهل المنتخب إلى مونديال قطر. وينوي المنتخب الاستفادة من هذا الوضع بالتأهل وتكرار إنجازه في مونديال إسبانيا بحصوله على المركز الخامس رغم أنه لا يعبر عن القوة الألمانية التي حققت اللقب مرتين من قبل بجانب إنجازات أوروبية ضخمة.
أما المنتخب البولندي فهو يدخل مباراة اليوم بغرض البداية الجيدة والتفوق على ألمانيا؛ حيث يعرف التاريخ تفوقا واضحا للبولندي ولكن المنتخب يخشى المفاجأة الألمانية التي قد تحدث في أية لحظة.