أكد ليونيل ميسي أنه سيخوض آخر مباراة له في كأس العالم قطر 2022. وقال ميسي لصحيفة دياريو ديبورتيفو أولي الأرجنتينية :»أشعر بسعادة كبيرة لأنني قادر على تحقيق ذلك، وقادر على إنهاء رحلتي في كأس العالم بخوض آخر مباراة لي بالنهائي».
وأضاف قائد الأرجنتين :»لقد مرت سنوات عديدة ولا أعتقد أنني سأكون قادراً على القيام بذلك، إنهاء مسيرتي في كأس العالم على هذا النحو يمثل الأفضل لي».
ويشارك اللاعب البالغ من العمر 35 عاماً في كأس العالم للمرة الخامسة، متجاوزاً بذلك أربع مرات كلاً من دييجو مارادونا وخافيير ماسكيرانو.
وبهدفه الخامس في قطر، تفوّق أيضاً على جابرييل باتيستوتا كأفضل هداف للأرجنتين في نهائيات كأس العالم برصيد 11 هدفاً.
وأضاف ميسي :»كل شيء جيد والأرقام القياسية جيدة، لكن الشيء المهم هو أن تكون قادراً على تحقيق هدف الفريق، وهو أجمل شيء على الإطلاق. نحن على بُعد خطوة واحدة بعد القتال الجاد، وسنقدم كل شيء لمحاولة تحقيق اللقب هذه المرة».
من ناحية أخرى ألقى موقع FIFA الضوء على سجلات وأرقام كأس العالم التي تخص ليونيل ميسي والأرقام التي يسعى لتحقيقها، وميسي هو واحد من ستة لاعبين فقط لعبوا في خمس بطولات كأس العالم إلى جانب المكسيكيين أنطونيو كارباخال ورافا ماركيز و وأندريس جواردادو، والألماني لوثار ماتيوس، والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
وخاض ميسي 25 مباراة في كأس العالم - ليعادل الرقم القياسي الذي يحمله الألماني لوثار ماتيوس، سيحقق رقما قياسيا جديدا بخوضه المباراة 26 في النهائي.
وشارك ميسي ورافائيل ماركيز في 18 مباراة في كأس العالم كقادة لمنتخبيهما، ويليهم دييجو مارادونا بـ 16 مباراة، ويحمل الإيطالي باولو مالديني الرقم القياسي لأكبر عدد دقائق لعبها في كأس العالم وهي 2217 دقيقة، ورقم ميسي حالياً هو 2194 دقيقة، وسيتوفق على مالديني عندما يخوض نهائي مونديال قطر، حيث سيصل إلى 2284.
ويعتبر النجم الأرجنتيني ميسي هو اللاعب الوحيد الذي قدم تمريرات حاسمة في كأس العالم خمس مرات، أقرب منافسيه هم بيليه وجريجورز لاتو ودييجو مارادونا وديفيد بيكهام الذي صنعوا الأهداف في ثلاث نسخ مختلفة، ويحمل بيليه الرقم القياسي لأكبر عدد من التمريرات الحاسمة في مراحل خروج المغلوب بست تمريرات بينما قدم ميسي حتى الآن خمس تمريرات.
كرر ميسي رقمه القياسي في الحصول على أفضل لاعب في المباراة في نسخة واحدة، حيث حصل على جائزة رجل المباراة أربع مرات في نسخة البرازيل 2014 وهو رقم قياسي لنسخة واحدة يتقاسمه مع الهولندي ويسلي شنايدر، الذي حصل على نفس الرقم في جنوب إفريقيا 2010، وحصل ميسي في مونديال قطر 2022 على لقب أفضل لاعب في 4 مباريات أمام المكسيك وأستراليا وهولندا وكرواتيا.
ويعتبر النجم الأرجنتيني هو اللاعب الوحيد الذي سجل في كأس العالم وهو في سن المراهقة وفي العشرينيات والثلاثينيات، وحقق ميسي 16 انتصاراً في كأس العالم بينما سجل الألماني ميروسلاف كلوزه 17 انتصاراً.
