ضمن خطط الوزارة للتحول الكامل بحلول 2030.. 73% من حافلات النقل العام في قطر «كهربائية»

alarab
اقتصاد 15 ديسمبر 2024 , 01:21ص
الدوحة - العرب

حققت دولة قطر نسبة 73% بتحويل حافلات أسطول النقل العام إلى حافلات كهربائية، باعتبار الاستدامة هي حجر أساس خطة النقل الشاملة في قطر، والتي تتضمن مجموعة متكاملة من المبادرات والمشاريع ترتكز حول محاور أساسية تتمثل في استخدام مصادر الطاقة النظيفة في قطاع النقل العام، ودعم تحويل وسائل النقل إلى كهربائية، وإرساء مشروعات التنقل الذكي والطرق السريعة والبنية التحتية والتشريعات الداعمة لذلك، بهدف تحقيق التكامل فيما بين هذه العناصر والحفاظ على البيئة، لتكون إرثا حقيقيا للأجيال الحالية والمقبلة.

وتولي وزارة المواصلات أهمية خاصة لتعزيز وربط أنظمة النقل في دولة قطر بأحدث التقنيات المتبعة عالميا، وذلك من خلال تبادل الخبرات والتقنيات المبتكرة مع الشركاء، والعمل على تعزيز الجهود الرامية لخفض الانبعاثات الكربونية والمحافظة على البيئة إلى جانب تعميق الشراكات الدولية في قطاع النقل العالمي.
وعلى صعيد تحقيق رؤية الوزارة في جعل قطاع النقل صديقا للبيئة، أطلقت الوزارة استراتيجية التحول التدريجي للمركبات الكهربائية التي تشمل خططها تحويل حافلات النقل العام بشكل تدريجي إلى حافلات كهربائية بنسبة 100% بحلول عام 2030، وتم إنجاز المرحلة الأولى لهذه الاستراتيجية من خلال توفير أكثر من 25% من أسطول الحافلات الخاصة ببطولة كأس العالم لتكون كهربائية، إضافة إلى اعتماد سياسة استخدام وقود الديزل النقي المكافئ للتصنيف الأوروبي (EURO-5) لكافة الحافلات والشاحنات التي سيتم استيرادها لدولة قطر، ابتداء من الطرازات المصنعة للعام (2023).
كما ستقوم وزارة المواصلات بإنشاء مركز متخصص لفحص واختبار مدى تجانس وتطابق المواصفات الخاصة بالسيارات الكهربائية مع المواصفات المعتمدة لدى الدولة، وإصدار شهادات الاعتماد الخاصة بها، بما يدعم طموحات الدولة نحو التحوّل إلى مركز مهم للسيارات الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وستواصل الوزارة جهودها في استراتيجية المركبات ذاتية القيادة، وتسهيل عمليات تشغيلها وإدارة أسطولها وتعزيز جوانب السلامة المعنية بالمشغل والمركبة، من خلال بناء مركز عمليات لأسطول المركبات ذاتية القيادة، وكذلك إطلاق العنان أمام الفرص الاقتصادية في هذا المجال مع بذل كل الجهود لتعزيز منظومة النقل والمواصلات، وتشجيع الاستثمار في هذا المجال، ودعم جميع القطاعات، وترك إرث للأجيال المقبلة.
وفي ذات السياق أصبح برنامج البنية التحتية لحافلات النقل العام من أكثر البرامج الصديقة للبيئة في العالم، ويكتسب أهمية كبيرة كونه واكب انطلاق بطولة كأس العالم، ومن ضمن مكونات هذا البرنامج مستودع حافلات لوسيل الذي حاز على جائزة «غينيس»، حيث يعد أكبر مستودع للحافلات الكهربائية على مستوى العالم، وتصل طاقته الاستيعابية إلى نحو 500 حافلة، وكذلك يعتبر هذا المستودع أول مستودع حافلات في الشرق الأوسط يعتمد على مصادر الطاقة الشمسية ويتميز باحتوائه على نحو 11 ألف وحدة من الألواح الشمسية تولد طاقة مقدارها 4 ميجاواط باليوم الواحد لإمداد مباني ومرافق المستودع بالطاقة اللازمة، بما يتماشى مع أهداف استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي، ويحقق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، كما يحتوي هذا المستودع على قسم خاص بحافلات التردد السريع الكهربائية، وهي أحدث وسائل النقل العام في دولة قطر التي تم تشغيلها خلال المونديال.

