المريخي: سوء الأخلاق يجلب سخط الله
            
          
 
           
          
            
                 محليات 
                 15  ديسمبر  2018 , 02:04ص  
            
            
           
          
            
              الدوحة -  العرب
            
           
            
          
            قال فضيلة الداعية الدكتور محمد بن حسن المريخي، في خطبة الجمعة، بجامع عثمان بن عفان في الخور، أمس: «لا شيء يعادل الدين والأخلاق، فمهما أوتي المرء من الدنيا، ومهما بلغ من المناصب، ومهما أدرك من الرتب، فإنه لا يبلغ بذلك شيئاً حتى يتحلى بالأخلاق الكريمة والمعاني السامية».
وأوضح فضيلته أن أسوأ ما يسيء للإنسان ويلطخ سمعته وينال به السخط والغضب عند الله، والدعاء عليه عند الناس هو الخلق السيء، منوهاً بأن أقواماً أعطاهم الله الملك والمال والأموال والخزائن ومن كل ما هو جميل في الدنيا، ولكن ساءت أخلاقهم، وتلطخت مروءتهم، فهبطوا إلى أسفل سافلين.
ولفت فضيلته إلى أن الأخلاق السيئة تهوي بأصحابها إلى حضيض الغبراء، وتردي أهلها، وتلطخ ناسها، وتشوّه السمعة، وتذهب المروءة، وتبيع أصحابها بثمن بخس. 
وأوضح أن الأخلاق الرذيلة تؤثر على الأشخاص والأسر والمجتمعات والأوطان، وهل خان الأوطان إلا سيء الأخلاق، وما أجرم في المجتمع إلا السيء، وهل تهدم البنيان وخرّت الأسقف إلا بسبب السيئين الفاسدين. 
وقال: «إن الغرور في حقيقته استكبار واستعلاء، وفخر واحتقار للناس، وإعجاب بالنفس وتطاول على الناس، وبطر ونكران لجميل الله، وهو يدل على النقصان وطمس البصيرة، وانتكاس القلب وضلال العقل».
وأضاف: حكى لنا القرآن الكريم والسنّة النبوية عن قصص المغرورين وعاقبة أمرهم، فالمغرور بماله، والمغرور بجاهه، والمغرور بقوته والمغرور بنسبه، حتى اغتر إبليس وبلغ به غروره أن ردّ أمر الله تعالى حين أمره الله بالسجود لآدم عليه السلام، فقال: «أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ».
وأكد فضيلته أن الغرور داء ومرض يصيب كل واحد من الناس إلا من سلمه الله وحفظه، من الكبار والصغار، والحكام والمحكومين، والعلماء والمفكرين، والمثقفين، وأصحاب المال والملك، حتى الفاجر يغتر بفجوره وطغيانه، والمناصب والدرجات، لافتاً إلى أن أسباب الغرور كثيرة جداً، لكن رأسها وكبيرها هو الجهل بالدين، وما أنزل الله ورسوله في القرآن والسنّة، وهذا ملاحظ ملموس، فأكثر الناس يجهلون ما جاء به الوحي من الأوامر والنواهي والوعد والوعيد، خاصة في قضية البر والصلة والتحذير من هذه الأخلاق السيئة، والجهل بسنن الله في هذا الكون. 
وأوضح فضيلته أن إهمال التربية على الدين الحنيف بلية أصابت الكثيرين من أبناء المسلمين، وخاصة أرباب الأموال والنعم، فالتربية على الدين نعمة، لافتاً إلى أن علاج الغرور والتكبر يكمن في الأخذ بتعاليم الدين الحنيف، لأن الغرور خدعة من الشيطان، تنسيه ما كان عليه، وما سيصير إليه، فيرضى بالحياة، ويطمئن إليها، ويغفل عن ربه تعالى، وتلازم نفسه الهوى، وتشتبه عليه الأمور وتختلط، فيظن أنه على صواب وهدى.