بوجود ألفاريس وجد ميسي معاوناً مثالياً
في سعيه للظفر باللقب الأسمى، وجد ليونيل ميسي لنفسه معاوناً: تحصّل على ركلة جزاء ثم سجّل ثنائية في الفوز بثلاثية نظيفة على كرواتيا في نصف النهائي. هو المهاجم الأرجنتيني خوليان ألفاريس الذي كان عاملاً حاسماً بوصول فريقه إلى نهائي مونديال قطر 2022.
في البداية، كان مقرراً أن يلعب أنخل دي ماريا دور المساعد المتميّز لـ»البرغوث» على غرار مونديال روسيا 2018،أو مهاجم إنتر الإيطالي لاوتارو مارتينيس الذي كان دوره محورياً في الفوز بلقب كوبا أمريكا عام 2021.
لكن الأول عاد من إصابة ولم يكن في أفضل حالاته البدنية، فيما يعيش الثاني أزمة ثقة بعدما فشل في التسجيل بكأس العالم هذه إلا تلك الركلة الترجيحية، الحاسمة للتأهل، أمام هولندا في ربع النهائي.
- حلّ اللغز - استخدمه المدرّب ليونيل سكالوني في البداية كبديل أمام السعودية (خسارة الأرجنتين 2-1)، ثم أمام المكسيك عندما منح دخوله في الشوط الثاني دينامية ورونقاً للأداء الأرجنتيني الذي أنهى المباراة بالفوز بثنائية نظيفة.
في المباراة التالية أمام بولندا، كان أساسياً في تشكيلة سكالوني. سيشكره المهاجم الشاب لاحقاً على تلك الثقة، ذلك أنه حوّل تمريرة في منطقة الجزاء من زميله السابق في ريفر بلايت إنسو فرنانديس في الشباك (2-0) (67).
ثم فعلها مرة أخرى في دور الـ16 أمام أستراليا، وكان الهدف الثاني أيضاً (قلّصت أستراليا النتيجة لاحقاً)، عندما اعترض كرة عشوائية وأسكنها بين الخشبات الثلاث (57).
يوم الثلاثاء، وفي استاد لوسيل، كان هو الذي حلّ اللغز الكرواتي الفعّال حتى ما قبل نصف النهائي.
أولاً استغل ألفاريس خطأ دفاعياً بالتغطية من المخضرم ديان لوفرين، بعد تمريرة جميلة من فرنانديس، فانفرد بالحارس دومينيك ليفاكوفيتش الذي أسقطه أرضاً: احتسب الحكم الإيطالي دانييلي أورساتو ركلة جزاء بعد نحو نصف ساعة على البداية فترجمها ميسي هدفاً (34).
لم يتأخر ألفاريس في إحراز الثاني، عندما استغل كرة أهدرها الكروات أمام منطقتهم، فانطلق بسرعة صاروخية وتخلّص من دفاع كرواتيا على طريقة متزلجي مسابقة التعرّج وسجّل منفرداً في مرمى ليفاكوفيتش (39).
وأخيراً، وقبل أن يحلّ باولو ديبالا بدلاً منه، أنهى ألفاريس استعراض ميسي الذي تبختر في منطقة جزاء كرواتيا متلاعباً بالشاب يوشكو غفارديول أحد أفضل مدافعي النهائيات، ليستلم تمريرته على طبق من فضة ويسجّل الهدف الثالث (69).
« لم يخطئ مشجعو الأرجنتين حيال الأهمية الجديدة لألفاريس عندما غنوا «خوليان.. خوليان» في المدرجات.
قال ألفاريس بعد المباراة أمام أستراليا «أحاول دائماً تقديم أفضل ما لديّ، على أرض الملعب أو من مقاعد البدلاء لتشجيع زملائي في الفريق». لكن الجميع يراهن أنه لن يكون بديلاً في النهائي.
من الصعب أن تتخيل سكالوني يستغني عن ألفاريس مجدداً. فبوجوده إلى جانب ميسي، ستخوض الأرجنتين مباراة نهائية خيالية.