تجربة أول حافلة ذاتية القيادة لنقل الركاب بالمدينة التعليمية

تحت إشراف وزارة المواصلات، قامت شركة مواصلات (كروه) بالتعاون مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بتجربة تشغيل أول حافلة كهربائية ذاتية القيادة لنقل الركاب داخل المدينة التعليمية.
ووفرت هذه الفعالية التي تم تنظيمها في فبراير الماضي، الفرصة للجمهور للاطلاع على أحدث التقنيات والابتكارات، وتعزيز مقومات السلامة، والحفاظ على البيئة من خلال توفير حلول النقل المستدامة في قطاع المواصلات بما ينسجم مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي.
وتمثل تجربة الحافلة الكهربائية ذاتية القيادة خطوة هامة نحو دمج التكنولوجيا والالتزام بالمسؤولية البيئية، حيث تعمل هذه الحافلة بالطاقة الكهربائية، ما يضمن عدم وجود انبعاثات ضارة، ويساهم في تحقيق أهداف قطر لمستقبل مستدام، كما أنها تتبع معايير متطورة في السلامة وكفاءة النقل إذ إنها مجهزة بأجهزة استشعار متطورة، وكاميرات عالية الوضوح، ومستشعر ليزر، ورادارات تعمل بالموجات فوق الصوتية.
وتستهدف استراتيجية الوزارة باعتماد وسائل ونظم نقل ذكية وصديقة للبيئة، تحقيق منافع متعددة أهمها توفير استهلاك الطاقة والوقود، وتخفيض الانبعاثات الضارة والبصمة الكربونية للدولة، وتقليل الحوادث المرورية، وتحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع رؤية 2030، ودعم كافة القطاعات الاقتصادية والخدمية في الدولة، وترك إرث مستدام للأجيال المقبلة.

إنجاز أعمال البنية التحتية للمرحلة الأولى من «التاكسي المائي»

أعلنت وزارة المواصلات، عن إنجاز أعمال البنية التحتية للمرحلة الأولى من مشروع التاكسي المائي، والتي تتكون من محطة النقل المائي الرئيسية في مدينة لوسيل، وموقفين للعبارات البحرية في كل من اللؤلؤة والكورنيش، وذلك خلال مشاركتها بمعرض قطر للقوارب الذي نظمه ميناء الدوحة القديم في شهر نوفمبر الماضي.  
واستعرضت الوزارة بجناحها في المعرض مجسماً خاصاً بالمحطة الرئيسية في لوسيل، بالإضافة إلى تقديم عرض مرئي يوضح المرافق الخاصة بهذا المشروع الرائد الذي يهدف إلى توفير أنظمة نقل عام مائية حديثة مزودة بأحدث التكنولوجيا الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى تعزيز التكامل مع أنظمة النقل العام الأخرى في نقل الركاب (من وإلى) الوجهات المختلفة إذ من المقرر ربط هذا المشروع عند بدء العمليات التشغيلية الخاصة به مع منظومة صلة للنقل العام، بما يتوافق مع إطار عمل الوزارة في تحقيق أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة التي تركز على تسخير التكنولوجيا المتقدمة والتنمية المستدامة والتنوع الاقتصادي، وصولاً إلى تنفيذ ركائز رؤية قطر الوطنية 2030. وتمتد محطة النقل المائي الرئيسية في مدينة لوسيل على مساحة تتجاوز 2200 متر مربع، وتحتوي على العائم المائي المزود بالشواحن الكهربائية اللازمة لشحن العبارات والمصمم لرسو أربع عبارات مائية بطول 24 مترا للعبارة الواحدة، كما تضم أيضاً منطقة خاصة بالانتظار، ومرفقا للتذاكر، فضلاً عن المرافق الخدمية المتنوعة كالمساحات المخصصة للبيع بالتجزئة والمكاتب، فيما يحتوي موقفا العبارات البحرية في جزيرة اللؤلؤة والكورنيش، على العائم المائي، ومكاتب خاصة بالتذاكر وخدمة العملاء.
وأوضحت الوزارة أن العمل جارٍ الآن لاختيار المشغل لهذا المشروع، وأنواع العبارات البحرية التي ستستخدم لنقل الركاب، موضحة أن المرحلة الثانية من المشروع ستشمل مناطق أخرى كمنطقة كتارا وميناء الدوحة القديم ومطار حمد الدولي ومدينة الوكرة، وصولاً إلى المرحلة الثالثة من المشروع والتي من المقرر أن تربط مدينة الدوحة بمدينة الخور شمالاً مروراً بمدينة لوسيل وسميسمة، وذلك بحسب الدراسات التي ستتم في حينها.
يساهم هذا المشروع في دعم قدرات الدولة السياحية، وجهود وخطط قطر للسياحة، من خلال تعزيز التنقل الداخلي عبر استخدام العبارات البحرية.